تفاقم الأصوات العربية من لبنان إلى اليمن ضد مبادرة ولاية الفقيه

تفاقم الأصوات العربية من لبنان إلى اليمن ضد مبادرة ولاية الفقيه

 

تتواصل المواقف الرسمية والشعبية في أكثر من بلد عربي رفضاً لتدخلات النظام الإيراني التي أرهقت المجتمعات وأشعلت الحروب بالوكالة. ففي لبنان، شدّد وزير الخارجية يوسف رجي على أنّ “الطائفة الشيعية ليست مستهدفة وهي جزء أساسي من لبنان، ولكنّ حزب الله يتاجر بها، ونعلم أنّ الحرس الثوري الإيراني يديره مباشرة”. هذا التصريح أعاد إلى الواجهة مطلب الشارع اللبناني بإغلاق سفارة طهران في بيروت ووقف العبث الإيراني بالسيادة الوطنية.

 

وفي اليمن، عبّر مسؤولون في الحكومة الشرعية عن الموقف نفسه، مؤكدين أنّ مليشيات الحوثي ليست سوى ذراع عسكرية للحرس الثوري، تفرض الحرب والدمار على الشعب اليمني، وتنفذ أجندة ولاية الفقيه على حساب استقرار المنطقة. ويرى المراقبون أنّ ما يجري في صنعاء وعدن يعكس الصورة ذاتها التي يعيشها اللبنانيون في بيروت: هيمنة مباشرة من النظام الإيراني عبر وكلائه المسلحين.

 

المحللون يؤكدون أنّ التدخل الإيراني في لبنان واليمن وجهان لعملة واحدة، هدفهما توسيع نفوذ ولاية الفقيه وزعزعة الأمن القومي العربي. ومن هنا تتعالى الأصوات في العاصمتين، بيروت وصنعاء، بضرورة طرد النفوذ الإيراني، بدءاً من إغلاق السفارات التي تحوّلت إلى غرف عمليات، وصولاً إلى تفكيك المليشيات الطائفية التي ترهن مستقبل شعوب المنطقة.

 

وفي ظل هذا الواقع، يبرز “الحل الثالث” الذي طرحته المقاومة الإيرانية كخيار استراتيجي: رفض الاستسلام لمشروع الملالي، ورفض الحروب المدمّرة، والعمل بدلاً من ذلك على تغيير النظام الإيراني نفسه عبر إرادة الشعب والمقاومة المنظمة. هذا الحل بات يحظى بدعم متزايد عربياً ودولياً، لأنه السبيل الوحيد لإنهاء التمدد التخريبي للنظام في لبنان واليمن وسائر دول المنطقة.

 

إنّ وحدة الموقف بين اللبنانيين واليمنيين ضد تدخلات طهران تعبّر عن إدراك متنامٍ بأنّ النظام الإيراني هو مصدر الفوضى وعدم الاستقرار، وأنّ الخلاص لن يتحقق إلا باقتلاع جذور هذا المشروع التوسعي واعتماد “الحل الثالث” كطريق للتحرر والسيادة.