المراهنات الرياضية تقود شباب أمريكا نحو فخ الإدمان

خسر إيثان، البالغ من العمر 27 عاماً، 11 ألف دولار في رهان واحد على مباراة هوكي هذا العام، تلك الخسارة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، فبعد سنوات من الانغماس في المراهنات منذ أيام الجامعة، انهار أمام صديقته وقرر أن يضع حداً لإدمانه.
وجعلت التطبيقات القانونية مثل فان ديول، ودرافت كينغز الوصول إلى المراهنات سهلاً وسريعاً، لتتحول الهواية إلى إدمان دفع إيثان لترك وظيفته ذات الدخل المرتفع، محاولاً أن يجعل من المراهنات مهنة.
الإحصاءات تدق ناقوس الخطر
ويؤكد تيموثي فونغ، أستاذ الطب النفسي بجامعة UCLA، أن الشباب أكثر عرضة للإدمان، لأن أدمغتهم لم تكتمل بعد في التحكم بالاندفاع والمخاطرة. وكلما بدأ الشخص المراهنة في سن أصغر، ارتفعت احتمالية تحوّلها لإدمان لاحقاً.
صناعة المليارات
لم يعد القمار مجرد ماكينات سلوت في لاس فيغاس أو طاولات البوكر في أتلانتيك سيتي، إذ إن صناعة المراهنات الرياضية عبر التطبيقات تحقق نمواً صاروخياً، وبلغت إيرادات المراهنات الرياضية 13.7 مليار دولار في 2024، بزيادة 25% على العام السابق.ويملك تطبيق FanDuel أكثر من 12 مليون مستخدم، وDraftKings نحو 10 ملايين، والشركات تربط نفسها مباشرة بالبطولات والفرق الرياضية عبر إعلانات وشراكات، ما يرسخ حضورها في حياة الشباب.
المراهنات الرياضية بين متعة مؤقتة وإدمان متصاعد
يقول جوناثان كوهين، مؤلف كتاب “الخسارة الكبيرة” إن الرهان الأميركي المتهور على المراهنات الرياضية، والمراهنات تتحول إلى إدمان جزئياً، لأنهم يشعرون أنهم لا يستطيعون شراء منازل أو سداد قروض الطلاب برواتبهم الحالية.وأضاف: لهذا السبب ترى الناس يراهنون على مواقف جنونية، لا يهمهم امتلاك 10 آلاف دولار، بل يفضلون فرصة بعيدة للفوز بـ100 ألف دولار.
صعوبة قياس حجم الإدمان
رغم تزايد المخاوف، لا يوجد دليل قاطع على أن المراهنات الرياضية خلقت جيلاً جديداً من المدمنين.وتأتي البيانات المتاحة غالباً من استطلاعات ذاتية مثل دراسة جامعة فيرلي ديكنسون، بينما لا يحتفظ برنامج مجهولو القمار ببيانات أعضائه حفاظاً على الخصوصية، لكنه أكد ارتفاع أعداد الشباب المنضمين في السنوات الأخيرة.لكن جو مالوني، المتحدث باسم جمعية الألعاب الأميركية، يرى أن الاستبعاد الذاتي لا يعني بالضرورة وجود إدمان، بل قد يعكس رغبة في التوقف المؤقت.