الأسواق العالمية تستعد لأسبوع غير مستقر مع زيادة الضغوط الأمريكية على أوكرانيا

تدخل الأسواق العالمية أسبوعاً جديداً على وقع قمة ترامب وبوتين التي انتهت من دون اتفاق على وقف إطلاق النار، لكنها فتحت الباب أمام سيناريوهات قد تغيّر خريطة الطاقة والدفاع في العالم.
يتوجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن للقاء ترامب، بمشاركة قادة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وسط قلق أوروبي متزايد من تبدّل أولويات أميركا.ربط محللون هذا التحول المحتمل بصفقات طاقة في القطب الشمالي، حيث تمتلك روسيا والولايات المتحدة معاً فرصة لاستغلال نحو 15% من احتياطيات النفط غير المكتشفة و30% من الغاز الطبيعي غير المكتشف عالمياً.
قد يعني دخول أسواق النفط والغاز في موجة «سوق دبّي عميق» مع انخفاض طويل الأمد للأسعار، وفقاً لتقديرات «بنك أوف أميركا». تراجعت أسعار خام برنت بأكثر من 1% لتقترب من 66 دولاراً للبرميل يوم الجمعة، في وقت يضغط فيه ترامب لخفض تكلفة الطاقة بالنسبة للمستهلك الأميركي، لكن التوتر السياسي يجعل الأسعار مرهونة بأي تطور ميداني أو دبلوماسي.في المقابل، أوروبا تستعد لزيادة إنفاقها العسكري بشكل غير مسبوق، منذ بداية الحرب في 2022، قفزت أسهم قطاع الدفاع الأوروبي إلى مستويات قياسية؛ شركة ليوناردو الإيطالية ارتفعت أكثر من 600%، بينما صعد سهم «راينميتال» الألمانية بنحو 1500%. تعكس هذه الطفرة رهان المستثمرين على استمرار سباق التسلح الأوروبي إذا تراجعت المظلة الأمنية الأميركية.إذ يظهر هذا التوتر على الأسواق المالية بوضوح؛ فقد صعد اليورو 13% منذ بداية العام ليتداول عند 1.17 دولار، فيما بقيت سندات أوكرانيا عند مستويات متدنية عند 55 سنتاً للدولار بعد تعثر موجة الصعود الأخيرة، وسط مزاج يميل لصالح روسيا عقب القمة.توضح الصورة الأوسع أن قمة ألاسكا لم تكن مجرد محطة حول الحرب الأوكرانية، بل اختباراً لمستقبل التحالفات الاقتصادية والجيوسياسية، فإذا ما مضت واشنطن نحو شراكة طاقة مع موسكو، فسيكون على أوروبا أن تدفع فاتورة باهظة لتعزيز أمنها الدفاعي والطاقوي في وقت واحد.