من ميانمار إلى كمبوديا: ضرائب ترامب تضع عبئًا على الدول النامية.

من ميانمار إلى كمبوديا: ضرائب ترامب تضع عبئًا على الدول النامية.

وجّهت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب ضربةً قاصمة للدول التي كان من المفترض أن تساعدها التجارة العالمية، أي الدول الفقيرة.
فُرضت تعريفات جمركية بنسبة 40% على اثنتين من أفقر دول آسيا، ميانمار ولاوس، ما قد يُنذر بنهاية صادراتهما الأميركية، التي تشمل سلعاً مثل الأثاث والملابس.
أفاد ترامب، يوم الأربعاء، بأنه سيرفع التعريفات الجمركية على الهند إلى 50%، في ظل خلاف بين واشنطن ونيودلهي بشأن استمرار واردات الهند من النفط الروسي.في عصر جديد من المفاوضات التجارية غير الرسمية، كانت لهذه الدول الأفقر أقل نفوذ لدى دولة بحجم الولايات المتحدة.حوّل انخفاض الأجور بعض هذه الدول، مثل بنغلاديش وفيتنام، إلى قوى تصنيعية، لكن مواطنيها لا يستطيعون تحمل تكلفة المنتجات الأميركية باهظة الثمن، ما يعني أنهم غالباً ما يحققون فوائض تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة، وهو ما أثار غضب ترامب.علاوة على ذلك، طالب الرئيس شركاءه التجاريين بالاستثمار في الولايات المتحدة، لكن قلة من الدول النامية تمتلك القوة المالية الكافية لمواكبة مئات المليارات من الدولارات التي تعهدت اليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي بضخها في الاقتصاد الأميركي.نجت بعض الدول ذات الثقل الجيوسياسي أو الاقتصادي لدى الولايات المتحدة من أسوأ الرسوم الجمركية.قالت ديبورا إلمز، رئيسة قسم السياسة التجارية في مؤسسة هينريش، وهي مؤسسة بحثية مقرها آسيا: «لقد ترك هذا الدول النامية تحت رسوم جمركية مرتفعة للغاية، إنه تغيير كبير، لا سيما في ما يتعلق بمعاملة أقل الدول نمواً».حتى عام 2020، استفادت العديد من الدول الفقيرة، مثل كمبوديا وبنغلاديش، من ترتيب خاص يُعرف باسم «نظام الأفضليات المعمم»، والذي ألغى الرسوم التجارية على منتجات أكثر من 100 من أفقر دول العالم وأقاليمها، لم يُجدد هذا الترتيب، والآن، تضاءل وصول الدول الفقيرة إلى الولايات المتحدة بشكل أكبر.لنأخذ كمبوديا مثالاً، فُرضت على هذه الدولة الصغيرة، المُصدّرة للملابس إلى الولايات المتحدة، رسوم جمركية بنسبة 19%، ما أثار قلقاً واسع النطاق في قطاع الملابس في البلاد.قال سون تشانثول، نائب رئيس وزراء كمبوديا الذي قاد محادثات التعريفات الجمركية مع الولايات المتحدة، في مقابلة: «نحن دولة فقيرة، قوتنا الشرائية لا تُضاهي قوة الدول الغنية».خفّضت كمبوديا رسومها الجمركية على الواردات الأميركية إلى الصفر، ووعدت شركة الطيران الوطنية بشراء 10 طائرات من بوينغ، مع خيار شراء 10 طائرات أخرى، وهو عرض متواضع مقارنةً بالتعهدات المالية لدول غنية مثل اليابان، التي وافقت على شراء 100 طائرة من شركة الطيران والفضاء الأميركية.على الرغم من أن رسوم الـ19% التي حصلت عليها كمبوديا في النهاية كانت أفضل قليلاً من رسوم بعض الدول النامية الأخرى، إلا أن الحكومة كانت تضغط من أجل خفضها، وقال سون تشانثول: «كنت آمل أن أحصل على 15% على الأقل مثل كوريا أو اليابان».الآن، تشعر الشركات بالقلق من تداعيات رفع الرسوم الجمركية على صادراتها إلى سوق بالغة الأهمية كسوق الولايات المتحدة.يتوقع برنهارد ويونغكانغ، المدير التنفيذي في شركة «بي تي جريت جاينت باينابل»، إحدى أكبر مُصدّري الأناناس المعلب في العالم، ومقرها جزيرة سومطرة في إندونيسيا، أن يتراجع الطلب في الولايات المتحدة، أكبر أسواق الشركة، نظراً للرسوم الجمركية البالغة 19% على الصادرات الإندونيسية إلى السوق الأميركية.ويأمل ويونغكانغ في تصدير المزيد من الأناناس المعلب إلى أسواق أخرى، وهو ما ينطبق على جميع الشركات الأخرى في هذا القطاع، فهامش ربح «جريت جاينت باينابل» صغير جداً بحيث لا يسمح بخفض أسعارها، ما يعني أن المستوردين الأميركيين سيواجهون تكاليف أعلى قد يتحملونها من خلال رفع الأسعار على المتسوقين، ويخشى ويونغكانغ أن يؤثر ذلك سلباً على مبيعات الأناناس المعلب ويؤثر سلباً على إيرادات الشركة.غالباً ما يُترك الاقتصاديون ومسؤولو التجارة في حيرة من أمرهم بشأن سبب تهرب بعض الدول من العقاب بينما تُفرض عقوبات قاسية على أخرى.تواجه الجزائر وليبيا رسوماً جمركية بنسبة 30% على صادراتهما إلى الولايات المتحدة، بينما تُفرض رسوم جمركية بنسبة 35% على البضائع العراقية. ومن بين أعلى الرسوم الجمركية كانت ضريبة 41% المفروضة على البضائع القادمة من سوريا، وبعد أن عاشت البلاد تحت وطأة عقوبات قاسية لسنوات، لا تُصدر سوى القليل جداً إلى الولايات المتحدة، فمعدل رسومها الجمركية أعلى حتى من الرسوم الجمركية البالغة 39% المفروضة على سويسرا، وهي إحدى الدول الغنية النادرة التي تضررت بشدة.