أسواق العالمية: أسعار الذهب تحقق رقماً قياسياً بعد تأثير الرسوم الأمريكية

سجّلت عقود الذهب الآجلة مستوى قياسياً جديداً، الجمعة، بعد تقارير عن فرض رسوم جمركية مفاجئة على المعدن النفيس، فيما شهدت أسواق الأسهم تذبذباً مع متابعة المستثمرين أحدث خطوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وارتفعت عقود الذهب الآجلة خلال التعاملات إلى مستوى قياسي يومي بلغ 3,534.10 دولار للأوقية، بعد أن ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن واشنطن ستفرض رسوماً على سبائك الذهب بوزن كيلوجرام واحد، وهو النوع الأكثر تداولاً في سوق «كومكس» –أكبر سوق لعقود الذهب الآجلة في العالم– والذي يشكل أيضاً الجزء الأكبر من صادرات الذهب السويسرية إلى الولايات المتحدة، وأضافت الصحيفة أن سبائك الذهب بوزن 100 أونصة ستخضع كذلك للرسوم.
وتراجعت أسعار الذهب الآجلة إلى 3,487.15 دولار للأوقية مع افتتاح وول ستريت للتداول، فيما استقرت أسعار الذهب الفوري حول 3,400 دولار للأوقية.وأوضح أولي هانسن، محلل في بنك ساكسو، أن البنوك تستثمر في عقود الذهب الآجلة للتحوط من تقلبات أسعار المعدن في السوق الفعلية، مشيراً إلى أنه مع تهديد الرسوم برفع أسعار الذهب الفعلي، فإن «المراكز البيعية التي كانت مخصصة أصلاً للتحوط تنفجر فجأة»، ما يدفع البنوك إلى إعادة شراء العقود الآجلة، وبالتالي رفع الأسعار.أسواق الأسهمافتتحت مؤشرات وول ستريت على ارتفاع، بعد أن أغلق مؤشر ناسداك التكنولوجي الثقيل أمس عند مستوى قياسي جديد، لكن كلاً من مؤشر داو جونز وستاندرد آند بورز 500 فشلا في الحفاظ على مكاسبهما المبكرة.وقال بريت كينويل، محلل الاستثمار في eToro US، إن «المعنويات أصبحت أكثر ميلاً للتشاؤم خلال الأسابيع الأخيرة» رغم اقتراب مؤشر ستاندرد آند بورز من أعلى مستوى له على الإطلاق.وأضاف أن ذلك يعود جزئياً إلى بيانات اقتصادية تشير إلى تباطؤ النمو في الولايات المتحدة وإلى «دراما» الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، إضافة إلى كون المستثمرين عادة ما يأخذون استراحة بعد موجات صعود قوية، إذ ارتفع المؤشر بأكثر من 30% منذ قاع أبريل نيسان الماضي.وأشار كينويل إلى أن معظم الشركات الأميركية فاقت توقعات الأرباح، لكن أحجام التداول عادة ما تكون أقل في شهر أغسطس آب.وفي التعاملات الأوروبية المسائية، تراجع مؤشرا فوتسي 100 البريطاني وفرانكفورت، بينما ارتفعت الأسهم في باريس بشكل طفيف.وفي آسيا، قادت الأسهم اليابانية المكاسب في يوم سلبي بمعظمه لأسواق المنطقة، مدفوعة بارتياح بعد تسوية طوكيو وواشنطن لخلاف حول الرسوم الجمركية كان قد أثار المخاوف بشأن اتفاقهما التجاري.وقال يواخيم ستانزل، كبير محللي الأسواق في CMC Markets، إن «الاتفاق الجمركي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفّر بعض الوضوح، لكن الارتباك بشأن كيفية تطبيقه بدأ للتو في الظهور».وأضاف: «في اليابان، هناك ارتياح اليوم بعد سماع أن الرسوم المختلفة لن تكون تراكمية»، مشيراً إلى أن مؤشر نيكاي 225 قفز بنحو 2% بعد أن أعلن مبعوث الرسوم الجمركية الياباني أن واشنطن من المتوقع أن تعدل أمراً تنفيذياً كان يفرض الرسوم فوق بعضها البعض. ومع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت القواعد نفسها ستنطبق على اليابان والاتحاد الأوروبي.