‘أسطول الحرية’ يواجه حصار غزة… والتركيز منصب على رد فعل إسرائيل تجاهه

‘أسطول الحرية’ يواجه حصار غزة… والتركيز منصب على رد فعل إسرائيل تجاهه

التحضيرات في تونس على قدم وساق للقاء “أسطول الحرية”، الذي انطلق من برشلونة، ومن المرتقب أن تلتقي كافة المبادرات الإنسانية في البحر الأبيض المتوسط للاتجاه نحو غزّة، في أوسع محاولة دولية لكسر الحصار وإدخال المساعدات إلى القطاع الذي يعاني نقصاً كبيراً بالمواد الغذائية والطبية والاحتياجات الإنسانية اليومية.

توقيت الإبحار المفترض من تونس هو اليوم الخميس، لكن المواعيد غير ثابتة، لكونها خاضعة لحالة الطقس التي فرضت على أسطول برشلونة الانطلاق مرّة ثانية بعد إبحاره وعودته خلال المرّة الأولى. وبالتالي، قد تتبدّل المواقيت تبعاً للمتغيّرات، وفق ما يقول أيوب حبراوي، ممثل المغرب في هيئة تسيير “أسطول الصمود المغاربي”، في حديث خاص لـ”النهار”.

مئات الناشطين المشاركين في الأسطول وصلوا إلى مرفأ تونس، وهم يخضعون للتدريب على الإبحار لمسافات طويلة، ويتلقّون المعلومات القانونية اللازمة حسب حبراوي، الذي يقول إن الأسطول هو “الأكبر، ويضمّ أكثر من 60 سفينة تحمل أطناناً من المساعدات”، وتشارك فيه شخصيات معروفة، منها برلمانيون وسياسيون وشخصيات فنية.

 

سفينة ضمن أسطول الحرية (أ ف ب).

 

التحديات السياسية والعسكرية التي تنتظر الأسطول كثيرة وقد تحول دون وصوله إلى شواطئ غزّة، والتجارب السابقة لم تكن مشجعة في هذا السياق، إذ هاجم الجيش الإسرائيلي السفن التي كانت تسعى للوصول إلى القطاع، وسيطر عليها، واحتجز عناصرها، وكان آخرها سفينة “حنظلة”. وبالتالي، ثمّة سؤال بشأن احتمالات وصول هذا الأسطول إلى أهدافه.

في هذا الإطار، يقول حبراوي إن “المبادرات السابقة كانت عبارة عن سفينة واحدة، أما اليوم فالأسطول يضم أكثر من 60 سفينة”، وبالتالي عملية توقيفها لن تكون سهلة على المستوى اللوجستي، “وسنتحدى إسرائيل ونحاول الوصول إلى غزّة، لكننا إن لم نصل، فسنكون قد أربكنا إسرائيل وأزلنا شعور الخوف ممن لم يبادر”.

ومن المنتظر أن تلتقي القوافل المنطلقة من تونس بالأسطول الكبير الآتي من برشلونة في جزيرة صقلية الإيطالية لمواصلة الرحلة باتجاه غزة. ويشارك في الأسطول أكثر من ألف ناشط من 44 دولة، وهو عبارة عن تجمّع اتحاد “أسطول الحرية”، و”حركة غزة العالمية”، و”قافلة الصمود”، و”منظمة صمود نوسانتارا” الماليزية. وتحمل السفن مساعدات إنسانية تشمل مواد غذائية وأدوية ومياهاً وحليب أطفال وأطرافاً اصطناعية.

في المحصلة، فإن غزّة أمام محاولة جديدة لكسر الحصار المطبق المفروض عليها، والقوافل المنطلقة من أكثر من ميناء ستصل في الأيام المقبلة نحو امتحانها الأصعب: اجتياز الحواجز الإسرائيلية؛ وبالتالي الأنظار ستتجه نحو شواطئ القطاع وكيفية تعاطي إسرائيل مع المبادرة الإنسانية الدولية الأوسع، وتبعات مقاربتها لها.