‘سبيشال 1’ يستمر في التراجع… مورينيو يغادر فنربخشة!

‘سبيشال 1’ يستمر في التراجع… مورينيو يغادر فنربخشة!

 تمثل إقالة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو من مهماته كمدير فني لنادي فنربخشة التركي، بعد 14 شهراً فقط، منعطفًا حاسمًا في مسيرة “سبيشال 1”.

لم يعد الرجل الذي أطرب أوروبا بالبطولات الكبرى محصنًا أمام إخفاقات مفاجئة، وفشل الفريق في التأهل لدوري الأبطال أمام بنفيكا كشف حدود تأثيره التكتيكي في بيئة جديدة، تعتمد على سرعة الأداء، التحليل المتقدم، وإدارة اللاعبين الشباب بذكاء.

هذا الإخفاق يضاف إلى سلسلة من السقطات الفنية في السنوات الأخيرة. في مانشستر يونايتد، حقق مورينيو الدوري الأوروبي وكأس الرابطة، لكنه عجز عن تحقيق الاستقرار في الدوري الإنكليزي الممتاز ودوري الأبطال، وواجه صعوبة في إدارة اللاعبين الشبان، ما جعله محاطًا بالانتقادات رغم الإنجازات الجزئية.

فتح صفحة جديدة مع الكرة الإيطالية بانتقاله إلى نادي روما، قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الأوروبي الجديد، وهو إنجاز تاريخي للنادي، لكنه لم ينجح في دمج الشباب وتطوير خط هجومي حديث، تاركًا الفريق متذبذبًا في الدوري الإيطالي “سيري آ”.

أما في توتنهام الإنكليزي، فلم يتمكن من حصد أي لقب رغم بعض التحسن الموقت، وتمت إقالته قبل نهاية الموسم، ما عزز الانطباع بأن نجاحه بات قصير المدى.

وجد مورينيو (62 سنة) نفسه مع فنربخشة على المنحدر الخطير مرة أخرى. الفريق كان مليئاً بالنجوم الواعدين، واستثمرت الإدارة مبالغ ضخمة لتدعيم التشكيلة، لكن النتائج القارية جاءت مخيبة للآمال، وكشفت أن النجومية الفردية والتكتيك التقليدي ما عادا كافيين في كرة القدم الحديثة.

وشكل الرحيل المفاجئ زلزالاً تكتيكياً داخل النادي، وألقى بظلاله على الجماهير والإدارة معاً، مؤكّداً أن كل مشروع جديد يواجه اختباراً حقيقياً أمام الضغوط الأوروبية، والتوقعات الجماهيرية المرتفعة.

هذا الحدث ليس مجرد تغيير في كرسي التدريب؛ إنه زلزال اقتصادي ورياضي يظهر بوضوح كيف أصبحت كرة القدم مزيجاً من الاستثمارات الكبرى، الضغط الجماهيري، والتكتيك المتطور. ففي غضون ساعات، قفزت أسهم النادي بنسبة 7٪، وفق تقارير سوق البورصة التركية، ما أثار جدلًا حول الأولويات: الجمهور أم المال؟

الحدث يسلط الضوء على حقيقة صارمة: كرة القدم الحديثة لم تعد تعتمد على الاسم الكبير وحده، بل على التخطيط الاستراتيجي الطويل المدى، الابتكار التكتيكي، واستثمار اللاعبين الشباب بذكاء.

التاريخ يظهر أن البرتغالي قادر على كتابة قصة بطولية صاروخية جديدة إذا التقى مشروعه القادم بيئة مناسبة، كما فعل سابقاً مع إنتر ميلان وتشيلسي وريال مدريد، حيث كان قادراً على تحويل المشاريع الصعبة إلى بطولات تاريخية.

مورينيو خلال لقاء فنربخشة وبنفيكا (أ ف ب)

وقبل لقاء بنفيكا، عانى مورينيو من خلافات مع الإدارة، إذ تعرض لانتقادات متكررة لعدم إشراك اللاعبين الأتراك. وكان ينتقد باستمرار التحكيم في تركيا، ومستوى اللعبة بشكل عام. بعد خسارته 4-2 ضد هاتاي سبور في أيار (مايو)، قال مورينيو: “خلال السنوات السبع الماضية، وصلت إلى نهائيات أوروبية أكثر مما حققه تاريخ كرة القدم التركية بأكمله”.

قبل مباراة الإياب ضد بنفيكا، استخدم مورينيو المؤتمر الصحافي لانتقاد نشاط فنربخشة في سوق الانتقالات الصيفية أو غيابه، وقال: “إذا كان دوري الأبطال أمراً حيويًا للنادي، لكان قد تم القيام بشيء خلال الفترة بين مباراة فينورد وبنفيكا”. وأضاف: “لا أعتقد أن لدى فنربخشة قائمة انتقالات”.

لكن التصريحات التي تناولت نائب رئيس النادي، حمدي أكين، كانت التي اعتُبرت القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ أشار أكين إلى أن تجاوز بنفيكا يجب أن يكون مهمة سهلة، وهو ما فاقم الخلافات وأدى في النهاية إلى إقالة المدرب البرتغالي من منصبه.