لاعبون لم يقبلوا فكرة ‘النهاية’ | النهار

في عالم كرة القدم، قد يعتقد البعض أنّ الغياب الطويل، أو التقدم في العمر، أو انخفاض الأداء يُعتبر مؤشراً لنهاية المسيرة.
ومع ذلك، أثبت بعض اللاعبين الاستثنائيين أنّ الشغف والإصرار قادران على تجاوز التوقعات والعودة إلى القمة، حتى عندما يظن الجمهور أنّ صفحاتهم طُويت، وهؤلاء اللاعبون يؤمنون بأنّ العمر مجرّد رقم، وبأنّ الشغف يظل حياً مهماً تقدم الزمن.
من بين هذه النماذج الملهمة، الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا أوليفييه جيرو، الذي توقع كثيرون انتهاء مسيرته الكروية بعد مغادرته ميلان وانتقاله إلى لوس أنجلوس الأميركي، لكنه فاجأ الجميع بعودة استثنائية، ليبرهن أنّ المستحيل لا وجود له في قاموس الأساطير.
وبينما كان قد تُوّج قبل 13 عاماً بلقب الدوري الفرنسي مع مونبيلييه وهو في الخامسة والعشرين من عمره بلقب هداف البطولة بـ21 هدفاً، يعيد الآن كتابة التاريخ وهو في الـ38 عاماً، مؤكداً رفضه الاعتراف بالنهاية.
وفي مسيرة مشابهة، يواصل الأسطورة كريستيانو رونالدو متابعة النجاحات من دون الاهتمام بعامل العمر. فمع انتقاله إلى الدوري السعودي وخروجه من الساحة الأوروبية، كان الكثيرون يعتقدون أنّ مسيرته اقتربت من نهايتها، إلا أنه خالف هذه التكهنات من خلال تتويجه بلقب هداف الدوري السعودي مرّتين، واستمراره في التألق مع منتخب البرتغال واقترابه من تحقيق رقم قياسي بتسجيل ألف هدف، فضلاً عن قيادة منتخب بلاده للفوز بدوري الأمم الأوروبية.
كريستيانو رونالدو مع النصر السعودي. (أ ف ب)
ليونيل ميسي قدّم قصة ملهمة أخرى عندما تخطى التوقعات التي أشارت إلى نهاية مرحلته الكروية عقب رحيله عن باريس سان جيرمان وانضمامه إلى إنتر ميامي الأميركي؛ فبدلاً من الانطفاء، قاد ميسي فريقه الجديد لتحقيق لقب كأس الدوريات، وقدم أداءً مبهراً أعاد المتعة للجماهير وكأنه لا يزال في أوج عطائه الفني.
أما زلاتان إبراهيموفيتش، الأسطورة السويدية الذي قرّر العودة إلى ميلان وهو في الثامنة والثلاثين من عمره، فقد اعتُبر ذلك في حينها خطوة أخيرة قبل الاعتزال، لكنه أثبت العكس بقيادته ميلان للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا ولعب دوراً بارزاً في تتويج الفريق بلقب الدوري الإيطالي موسم 2021-2022، وشخصيته القتالية أثبتت أنّ الإصرار والشغف لا يتأثران بأي حدود عمرية.
تلك النماذج وغيرها تؤكد أنّ كلمة النهاية هي مجرّد فكرة ذهنية أكثر من كونها واقعاً حتمياً، فطالما كان هناك شغف وطموح وجسد قادر على العطاء، يظل المستطيل الأخضر مكاناً مفتوحاً لاستقبال أساطيره حتى اللحظة الأخيرة، وكرة القدم ليست مجرّد لعبة تُمارَس بالأقدام؛ إنها انعكاس لعقل مليء بالإرادة وروح لا تعترف بالنهاية، ودائماً هناك من يغيب ليعود وليس ليُنسى.