التعليم في قطر يتهيأ لثورة رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي

التعليم في قطر يتهيأ لثورة رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي

بينما تتسارع الابتكارات التقنية حول العالم، يتجه التعليم في قطر نحو إعادة صياغة مناهجه لتتضمن مفاهيم الذكاء الاصطناعي بصورة عملية ومنهجية. هذه الخطوة ليست مجرد استجابة لموجة التكنولوجيا، بل جزء من رؤية أوسع تهدف إلى إعداد الطلاب لمستقبل تتداخل فيه المعرفة الرقمية مع مهارات التفكير النقدي والإبداع.

وخلال مقابلة خاصة مع “النهار”، قدّمت الدكتورة ميرفت إبراهيم قراءة شاملة لهذا التحول، موضحة الجهود المبذولة لإدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم، والفرص التي يتيحها لتطوير طرق التدريس وتجربة التعلم في المدارس القطرية.

مستقبل التعليم الذكي: تجربة مخصصة لكل طالب
وأوضحت د. ميرفت أن القادم سيشهد اندماجًا أعمق للتقنيات الذكية داخل البيئة الصفية، بما يتيح تجارب تعليمية أكثر تخصيصًا ومرونة، ويمنح المعلمين أدوات جديدة تساعدهم على تصميم دروس تفاعلية تعتمد على البيانات والتحليلات الذكية. وبهذا، يتحقق تعليم عالي الجودة يشمل الجميع، بمن فيهم الطلاب من ذوي الإعاقة، الذين سيجدون في هذه التقنيات فرصًا تعليمية غير مسبوقة.

 

صورة تعبيرية موّلدة بالذكاء الاصطناعي

 

“صوتك قوة”: نموذج إنساني وتقني معًا
وفي هذا السياق، تحدثت الدكتورة ميرفت عن مبادرتها التطوعية “صوتك قوة”، التي تسعى لدعم ذوي الإعاقة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومن خلال ورش عمل ومحاضرات بالتعاون مع الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة والمركز الثقافي القطري للمكفوفين، جرى تسليط الضوء على أدوات عملية منها:

Be My Eyes: يساعد المكفوفين على التعرف على الأشياء عبر الدعم المجتمعي البصري.
Seeing AI: يسهل القراءة والتعرف على المحيط للطلاب ذوي الإعاقات البصرية.
Voiceitt: يمكّن الطلاب الذين يعانون من صعوبات النطق من التواصل بفعالية.
Cognoa: يدعم الأطفال المصابين بالتوحد في التعلم وتحديد احتياجاتهم الخاصة.

وأكدت د. ميرفت أن هذه الأدوات تمثل جسرًا حقيقيًا للدمج التعليمي والاجتماعي، حيث تتيح للطلاب التعلم بطريقة تفاعلية وشخصية، بعيدًا عن الحواجز التقليدية.

المعلمون شركاء أساسيون في رحلة التغيير
كما شددت د. ميرفت على أن نجاح هذا التحول الرقمي يعتمد بشكل كبير على المعلمين، باعتبارهم شركاء رئيسيين في تصميم وتوجيه العملية التعليمية. وأشارت إلى أن التدريب المستمر لهم على استخدام التقنيات الحديثة يضمن تعليمًا شخصيًا وفعالًا لجميع الطلاب، دون تمييز.

بهذه الجهود، يبدو أن قطر تمضي بخطى ثابتة نحو تعليم أكثر شمولًا وابتكارًا، حيث يلتقي التطور التقني بالجانب الإنساني في رؤية واضحة المعالم، تتيح لكل طالب فرصًا متكافئة للتعلم والنجاح، مهما كانت تحدياته الفردية.