الطيران الإسرائيلي يقصف جبلًا في العاصمة اليمنية؟ النهار تواصل التحقق من الحقائق

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، “قصفاً اسرائيلياً فجّر احد الجبال في العاصمة اليمنية صنعاء” أخيرا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذا الفيديو قديم، اذ تعود آثاره في الانترنت الى 20 نيسان 2015. ويظهر قصف مخزن للذخيرة والصواريخ في موقع فج عطان الجبلي جنوب صنعاء، في غارة لعاصفة الحزم يومذاك، وفقاً لما تمّ تداوله. FactCheck#
“النّهار” دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد انفجارا ضخما فجّر موقعا في شكل مخيف لتتطاير اشياء في الارجاء. وقد انتشر الفيديو أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): “احد جبال العاصمة صنعاء قبل قليل”، و”الطيران الإسرائيلي يغير على العاصمة صنعاء وجبالها”.
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)
6 قتلى و86 جريحاً في غارات إسرائيلية على العاصمة اليمنية
جاء تداول الفيديو في وقت قُتل ستة أشخاص وأصيب 86 آخرون، الأحد 24 آب 2025، في غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت بنى تحتية للطاقة في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران، على ما أفادت وكالة “فرانس برس”.
وأظهرت صور للوكالة كرة نار كبيرة تضئ السماء فوق العاصمة، مخلّفة عمود دخان أسود كثيف.
وكانت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أفادت بوقوع “عدوان صهيوني على العاصمة صنعاء”، في استمرار للمواجهة المستمرة منذ أشهر بين الحوثيين والدولة العبرية. وأوضحت أنّ الغارات استهدفت “محطة شركة النفط بشارع الستين في صنعاء” و”محطة كهرباء حزيز جنوب صنعاء”، فيما أفاد مصدر أمني حوثي بأنّ الهجوم استهدف “مبنى أمن أمانة العاصمة وسط صنعاء”.
وكتب المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي على منصة إكس: “ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني الى 6 شهداء و86 جريحا في حصيلة نهائية”، من جراء القصف على محطة الكهرباء ومحطة شركة النفط في صنعاء. وذكر أن بين الجرحى “21 بحالة حرجة”.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، استهداف مواقع “عسكرية” تابعة للحوثيين في صنعاء، بينها ما يقع قرب القصر الرئاسي ومحطات للطاقة ومنشأة لتخزين الوقود. وأفاد بأنّ “الغارات نفذت ردا على الهجمات المتكررة التي شنّها النظام الحوثي على دولة إسرائيل ومدنييها، بما في ذلك إطلاق صواريخ أرض-أرض وطائرات مُسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية في الأيام الأخيرة”.
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في حسابات عدة في 20- 21 نيسان 2015، بكونه يظهر “قصف مخزن فج عطان“، في غارة لعاصفة الحزم.
#YNN | فيديو قريب جداً من منطقة سقوط الصاروخ على مخزن #فج_عطان وأصوات الانفجارات الصغيرة قبله الذي أدى الى تصويره pic.twitter.com/N7ccaWX6bW
— عدن لنج (@AdenLang) April 20, 2015
لقطة من الفيديو المنشور في حساب عدن لنج في اكس، في 21 نيسان 2015
في ذلك الاثنين 20 نيسان 2015، شنّت طائرات عملية عاصفة الحزم غارة استهدفت مخزنا للذخيرة والصواريخ في موقع فج عطان الجبلي جنوب صنعاء، مما تسبب بانفجار وصف بالأعنف منذ بدء العملية، تبعته انفجارات عدة، وفقا لتقارير اعلامية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن شهود عيان إن هذه الغارة تسببت بأكبر انفجار منذ بدء عملية “عاصفة الحزم”. واندلعت النيران في مخزن الذخيرة الذي يضمّ صواريخ على ما يبدو، وارتفعت اعمدة الدخان الكثيف الذي غطى سماء صنعاء. وامتدت النيران الى منازل ومحلات تجارية قريبة والى محطة محروقات مجاورة، بحسب شهود عيان.
وتسببت قوة الانفجار بانقطاع خطوط الاتصالات ووصول الشظايا إلى منازل على بعد كيلومترات عن مكان الانفجار. وانتابت حالة من الذعر والهلع سكان المناطق المحاذية للانفجار بسبب قوته، وتضررت المنازل القريبة منه بالكامل، الامر الذي أجبر سكانها على النزوح بأعداد كبيرة.
وبقي الاقتراب من الموقع متعذراً لفترة طويلة بعد الغارة بسبب الحرارة الكبيرة المنبعثة حتى مئات الامتار من المخزن الواقع ضمن نطاق قاعدة للواء الصواريخ التابعة للحرس الجمهوري والموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، على ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
وأوردت ان حصيلة الانفجار وصلت الى 38 قتيلا و532 جريحا، جميعهم من المدنيين، بحسب مصادر طبية. أما قناة “المسيرة”، فذكرت ان عدد القتلى تجاوز 120، والجرحى 767.
ونشرت مواقع وحسابات اخبارية يمنية مشاهد أخرى لـ”سقوط صاروخ على مخزن لواء الصواريخ في فج عطان، خلال غارة لعاصفة الحزم“.
وقال المتحدث باسم عاصفة الحزم العميد الركن أحمد عسيري إن الانفجارات الكبيرة التي استهدفت فج عطان بالعاصمة صنعاء، جاءت نتيجة تدمير صواريخ بالستية.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر “قصفاً اسرائيلياً فجّر احد الجبال في العاصمة اليمنية صنعاء” أخيرا. في الحقيقة، هذا الفيديو قديم، اذ تعود آثاره في الانترنت الى 20 نيسان 2015. ويظهر قصف مخزن للذخيرة والصواريخ في موقع فج عطان الجبلي جنوب صنعاء، في غارة لعاصفة الحزم يومذاك، وفقاً لما تم تداوله.