فريق سويسري يلبس زي برشلونة… ما هي القصة وراء ذلك؟

يظل تأثير نادي برشلونة ممتداً إلى ما هو أبعد من حدود إسبانيا، ليصل إلى أماكن قد لا تخطر على البال، حيث تنتشر قمصان الفريق الكاتالوني حول العالم، لكن ما حدث في سويسرا مؤخراً كان مفاجئاً للغاية، بظهور فريق مغمور من الدرجة الرابعة ليلعب مباراة رسمية مرتدياً قميص برشلونة بكل تفاصيله تقريباً.

فريق YF جوفنتوس من مدينة زيورخ، متصدر المجموعة الثالثة في دوري 1. Liga Classic (الدرجة الرابعة السويسرية)، حتى أن اسمه مشتق أيضاً من العملاق الإيطالي، ظهر أمام فريق بادن مرتدياً القميص الثالث لبرشلونة من موسم 2022/23، الفارق الوحيد كان في وضع شعاره الخاص فوق شعار البارسا الأصلي، إضافة إلى تعديل بسيط على الرعاة، والمفارقة أن هذا التعديل لم يكن محكماً، إذ سقط شعار النادي السويسري في بعض اللقطات أثناء المباراة بسبب بساطة تنفيذه.

سر العلاقة بين الناديين
القصة وراء هذا الارتباط الغريب تعود إلى بيرو باورت، المدير الرياضي للنادي السويسري والمشجع العاشق لبرشلونة منذ سنوات طويلة، وبحسب ما أوضحه ابنه سيباستيان، المدرب المساعد للفريق، فإن والده عاشق للقمصان الكاتالونية، واعتاد على تزويد لاعبيه بها بشكل مستمر.

هذه العلاقة لم تتوقف عند القمصان فقط، بل امتدت إلى الملابس الرياضية الخاصة بالتدريبات، حيث ارتدى اللاعبون ملابس تدريب أصلية من برشلونة وحتى قمصان تحاكي “سنييرا” الكاتالونية الشهيرة، والأمر الأكثر إثارة أن الفريق خاض في عام 2022 مباراة ودية أمام برشلونة “ب”، كما أجرى معسكراً تدريبياً في منشآت النادي الكاتالوني بمدينة خوان غامبر الرياضية.

ظاهرة لاقت تفاعلاً واسعاً
انتشار صور لاعبي جوفنتوس زيورخ وهم يرتدون القميص الكاتالوني أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، لكن بالنسبة لمشجعي الفريق السويسري، فالأمر لم يكن مفاجئاً على الإطلاق، لأن النادي اعتاد استخدام قمصان برشلونة في أكثر من مناسبة سابقة.
ومع ذلك، بالنسبة لجماهير بادن الذين حضروا المباراة، كان المشهد مثيراً للدهشة والابتسامة، إذ شاهدوا خصومهم يلعبون بزيّ يُعرف عالمياً كرمز للبارسا، ما جعل المواجهة محط أنظار وسائل الإعلام.

قميص برشلونة. (وكالات)

بين الطرافة والطموح
الطريف أن “اليوفي السويسري” لم يكتفِ بالظهور الغريب فقط، بل نجح في تحقيق الفوز بنتيجة 2-1 أمام بادن وهو مرتدٍ القميص الكاتالوني، وهذا الانتصار جعله يتصدر ترتيب مجموعته بالعلامة الكاملة، ليواصل حلمه بالعودة إلى الدرجة الثالثة بعد ثلاث سنوات صعبة قضاها في دوري الهواة.
القصة قد تبدو في ظاهرها مجرد واقعة طريفة عن قميص كرة قدم، لكنها في الحقيقة تجسد التأثير الكاسح لبرشلونة حول العالم، فبينما ينافس الفريق الكاتالوني على قمة البطولات الأوروبية، يحاول فريق متواضع في زيورخ استلهام روح البلاوغرانا من أجل الخروج من قاع الكرة السويسرية وصناعة حكاية خاصة به.