هل تتموضع مستعمرة إسرائيلية في وسط دلتا مصر؟ النهار تواصل التحقيقات FactCheck

تتداول حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك صورة بمزاعم أنها لـ”مستعمرة صهيونية إسرائيلية في قلب الدلتا شمال مصر”. الا ان هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck#
“النّهار” دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة الجوية مجمعا من الابنية. وكتب معها مستخدمون (من دون تدخل): “صلاة النبي احسن مستعمرة صهيونية في قلب دلتا مصر شمعدان الكيان يا وجع قلبي عليك يا مصر”.
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)
حقيقة الصورة
ولكن البحث العكسي قاد إلى أن المنشور مضلل تماما، وهو ما يمكن تبيانه في الآتي:
بداية، كشف البحث العكسي، عبر أداة غوغل لينس، أن الصورة مخطط لأحد المنتجعات السياحية في شمال مصر، ويتم الترويج له سياحيا بشكل موسمي.
كذلك، كشف البحث عبر خرائط غوغل أن هذا المنتجع في الساحل الشمالي لمصر يقع ايضاً ضمن مجموعة منتجعات أخرى بالقرب من الدولي، ولا علاقة له بأي مستعمرة أو مجتمع سكني صهيوني أو إسرائيلي، كما يتم تداوله.
أوهام التوسع
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن قبل أيام أنه يشعر بأنه في “مهمة تاريخية وروحية”. وعبّر عن تعلّقه الشديد برؤية ما يُسمّى “إسرائيل الكبرى”، التي تمتدّ على كامل فلسطين، إضافة إلى أجزاء من الأردن ومصر الحالية.
وفي تصريحات خلال مقابلة مع شبكة “i24 نيوز”، وصف نتنياهو هذه المهمة بأنها “تتعلق بالأجيال”. وقال: “هناك أجيال من اليهود حلمت في المجيء إلى هنا، وأجيال من اليهود ستأتي بعدنا”.
وتُستخدم عبارة “إسرائيل الكبرى” منذ حرب عام 1967 لوصف إسرائيل والأراضي التي احتلتها آنذاك (القدس الشرقية، الضفة الغربية، غزة، سيناء المصرية، وهضبة الجولان السورية). ويُشار إلى أن بعض الصهاينة المبكرين، مثل زئيف جابوتنسكي، الذي يعدّ من الشخصيات الفكرية المؤثرة في حزب “الليكود”، وسّع نطاق هذه الفكرة لتشمل الأردن الحديثة.
وتشكل فكرة “إسرائيل الكبرى” إحدى الركائز الأساسية في التوجّه السياسي لحزب “الليكود”. وعارض نتنياهو مرارًا إنشاء دولة فلسطينية، ويرى النقاد أن التوسع غير القانوني في المستوطنات هو تجسيد عملي لهذه الرؤية، عبر خلق “وقائع على الأرض” تعرقل إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.
الخلاصة: الصورة المتداولة ليست لمستعمرة صهيونية في قلب الدلتا، بل لمنتجع سياحي في شمال مصر.