ولي العهد السعودي يجيب على تهديدات نتنياهو بشأن “إسرائيل الكبرى”؟ النهار تتأكد من الحقائق.

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، “ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وهو يرد على تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بإسرائيل كبرى”. 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: هذا الفيديو زائف، ركّب كلاماً على لسان ولي العهد السعودي لم يقله. واستخدمت في عملية التركيب مشاهد أصلية تظهره ملقياً كلمة في افتتاح قمة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة الآسيان في الرياض، في 20 تشرين الاول 2023. FactCheck#

“النّهار” دقّقت من أجلكم 

تظهر المشاهد ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قائلا: “تعليقا على ما ورد في تصريح نتنياهو حول مشروع إسرائيل الكبرى، نود أن نقول لقد نظرنا في الخريطة التي ذكرها ووجدنا أن المشروع لا يستهدف أراضينا ونحن بأمان وسنكون أكثر أمانا عندما نوقع معهم اتفاق التطبيع. أما ما يخص أراضي خيبر، فهذا جدل تاريخي لا طائل منه. فهذه الأرض تاريخيا تخصهم، ولقد حان الوقت لتسوية هذا الأمر سياسيا. لا يوجد سبب منطقي لعداوتنا مع الإسرائيليين. ففي السنتين الماضيتين فقط، قدمنا لهم خدمات جليلة. لقد فتحنا لهم أجواءنا واستقبلنا مسؤوليهم، وأسقطنا المسيرات اليمنية والإيرانية، التي كانت تستهدف أمن تل أبيب. لا نرى مصلحة في العداء، بل في التعاون. فأمننا المشترك أهم من أي خرائط قديمة أو تصريحات مجتزأة”.

وقد انتشر الفيديو أخيراً في حسابات كتبت معه: “رد ابن سلمان على تهديدات نتنياهو بـ إسرائيل الكبرى”. 

حقيقة الفيديو

الا انه حذار تصديق ما تسمعونه في هذا الفيديو، لأنه زائف.

ملاحظة مهمة: لم تكن حركة شفتي الامير متوافقة مع الكلام المسموع في الخلفية، بما يدل على تلاعب رقمي ما. 

ويؤكد هذا التلاعب العثور على المشاهد الاصلية منشورة في حسابات قنوات عربية عدة في يوتيوب، بينها قناة الاخبارية السعودية، في 20 تشرين الاول 2023، بعنوان: كلمة ولي العهد السعودي في انطلاق قمة الخليج- آسيان في الرياض.  

لقطة من الفيديو المنشور في حساب قناة

 وقال ولي العهد في كلمته أمام القمة، ونشرت وكالة الانباء السعودية (واس) نصها:

“يسرني نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن نرحب بكم في المملكة العربية السعودية، حيث نسعد بعقد القمة التي تأتي تكريساً لعلاقات الصداقة والتعاون، بين دول مجلس التعاون الخليجي العربية ودول رابطة آسيان. يهدف اجتماعنا اليوم الى تنمية التعاون والشراكة بما يحقق مصالح الشعوب ويعزز فرص النماء ويرسخ الأمن والاستقرار.

 ويؤلمنا في الوقت الذي نجتمع فيه ما تشهده غزة اليوم من عنف متصاعد يدفع ثمنه المدنيون الأبرياء. وفي هذا الصدد، نؤكد رفضنا القاطع لاستهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة، وأهمية التزام القانون الدولي الإنساني وضرورة وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والبنى التحتية التي تمس حياتهم اليومية، وتهيئة الظروف لعودة استقرار وتحقيق السلام الدائم الذي يكفل الوصول إلى حل عادل لإقامة دولة فلسطينية وفق حدود 67 بما يحقق الأمن والازدهار للجميع.

 أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، لقد حققت دول المجموعتين إنجازاً مهماً في طريق التنمية الاقتصادية حتى تتجاوز الناتج المحلي لدولنا مجتمعة 7.8 تريليونات دولار، وشهدت دولنا معدلات نمو اقتصادي زادت من نسب مساهمتها في الناتج المحلي العالمي، حيث نما اقتصاد دول مجلس التعاون بنسبة 7.3% ونما اقتصاد دول آسيان بنسبة 5.7% خلال عام 2022، وذلك يدفعنا للعمل معاً نحو اقتصاد أكثر ازدهاراً.

 إن العلاقات التجارية بين دول مجموعتين تزداد تطوراً ونمواً، إذ بلغ حجم التجارة مع دول آسيان 8% من إجمالي تجارة دول مجلس التعاون الخليجي العربي عالمياً، بقيمة وصلت إلى 137 مليار دولار، وتشكل صادرات دول مجلس التعاون إلى دول آسيان 9% من مجمل صادراتها، وبلغ حجم الواردات من دول آسيان ما نسبته 6% من مجمل واردات دول مجلس التعاون، وخلال العشرين عاماً الماضية مثلت استثمارات دول مجلس التعاون في دول آسيان ما نسبته 4% من مجموع الاستثمارات الأجنبية الموجهة إلى دول آسيان بقيمة تصل إلى 75 مليار دولار، وشكلت استثمار دول آسيان في مجلس التعاون الخليجي ما نسبته 3.4% من مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى دول مجلس التعاون بقيمة 24.8 مليار دولار.

 وفي ظل ما تمتلكه دول المجموعتين من موارد بشرية وفرص تجارية ومشاريع استثمارية واعدة، فإننا نتطلع إلى تعزيز علاقاتنا الاقتصادية والاستفادة من الفرص المتاحة وفتح آفاق جديدة للتعاون في جميع المجالات، وإننا نشيد بمستوى التنسيق والتعاون بين دولنا في المحافل الدولية لنؤكد حرصنا على تعزيز العمل الدول المشتركة لتحقيق أهدافنا بما يلبي تطلعات شعوبنا. وفي هذا الصدد فإننا نثمن إعلان دولكم دعم ترشيح المملكة لاستضافة معرض (إكسبو 2030) في مدينة الرياض.

 أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، تأتي خطة العمل المشتركة بين مجلس التعاون الخليجي ودول رابطة آسيان لمدة عام 2024 – 2028 رسم خارطة طريق واضحة لما نسعى إليه من تعزيز التعاون والشراكة في مختلف المجالات بما يخدم مصالحنا جميعاً. إن دولنا ستستمر في كونها مصدر آمن موثوق للطاقة بمختلف مصادرها وفي الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية وتسعى بخطوات متسارعة لتحقيق متطلبات الاستدامة لتطوير تقنيات طاقة نظيفة ومنخفضة الكربون وسلاسل إمداد البتروكيماويات، متطلعين لتحقيق أقصى استفادة مشتركة من الموارد اللوجستية والبنى التحتية وتعزيز التعاون في المجالات السياحية والأنشطة الثقافية والتواصل بين شعوبنا وإقامة شراكات متنوعة بين قطاع الأعمال في دولنا بما يحقق مستهدفات الرؤى الطموحة لمستقبل أفضل يسوده الازدهار والنماء والتقدم. وفي الختام نجدد ترحيبنا بكم، ونأمل أن تسهم هذه القمة في تحقيق نتائج ملموسة تعزز التعاون في مختلف المجالات لما فيه خير لشعوبنا وازدهار لدولنا”.

والعثور على المشاهد الاصلية لولي العهد السعودي والنص الكامل لكلمته يعني، اذاً، ان المقطع المتناقل زائف، ركب كلاما على لسانه لم يقله اطلاقا، وذلك بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. 

ولكن ما مصدر هذا الفيديو الزائف؟

حساب أبو منشار الساخر (abukarsh2018@)، الذي نشره في انستغرام واكس في 15 آب 2025، مع إشارة الى انه من وليد “خيال الذكاء الاصطناعي”، بما يدلّ على محتواه الزائف. 

رد ابن سلمان على تهديدات نتنياهو بـ إسرائيل الكبرى:

“مشروع إسرائيل الكبرى لا يستهدفنا، نحن بأمان وسنكون أكثر أمانًا عند التطبيع. وقضية حق اليهود باراضي خيبر فيمكننا حل الموضوع سياسًا. لا يوجد سبب للعداء مع إسرائيل لأن خدماتنا تشهد بحسن نوايانا”

الذكاء الاصطناعي يتخيل موقف مبس! pic.twitter.com/TDzzWWCJm6

— ابو منشار (@abukarsh2018) August 15, 2025

الفيديو منشور في حساب ابو منشار في اكس في 15 آب 2025

وسبق أن انتشرت فيديوات ساخرة لأبو منشار بمزاعم خاطئة، وبيّنت “النهار” حقيقتها في مقالات تدقيق. 

تصريحات نتنياهو تثير غضباً عربياً واسلامياً

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سُئِل في مقابلة مع قناة “آي 24” الإسرائيلية،  عمّا إذا كان يتبنى “رؤية إسرائيل الكبرى”، فردّ مرتين “بالتأكيد”. ووصف “خريطة الأرض الموعودة” التي عرضها عليه الصحافي بأنها “إسرائيل الكبرى“.

وتابع نتنياهو: “غالبا ما أفكر بوالدي، بجيل آبائنا الذي كان عليه تأسيس الدولة، وجيلنا، جيلي. علينا ضمان استمرار وجودها، وأرى في ذلك مهمة عظيمة”.

وندّدت دول عربية عديدة، بينها السعودية، بتصريحات نتنياهو، معربة عن رفضها “للأفكار التوسعية” لإسرائيل، ومحذرة من “تصعيد” و”تهديد لسيادة” بلدان المنطقة.

تقييمنا النهائي: اذاً ليس صحيحاً ان “ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان رد على تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بإسرائيل كبرى”، وفقاً لما يشاهد في الفيديو. في الحقيقة، هذا الفيديو زائف، ركّب كلاماً على لسان ولي العهد لم يقله. واستُخدمت في عملية التركيب مشاهد أصلية تظهره ملقياً كلمة في افتتاح قمة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة الآسيان في الرياض، في 20 تشرين الاول 2023.