وارنر براذرز تحقق نجاحات متتالية في شباك التذاكر

وارنر براذرز تحقق نجاحات متتالية في شباك التذاكر

تعيش شركة “وارنر براذرز” فترة ذهبية في شباك التذاكر، بعد أن نجح أحدث إصداراتها، فيلم الرعب الأصلي “ويبنز” (Weapons)، في تصدّر شباك التذاكر عند افتتاحه محقّقاً 43.5 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الأولى، ثم واصل الصدارة في الأسبوع الثاني مع 25 مليون دولار إضافية بانخفاض متواضع نسبته 43 في المئة فقط.

بلغ مجموع إيرادات الفيلم 89 مليون دولار محلياً و148.8 مليون دولار عالمياً خلال عشرة أيام فقط، وهو إنجاز ضخم لفيلم لا تتجاوز ميزانيته 38 مليون دولار. ويُسجّل الفيلم خامس نجاح متتالٍ لـ”ورانر براذرز” هذا العام، في انعطافة استثنائية لشركة بدأت عام 2025 بسلسلة إخفاقات.

 

جوليا غارنر وجوش برولين في ”ويبنز”. (وارنر براذرز)

 

أرقام قياسية
الأمر الأبرز أنّ “ويبنز” أصبح الإصدار السادس على التوالي لـ”وارنر” – مع الأخذ بالاعتبار F1 the Movie – يحقق افتتاحاً يتجاوز 40 مليون دولار في أميركا الشمالية، وهو رقم قياسي غير مسبوق لأيّ استوديو هوليوودي. بدأت هذه السلسلة الناجحة في الربيع مع “ماينكرافت” (A Minecraft Movie)، النسخة الحية المقتبسة من لعبة الفيديو الشهيرة، التي حطّمت الأرقام القياسية بإيرادات افتتاحية بلغت 162.8 مليون دولار محلياً و313 مليوناً عالمياً، قبل أن تقترب لاحقاً من حاجز المليار دولار عالميّاً.

مراهنة على الأفلام الأصليّة
بعدها واصلت “وارنر” مسارها الناجح مع فيلم “سينرز” (Sinners) للمخرج رايان كوغلر، وهو دراما رعب أصيلة تحوّلت إلى ظاهرة. الفيلم الذي أدّى بطولته مايكل ب. جوردان في دورين متناقضين، افتتح بـ45.6 مليون دولار، ولم يتراجع في أسبوعه الثاني سوى بنسبة 3%، ليصل إلى أكثر من 200 مليون دولار محلياً و316.8 مليون دولار عالمياً.
النقّاد أشادوا بالعمل، إذ وصفه ديفيد سيمز من مجلة “ذا أتلانتيك” بأنّه “أول فيلم هذا العام أعاد إليّ شعور الحياة داخل صالة السينما”، فيما أكّد كوغلر أنّه استمدّ قصته من “مكان داخلي لم يكن متأكداً من وجوده”، في رهان فنّي أثبت نجاحه جماهيريّاً. وحقّق “سينرز” في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية داخل الولايات المتحدة أكبر افتتاح لفيلم أصلي منذ عام 2019، متحدياً الفرضية السائدة هوليوود أن الجمهور يفضل الأعمال المبنية على ملكيات فكرية قائمة.

 

مايكل ب. جوردان في ”سينرز”. (وارنر براذرز)

مايكل ب. جوردان في ”سينرز”. (وارنر براذرز)

 

إحياء عناوين مألوفة
النجاحات لم تتوقف هنا؛ فقد حقق فيلم “فاينل ديستنيشن: بلودلاينز” (Final Destination: Bloodlines)، الجزء السادس من سلسلة الرعب الشهيرة، افتتاحاً بلغ 51 مليون دولار محلياً وأكثر من 102 مليوني عالمياً في عطلة نهاية الأسبوع الأولى، ليصبح لاحقاً أنجح أفلام السلسلة بإيرادات قاربت 190 مليون دولار عالمياً. ثم جاء صيف “وارنر” الكبير مع “سوبرمان” بنسخته الجديدة من إخراج جيمس غن، الذي افتتح عالمياً بـ220 مليون دولار، وجمع حتى الآن نحو 590 مليوناً، مطلقاً عالم “دي سي” السينمائي الجديد بنغمة تفاؤلية.

بداية مؤلمة
هذه الانتعاشة تأتي بعد بداية كارثية لعام 2025؛ إذ تكبّدت الشركة خسائر كبرى مع فيلم بونغ جون-هو “ميكي 17” (Mickey 17) الذي لم يجنِ سوى 53.3 مليون دولار عالمياً مقابل ميزانية إنتاج بلغت 118 مليوناً، إضافة إلى فشل مدوٍّ لفيلم الجريمة “آلتو نايتس” (The Alto Knights) الذي لم تتجاوز إيراداته 10 ملايين دولار. وقد قدّرت تقارير صحافية أنّ هذين الفشلين كبّدا “وارنر” أكثر من 100 مليون دولار خسائر.

 

روبرت دي نيرو في فيلم الجريمة ”آلتو نايتس”. (وارنر براذرز)

روبرت دي نيرو في فيلم الجريمة ”آلتو نايتس”. (وارنر براذرز)

 

اليوم، انعكست المعادلة تماماً؛ إذ تُعدّ الأفلام الخمسة الأخيرة للشركة – “ماينكرافت”، “سينرز”، “بلودلاينز”، “سوبرمان”، و”ويبنز” – جميعها نجاحات تجارية، لتعيد “وارنر” إلى الصدارة في حصّة السوق. والمميّز أنّ هذه النجاحات توزّعت على طيف واسع من الأنواع والجماهير، من المغامرات العائلية إلى الرعب المصنّف للكبار وصولاً إلى الأبطال الخارقين. وهو ما دفع المحلل بول ديرغارابديان من “كومسكور” إلى القول إنّ “هذا التنوّع الواسع جعل عام 2025 أحد أكثر الأعوام انتعاشاً”.

الاستراتيجية تؤتي ثمارها
ويرى مطلعون أنّ هذا الصعود نتاج رهانات إبداعية جريئة والتزام متجدّد بإنتاج أفلام سينمائية كبرى. الرئيس التنفيذي ديفيد زاسلاف كان قد أشار في رسالته للمساهمين هذا الصيف إلى “ثلاث سنوات من إعادة البناء والتحول” شملت آليات جديدة لاتخاذ القرارات وحملات تسويق عالمية منسقة. النتائج تتكلّم: أكثر من 3 مليارات دولار في شباك التذاكر العالمي حتى منتصف 2025.

 

 

الأهم ربما أنّ نصف نجاحات “وارنر” جاءت من أفلام أصلية بالكامل مثل “سينرز” و”ويبنز”، ما يشير إلى تعطّش الجمهور لقصص جديدة خارج نطاق السلاسل المعروفة. في المقابل، أعادت الشركة إحياء عناوين قديمة بروح جديدة مثل “سوبرمان” و”فاينل ديستنيشن”، في مزيج من الجرأة الإبداعية والحرفية التجارية.

ما بدا في مطلع السنة أزمة وشيكة تحوّل لاحقاً إلى عودة قوية، وإلى رقم قياسي في هوليوود. “وارنر” تستعدّ لمواصلة الزخم، مع ترقّب الجمهور لطرح “ذا كونجورينغ: لاست رايتس” (The Conjuring: Last Rites) في أيلول/سبتمبر. والمؤكّد الآن أنّ عام 2025 الذي بدأ بتعثّرْ وشكوكٍ، أصبح عاماً يرسّخ قدرة المحتوى القوي والاستراتيجيات المدروسة على إعادة استوديو عريق إلى القمة.