محافظ البصرة ينذر شيخ عشيرة الطبيبة العراقية بان زياد بالقتل؟ النهار تقوم بالتحقق من المعلومة

محافظ البصرة ينذر شيخ عشيرة الطبيبة العراقية بان زياد بالقتل؟ النهار تقوم بالتحقق من المعلومة

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه يظهر “شيخ عشيرة الطبيبة العراقية بان زياد طارق وهو يقول إنَّ محافظ البصرة اسعد العيداني هدّده بالقتل إن لم يترك قضية الطبيبة”، التي أثارت وفاتها الملتبسة اهتماماً كبيراً في العراق أخيراً. إلّا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ. فالفيديو قديم وله سياق مختلف. ومن يظهر فيه ليس شيخ عشيرة الطبيبة الراحلة. FactCheck#

 

 

“النّهار” دقّقت من أجلكم

 

 

في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر فيه شيخ متكلماً خلال مؤتمر صحافي عن تهديد محافظ البصرة أسعد العيداني له. وقد انتشر أخيرا مع تعليق (من دون تدخّل): “العيداني يهدّد شيخ عشيرة الدكتورة بان بالقتل أو الرضا بمنح مشروع مقابل ترك قضية الدكتورة المغدورة “.

 

 

 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تيك توك)

 

 

وقد تحقّقت “النّهار” من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

 

1- بالبحث العكسي عن الفيديو عبر محرّك غوغل، تبيّن انَّه يعود إلى مؤتمر صحافي عُقد في البصرة يوم 20 يوليو/تموز الماضي، ونشر على يوتيوب. ويظهر فيه الشيخ عبد الستّار التميمي قائلاً إنَّ المحافظ العيداني ساومه على مشروع.

 

وهذا ينفي ارتباط الفيديو قطعاً بقضية الطبيبة بان زياد.

 

 

 

لقطة شاشة من فيديو المؤتمر الصحافي (يوتيوب)

لقطة شاشة من فيديو المؤتمر الصحافي (يوتيوب)

 

وأوضح الشيخ التميمي حينها أنَّه استأجر بناية من بلدية شط العرب في البصرة، واستكمل كل إجراءاتها القانونية، لخدمة العامّة وإنشاء سوق عصرية في المدينة. ثم فوجئ بأنَّ أشخاصاً قَدِموا إلى البناية لهدمها، واصفاً الأمر بـ”الاستهتار والسطوة التي استخدمها المحافظ”، في سابقة خطيرة.

 

وقال التميمي خلال المؤتمر الصحافي إنَّ مجلس المحافظة “مسيّس من المحافظ”، ولم يهتم بالدعوى التي قدمّها. وقال: “ساومني في الفترة الأخيرة وقال لي: اترك هذه وسأعطيك مشروعاً آخر. على أي أساس أنت توزع مشاريع؟”.

 

إثر ذلك، نقلت وسائل إعلام محلية في البصرة إنَّ محافظ البصرة أسعد العيداني أقام دعوى قضائية ضد الشيخ عبد الستار التميمي، الذي نظّم وقفة احتجاجية عقب إزالة محلاته التجارية، ضمن إجراءات تنظيم الأسواق والتجاوزات في المحافظة.

 

2- بالبحث عن الأخبار المتعلّقة بالطبيبة بان، وجدنا انَّ بياناً صدر عن رئيس قبائل العزة في العراق الشيخ علي البرهان الشيخ علي آل غصيبة العزاوي جاء فيه: “تنعى قبائل العزة في العراق الفقيدة الشهيدة المظلومة الدكتورة بان زياد طارق العزاوي في محافظة البصرة، التي تحوم حول وفاتها شكوك كبيرة هزّت ضمير أبناء العراق والشرفاء في العالم”.

 

وهذا يشير إلى أنَّ الطبيبة بان لا تنتمي إلى قبيلة “بني تميم” (التميمي).

 

لقطة لبيان رئيس قبائل العزة في العراق

لقطة لبيان رئيس قبائل العزة في العراق

 

وأضاف البيان: “أجرى الشيخ علي البرهان الشيخ علي آل غصيبة العزاوي، رئيس قبائل العزة، اتصالاً بذوي الشهيدة، مؤكداً وقوف القبيلة إلى جانب العائلة المكلومة، ومتابعة تفاصيل القضية التي أثارت ألماً عميقاً وغضباً شعبياً واسعاً”.

 

“الوفاة حصلت انتحاراً” 

ويأتي تداول الفيديو بالمزاعم الخاطئة في سياق جدل شهده العراق، بعد العثور على جثّة الطبيبة النفسية العراقية بان زياد طارق في منزلها قبل أيام في محافظة البصرة جنوب العراق.

 

وبعد موجة من المطالبات بكشف الحقيقة، أعلن القضاء العراقي، اليوم الإثنين، نتائج التحقيق الخاص بقضية الطبيبة بان، وبتّ أنَّ “حادثة وفاتها حصلت انتحاراً، ولعدم وجود جريمة تقرر غلق الدعوى نهائياً”.

 

وأظهرت الوثائق الرسمية الصادرة عن مجلس القضاء الأعلى أنَّ التحقيق الجنائي توصّل إلى “نتيجة حاسمة”، وأنَّ سبب الوفاة هو التمزّقات والأنزفة الدموية إثر الإصابة بجروح قطعية في الساعدين الأيمن والأيسر أدّت إلى الصدمة الوعائية والوفاة، وأن الآثار في أعلى الحاجب الأيمن والمنطقة الكدمية في الخد الأيمن حدثت بسبب سقوط الجسم أثناء الاحتضار وقبيل حصول الوفاة، مع وجود “مناطق سحجية غير حيوية” حصلت بعد الوفاة نتيجة تحريك الجثّة ونقلها.

 

واستندت المحكمة إلى شهادات أفراد عائلة الطبيبة، وزميلتها الطبيبة زينب علي حسن، التي قالت إنَّ بان كانت تعاني اكتئاباً من الدرجة الخامسة، وطلبت منها بعض العقاقير الطبية من بغداد. كذلك، استندت الى مكالمة استمرت نصف ساعة مع الشاهد الطبيب فواز عباس علي، الذي اتصلت به المتوفية ليلة الحادث، وقالت له: “لا أحد يحبني، أريد أن أرتاح من الحياة. وجسمي يطلب مني أن أقوم بتقطيع كلتا يدي”.

 

وبحسب التقرير، فإنَّ الطبيبة لم تتعرض لأي اعتداء جنسي، مع تأكيد عدم وجود أي آثار تدل على فعل جنائي أو اعتداء.

 

كذلك، أشار القرار القضائي إلى أنَّ كاميرات المراقبة (DVR) في مكان الحادث أظهرت عدم دخول أي شخص إلى دار الطبيبة قبل الحادث وعدم وجود أي توقف في تسجيل الكاميرات، الى جانب وجود لقطات تؤكد وقوع الانتحار، بالإضافة إلى شهادات عدد من المقربين من الضحية، والتي أفادت بأنها كانت تمر بأزمة نفسية، وكانت مصابة بالاكتئاب المزمن، وكانت متابعة لقناة تحمل اسم “رسائل انتحار”.

 

وبحسب القرار، فإنَّ الطبيبة كانت وجهت رسائل إلى زميلها المتهم عمر ضاحي مصطفى بسبب عدم رده على مكالماتها ورسائلها تضمنت عبارة: “الله يسامحك ويهديك لكن ما راح أشوفك بعد…”، فضلاً عن وجود بصمات صوتية في هاتفها تشير إلى رغبتها في الانتحار، وقولها: “تعبت من الوجود….”.