معروفة بصرامتها في قضايا الهجرة غير الشرعية.. تعيين أول امرأة مسلمة في منصب وزير الداخلية

القاهرة- مصراوي
تم تعيين شابانا محمود كأول وزيرة داخلية مسلمة في تاريخ بريطانيا، ضمن التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الوزراء كير ستارمر، في خطوة تعكس توجه الحكومة لتبني سياسة أكثر صرامة تجاه الهجرة غير الشرعية في مواجهة ضغوط حزب الإصلاح والمحافظين.
واكتسبت محمود ثقة داوننج ستريت خلال توليها حقيبة العدل، بعدما نجحت في التعامل مع أزمة اكتظاظ السجون التي واجهت حكومة حزب العمال الصيف الماضي، كما أنهت الجدل حول “عدالة الطبقتين” عبر حسم الخلاف مع مجلس الأحكام القضائية.
وقال مطلعون لصحيفة تليجراف البريطانية، إن ستارمر يتوقع من وزيرة الداخلية الجديدة اتباع نهج حازم وواثق مشابه في ملف الهجرة لاستعادة زمام المبادرة.
وبعد صيف من الاحتجاجات ضد سياسات اللجوء، أظهرت استطلاعات الرأي أن الجمهور فقد ثقته بقدرة الحكومة على التعامل مع أزمة “قوارب المهاجرين”.
وذكر مصدر لـ تليجراف: “لقد تعاملت مع أزمة السجون بشكل جيد من دون رد فعل عنيف كبير. الآن المطلوب أن تتولى شابانا هذا الدور لاستعادة بعض الأرضية التي خسرها حزب العمال في ملف الهجرة”. وأضاف: “ستكون قادرة على إيصال رسائل قوية بشأن الهجرة نظرًا لأصولها الباكستانية، وهو أمر كان أصعب بالنسبة لإيفيت كوبر”.
وفي مقابلة حديثة مع مجلة The Spectator، اعترفت “محمود” بأن مواقفها الصارمة بشأن الهجرة تضعها في صف تيار “العمال الأزرق” (Blue Labour) المحافظ داخل الحزب، إلى جانب مورجان ماكسويني، كبير موظفي ستارمر، المقرب منها.
وقالت محمود، النائبة عن برمنجهام ليديوود: “لدي انتماء طبيعي لعنصر الإيمان والعلم والأسرة الذي يميز تيار العمال الأزرق. أنا أمثل مجتمعًا تصل نسبة غير البيض فيه إلى 70%. ولو سألت ناخبيّ، لقالوا إنهم يريدون نظام هجرة عادلًا ومنظمًا. معظمهم جاءوا وفق قواعد صارمة والتزموا بها للعمل وبناء حياتهم هنا. إنهم يريدون نفس الإحساس بالعدالة للجميع الآن وفي المستقبل. لا أفهم لماذا يواجه اليسار صعوبة في الحديث عن ضوابط الهجرة، بينما هي مسألة أساسية لكثير من الناخبين”.
وأضافت أنها تُعجب برئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر، لأنها كسرت القوالب كأول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا.
وعندما تعرض ستارمر لانتقادات بسبب تصريحات “جزيرة الغرباء” التي ذكّرت بكلمات إينوك باول، دعمت شابانا محمود رئيس الوزراء، لكنها قلبت الرسالة لتقول إنها تريد لبريطانيا أن تكون “أمة من الجيران”.
ورغم ذلك، يُعرف عن وزارة الداخلية أنها كثيرًا ما أطاحت بمسيرات سياسية، خاصة وأن 71% من الناخبين يرون أن الحكومة تعاملت بشكل سيئ مع ملف فنادق اللجوء، فيما دعا شخصيات بارزة من حزب العمال مثل لورد بلانكيت وجاك سترو إلى اتباع نهج أكثر جذرية.
شابانا محمود من مواليد 17 سبتمبر 1980، وهي سياسية ومحامية بريطانية من أصل باكستاني كشميري، تشغل حالياً منصب وزيرة الداخلية في المملكة المتحدة منذ سبتمبر 2025، بعد أن كانت وزيرة العدل في الفترة من يوليو 2024 حتى سبتمبر 2025.
ولدت شابانا محمود ونشأت في مدينة برمنجهام البريطانية، وعاشت جزءاً من طفولتها في السعودية حيث انتقل والدها للعمل هناك. تخرجت من كلية لينكولن للقانون في جامعة أكسفورد، وكانت نشطة في الحياة الطلابية، كما أنها محامية متخصصة في التعويض المهني.
دخلت شابانا محمود السياسة عبر حزب العمال البريطاني وتم انتخابها عضوة في البرلمان عام 2010 عن دائرة برمنجهام ليديوود، حيث أصبحت من أولى النائبات المسلمات في المملكة المتحدة. خلال مسيرتها السياسية، شغلت عدة مناصب وزارية في حكومة الظل لحزب العمال، وشغلت منصب وزيرة العدل قبل تعيينها وزيرة الداخلية.
تشتهر شابانا محمود بعملها في قضايا العدالة الاجتماعية، ومساهمة في السياسة البريطانية عبر دفاعها عن حقوق الأقليات والتنوع.