إصابات خطيرة وبتر قدم: عقوبة صارمة لأب أجبر أبناءه على التسول في الشرقية

كتب – مختار صالح:
في مأساة لم تشهدها شوارع الشرقية كثيرًا، تحول الأب الذي من المفترض أن يكون حاميًا وحبيبًا، إلى جلاد لطفليه التوأم، أجبرهما على التسول بالعنف والتعذيب، حتى أودى الأمر ببتر قدم الطفلة.
الجريمة بدأت باستغلال السلطة الأبوية وانتهت ببتر قدم الطفلة، كشفت حجم القسوة التي يمكن أن يصل إليها بعض الآباء، وأكدت أن العدالة ستلاحق كل من يسيء إلى الأطفال ويستغل براءتهم لمصالحه الشخصية.
وقضت محكمة جنايات الزقازيق، اليوم الأحد، بالسجن المشدد 10 سنوات، لتكون هذه العقوبة رسالة صارمة لكل من تسول له نفسه استغلال الأطفال واستهداف براءتهم.
– بداية المأساة
القصة تعود إلى مايو الماضي حين كشفت أجهزة الأمن والنيابة العامة تفاصيل الواقعة بعد بلاغ عن تعرض طفلين للتعذيب على يد والدهما. التحريات أكدت أن الأب البالغ 33 عامًا كان يصطحب طفليه في الشوارع ليجبرهما على مد اليد واستعطاف المارة، مستغلًا براءتهما كوسيلة للكسب غير المشروع.
لكن مأساة الطفلين لم تتوقف عند حد التسول، بل امتدت إلى ضرب مبرح متكرر باستخدام قطعة “حديدة” حوّلت حياتهما إلى جحيم يومي. الطفلة الصغيرة لم تتحمل الضربات المتكررة في قدمها اليسرى، فأصيبت بغرغرينا أدت إلى بترها، بنسبة عجز وصلت إلى 35%، فيما أصيب شقيقها بعدة كسور وكدمات أعجزته عن القيام بأعماله الشخصية لمدة أيام.
– تحقيقات النيابة
وكشفت التحقيقات أن الأب تعامل مع طفليه كما لو كانا وسيلة للربح، دون أي اعتبار لكونهما “فلذات كبده”.
وأكد تقرير الطب الشرعي أن الضربات المتكررة تسببت في موت الأنسجة ثم غرغرينا أدت للبتر، بينما أثبت تقرير مستشفى العباسية للصحة النفسية أن المتهم لا يعاني أي اضطراب عقلي أو نفسي، ما يعني أنه ارتكب جريمته بكامل إرادته وإدراكه.
أمام جهات التحقيق، لم ينكر الأب جريمته، بل أقر بتفاصيل الاعتداء على نجليه، وهو ما عزز موقف النيابة العامة التي وجهت له اتهامات الاتجار بالبشر، والتعدي بالضرب المفضي إلى عاهة مستديمة، وتعريض حياة أطفال للخطر.
– حكم رادع
وبعد استكمال جلسات المحاكمة، صدر الحكم المشدد بالسجن 10 سنوات، برئاسة المستشار محمد عبدالكريم عبدالرحمن وعضوية المستشارين سامح لاشين وأحمد سمير سليم وإسلام أحمد سرور، ليؤكد أن العدالة لن تتهاون مع أي أب أو ولي أمر يستغل سلطته في الإيذاء أو الاتجار ببراءة الأطفال.
– مأساة ستبقى شاهدًا
القضية لم تكن مجرد أوراق في ملف جنائي، بل مأساة إنسانية تركت طفلة بلا قدم، وطفلًا بجروح غائرة، وشارعًا مصدومًا من أب قرر أن يتحول من حامٍ إلى جلاد. الحكم قد يردع الجاني، لكنه لن يمحو الألم من ذاكرة التوأم، اللذين دفعا ثمن قسوة لم يختاراها.