حماس توافق على اقتراح الهدنة.. ونتنياهو يشير إلى “ضغوط كبيرة على الحركة”

بي بي سي
صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل ماضية قدماً في حملتها العسكرية الموسعة المُخطط لها في غزة، وأن حماس تتعرض “لضغوط هائلة”.
بعد أن تلقت إسرائيل آخر مقترحات حماس لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى- وهو إطار جزئي يتضمن إطلاق سراح الأسرى على مراحل – أكد مسؤول إسرائيلي أن “التزام إسرائيل باتفاق شامل لم يتغير”.
وقال المسؤول في بيان: “موقف إسرائيل لم يتغير يما يتعلق بإطلاق سراح جميع الأسرى والالتزام بالشروط الأخرى المحددة لإنهاء الحرب”. وفق ما يفيد الإعلام الإسرائيلي.
يأتي هذا بعد أن أبلغت حركة حماس بي بي سي، بموافقتها على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، المقدم من الوسيطين الإقليميين مصر وقطر.
وبيّنت المؤشرات الأولى أن المقترح يتضمن هدنة أولية لمدة 60 يوماً مقابل إطلاق سراح جزئي للأسرى على دفعتين. وتستند هذه الخطة إلى مقترح طرحته الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام.
وفي الأسبوع الماضي، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “بأن الباب مغلق أمام أي مناقشات تتضمن إطلاق سراح جزئي للأسرى فقط”.
وتطالب حماس بضمانات لإنهاء الحرب بشكل دائم.
ويأتي ذلك، بعد يوم من تجمع مئات الآلاف في مناطق مختلفة من تل أبيب للمطالبة بإنهاء حرب غزة والتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وصرّح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن الأسرى المحتجزين في غزة لن يُفرج عنهم إلا “بمواجهة حماس وتدميرها”، وذلك في منشور على منصة “تروث سوشيال” التي يملكها. ويبدو أن منشور ترامب يحمل في طياته موافقة مبطنة لخطة إسرائيل لتوسيع نطاق الحرب لتشمل مدينة غزة.
وكتب: “لن نرى عودة الرهائن المتبقين إلا بمواجهة حماس وتدميرها، كلما أسرعنا في ذلك، زادت فرص النجاح”.
وقال ترامب: “تذكروا، أنا من فاوض وأفرج عن مئات الرهائن وأُطلق سراحهم إلى إسرائيل وأمريكا”، إلا أن عدد الأشخاص الذين أُطلق سراحهم في اتفاق وقف إطلاق النار خلال يناير ومارس 2025، بلغ 30 أسيرًا- 20 مدنياً إسرائيلياً، وخمسة جنود، وخمسة مواطنين تايلانديين – وجثث ثمانية أسرى إسرائيليين قُتلوا.
أفرجت حماس أيضاً عن أسير إضافي، وهو مواطن أمريكي-إسرائيلي مزدوج الجنسية، في مايو 2025، كـ”لفتة” للولايات المتحدة.
واختتم ترامب قائلاً “أنا من أنهى ست حروب في ستة أشهر فقط. أنا من دمّر المنشآت النووية الإيرانية. العب للفوز، أو لا تلعب أبداً”.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، خلال لقائهما في القاهرة يوم الاثنين، مواصلة جهودهما بالتنسيق مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق يضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار في قطاع غزة، وفتح المجال أمام إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.
وذكر بيان صادر عن الرئاسة المصرية “أن الجانبين شددا على ضرورة الإفراج عن الأسرى والأسرى، وعبّرا عن رفضهما القاطع لأي إعادة احتلال عسكري للقطاع أو محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم”.
كما أكد الطرفان أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، “تمثل الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة”. وأوضح البيان أن الرئيس السيسي دعا إلى الشروع فوراً في إعادة إعمار غزة عقب وقف إطلاق النار، والإعداد لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.
“لجنة لإدارة القطاع”
في غضون ذلك، أفاد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، من معبر رفح من الجانب المصري، بالإعلان قريباً عن لجنة مؤقتة لإدارة شؤون قطاع غزة “مرجعيتها الحكومة الفلسطينية”.
وقال مصطفى خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي، إن اللجنة “ليست كياناً سياسيًا جديداً، بل إعادة تفعيل لعمل مؤسسات دولة فلسطين وحكومتها في غزة حسب النظام الأساسي، وكما نصت عليه قرارات القمة العربية والهيئات الدولية”.
وأكد “جاهزية وقدرة الحكومة الفلسطينية على تحمل مسؤولياتها نحو أبناء شعبنا في قطاع غزة رغم حجم التحديات”، مشدداً على أن القطاع “جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وأن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والحكومة الجهة التنفيذية الوحيدة المخولة لإدارة شؤون غزة كما في الضفة”.
وتحدث عن “مواصلة العمل مع الأشقاء في مصر للتحضير لعقد مؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة في أقرب وقت ممكن، لنعيد إعمار قطاع غزة بالشراكة مع الأشقاء والأصدقاء، بناء على الخطة العربية لتعافي وإعمار غزة المعتمدة عربياً ودولياً”.
وقال مصطفى إن “معبر رفح يجب أن يكون بوابة للحياة لا أداة لحصار إسرائيل لشعبنا، وأن استمرار إسرائيل في إغلاقه ومنع آلاف شاحنات المساعدات المصطفة من الدخول للقطاع، أكبر رسالة للعالم بأن إسرائيل تجوع الشعب الفلسطيني، تمهيداً لتهجيره، ومنع قيام دولته الموحدة والمستقلة”.
“معظم شاحنات المساعدات تعرضت للسرقة”
وفي السياق، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاثنين، بـ “دخول 266 شاحنة مساعدات فقط إلى غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية من أصل 1800 شاحنة متوقعة”.
واتهم المكتب في بيان، إسرائيل بـ “تسهيل سرقة” هذه الشاحنات، قائلا: “تعرّض معظمها للنهب والسطو في ظل فوضى أمنية متعمدة، يصنعها الاحتلال ضمن سياسة هندسة التجويع والفوضى الرامية لضرب صمود شعبنا الفلسطيني”.
وبلغ إجمالي عدد الشَّاحنات التي دخلت القطاع على مدار 22 يوماً 1,937 شاحنة مساعدات فقط من أصل العدد المفترض والبالغ 13,200 شاحنة مساعدات، أي أن ما دخل أقل من 15 في المئة من الاحتياجات الفعلية”، فيما أشار المكتب إلى أن إلى أن حاجة القطاع أكثر من 600 شاحنة يومياً لـ “تلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون إنسان”.
كما اتهم إسرائيل بـ “منع إدخال شاحنات المساعدات بكميات كافية، وتواصل منع تأمين ما يدخل من شاحنات، وتواصل إغلاق المعابر وتقويض عمل المؤسسات الإنسانية”.
الجيش الإسرائيلي يقرُ خطة “المرحلة التالية” لحرب غزة، ومظاهرات في إسرائيل تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن
هذا واتّهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل باتّباع سياسة تجويع “متعمّدة” في غزة، فيما حذرت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من أن القطاع الفلسطيني بات على شفير مجاعة وشيكة.
وأوردت منظمة العفو الدولية في تقرير، بعد إجراء مقابلات مع 19 نازحاً فلسطينياً وعنصرين من الطواقم الطبية التي تعالج أطفالاً يعانون من نقص الغذاء، أن “إسرائيل تنفّذ حملة تجويع متعمّدة في قطاع غزة، إذ تدمّر بشكل ممنهج الصحة والسلامة والنسيج الاجتماعي لحياة الفلسطينيين”.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية على تقرير منظمة العفو على الفور.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن مصادر طبية قولها الاثنين، إن 5 مواطنين بينهم طفلان ماتوا خلال 24 ساعة ماضية بسبب “سوء التغذية والمجاعة” في قطاع غزة.
وأشارت المصادر، إلى أن “العدد الإجمالي لضحايا المجاعة ونقص الغذاء في القطاع ارتفع إلى 263 شهيدا، من بينهم 112 طفلاً”.
وأحصت وزارة الصحة استشهاد 60 شخصاً وإصابة 344 آخرين خلال 24 ساعة ماضية، ليتجاوز عدد ضحايا الحرب أكثر 62 ألفاً إضافة إلى 156.2 ألف مصاب منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة في بيان إن 27 شخصاً من الساعين للحصول على المساعدات استشهدوا وأصيب 281 آخرين خلال 24 ساعة ماضية، ليصل “إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,965 شهيداً وأكثر من 14,701 إصابة”.