ردود فعل قادة الدول على خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة.

ردود فعل قادة الدول على خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة.

القاهرة- مصراوي:

أثارت خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة موجة من الانتقادات على المستويين الدولي والإقليمي.

على الصعيد الدولي حثّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إسرائيل على “إعادة النظر فورًا” في هذه الخطوة، مشددًا على أن المملكة المتحدة تعمل على ضمان السلام كجزء من حل الدولتين.

وقال ستارمر، اليوم الجمعة، إن قرار إسرائيل “السيطرة” على قطاع غزة خاطئ، وحث الحكومة الإسرائيلية على إعادة النظر فيه، مضيفًا أن “قرار الحكومة الإسرائيلية تصعيد هجومها على غزة خاطئ، ونحثها على إعادة النظر فيه فورًا”.

وأوضح أن “هذا الإجراء لن يسهم في إنهاء هذا الصراع أو في ضمان إطلاق سراح الأسرى بل سيؤدي إلى المزيد من سفك الدماء”.

بينما دعت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إسرائيل إلى التراجع عن خطتها، مؤكدة أن التهجير القسري الدائم يعد انتهاكًا للقانون الدولي.

وأضافت بيني في بيان، الجمعة، “التهجير القسري الدائم يُعد انتهاكًا للقانون الدولي”، مكررة دعواتها لوقف إطلاق النار، وتدفق المساعدات دون عوائق، كما دعت حركة حماس بإعادة الأسرى الإسرائيليين لديها منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.

وشددت على أن حل الدولتين هو “السبيل الوحيد” لضمان سلام دائم، “دولة فلسطينية ودولة إسرائيل، تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها دوليًا”.

وكان وزير البيئة الأسترالي موراي وات، قد أعرب في وقت سابق عن انتقاده للخطط الإسرائيلية، وقال إن الحكومة “تعارض بشدة احتلال غزة بالقوة”.

وفي السياق نفسه، اعتبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن الخطة تمثل خطوة سيئة للغاية في اتجاه خاطئ تمامًا، مشيرًا إلى أن موسكو وجهت انتقادات متكررة لتصرفات إسرائيل في غزة ودعت منذ بداية الحرب إلى وقف إطلاق النار.

2_11zon

بدورها قالت وزارة الخارجية التركية، اليوم الجمعة، إن أنقرة تندد بأشد العبارات بقرار إسرائيل السيطرة على مدينة غزة ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتحرك لمنع تنفيذ تلك الخطة.

وأضافت الوزارة أن على إسرائيل أن توقف فورًا خططها الحربية وتوافق على وقف إطلاق النار في غزة وتبدأ مفاوضات حل الدولتين، موضحة أن كل خطوة تتخذها الحكومة الإسرائيلية لمواصلة ما وصفته تركيا بـ”الإبادة الجماعية واحتلال الأراضي الفلسطينية” توجه ضربة قوية للأمن العالمي.

كما علق رئيس وزراء اسكتلندا، جون سويني، على موافقة الحكومة الإسرائيلية الاستيلاء على مدينة غزة، قائلًا إنه “يصعد الصراع ويفاقم معاناة الفلسطينيين وهو مرفوض”، مطالبًا المجتمع الدولي بأن يوقف إسرائيل ويضمن وقف إطلاق النار.

واستنكرت وزارة الخارجية الصينية قرار حكومة الاحتلال بالاستيلاء على مدينة غزة وتوسيع العمليات البرية فيها، إذ قالت: إن لديها مخاوف جدية بشأن خطة إسرائيل للسيطرة على غزة، داعية تل أبيب “لوقف أعمالها الخطرة فورًا”، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي الداخل الإسرائيلي، انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد الخطة بشدة، معتبرًا أنها تتعارض تمامًا مع موقف الجيش والمؤسسة الدفاعية، وأنها لا تأخذ في الاعتبار الإرهاق والتعب الذي تعاني منه القوات القتالية، حتى أنه وصف قرار “الكابينت” بالـ”كارثة” سيؤدي إلى “كوارث أخرى كثيرة”.

وقال يائير لابيد إن تطبيق الخطة سيؤدي إلى مقتل الأسرى المتبقين ومقتل العديد من الجنود الإسرائيليين، مضيفًا أن الخطة “تتعارض تمامًا مع الرأي العسكري والأمني.

فيما حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، من هذه الخطوة، كما اتهم نتنياهو بالرضوخ لضغوط وزيري مجلس الوزراء الأمني المصغر اليمينيين، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

وأصدر منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين بيانًا أكد فيه أن حكومة إسرائيل “حكمت بالإعدام على الأسرى”، منتقدًا قرار المجلس الوزاري المُصغر للشؤون السياسية والأمنية، بالسيطرة على مدينة غزة، واصفًا إياه بالخداع والتخلّي الذي لا يغتفر.

وشدّد المنتدى على أن الحكومة الحالية، التي “شهدت إسرائيل خلال فترة ولايتها أكبر كارثة”، تزيد اليوم من معاناة الأسرى والجنود، كما أشار إلى أن ما يحدث يعد “تخلّيًا واضحا عن الأسرى”، رغم التحذيرات العسكرية وإرادة الشعب الإسرائيلي، مؤكدًا أن الحل الوحيد لإنقاذ الأسرى يكمن في التوصل إلى صفقة شاملة.

3_11zon

من جانبها أعربت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها وإدانتها للقرارات الخطيرة التي أقرّها الكابينت الإسرائيلي، موضحة أن الخطط الإسرائيلية القائمة على القتل والتجويع والتهجير القسري ستقود إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

ولفتت الرئاسة الفلسطينية إلى أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بسياسة الإملاءات أو فرض الوقائع بالقوة ومتمسك بحقوقه، لذلك “قررنا التوجه الفوري إلى مجلس الأمن الدولي لطلب تحرك عاجل وملزم لوقف الجرائم الإسرائيلية في غزة.

وناشدت الرئاسة الفلسطينية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل لوقف القرارات الإسرائيلية والوفاء بوعده ووقف الحرب والذهاب للسلام الدائم.

وعلى صعيد متصل، وصف السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي القرار، بأنه إعلان لجريمة حرب، مؤكدًا أن هذه الخطوة تكشف النوايا الحقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، والتي تتمثل في التطهير العرقي لجميع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

يشار إلى أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر “الكابينت”، وافق صباح اليوم الجمعة على خطة لـ”السيطرة” على مدينة غزة.

وجاء القرار بعد ساعات من قول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعتزم السيطرة عسكريًا على قطاع غزة بأكمله على الرغم من تزايد الانتقادات في الداخل والخارج بسبب الحرب المستمرة منذ نحو عامين في القطاع الفلسطيني.

وقال المكتب في بيان إنّه بموجب هذه الخطة فإنّ الجيش الإسرائيلي “يستعدّ للسيطرة على مدينة غزة مع توزيع مساعدات إنسانية على السكّان المدنيين خارج مناطق القتال”.