الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور يوشك على أن يتم حسمه

الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور يوشك على أن يتم حسمه

بعد ربع قرن من المفاوضات.. قدمت المفوضية الأوروبية نص اتفاق التجارة الحرة مع تكتل ميركوسور إلى البرلمان الأوروبي وحكومات الدول الأعضاء للمصادقة النهائية عليه.. فلماذا هذا التوقيت؟ وهل تجاوز الاتفاق الخلافات التي عرقلته كل هذه السنوات؟

 
الاتفاق يعد تاريخيا نظرا لكونه الأكبر في تاريخ بروكسل من حيث حجم التخفيضات الجمركية والفرص التجارية.. وينص على إنشاء منطقة تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي من جهة، ودول ميركوسور في أمريكا الجنوبية وهي الأرجنتين، والبرازيل، وباراجواي وأوروجواي – من جهة أخرى.. 
 
ووفقا لتقديرات المفوضية الأوروبية، يستفيد مصدّرو السيارات الأوروبيون من الإلغاء التدريجي للرسوم الجمركية المفروضة حالياً والبالغة 35% كما ستٌزال تدريجياً الرسوم التي تفرضها دول ميركوسور على منتجات صناعية تشمل قطع غيار السيارات والآلات والمواد الكيميائية والملابس والمنسوجات، ما يوفّر على للمصدّرين الأوروبيين أكثر من 4 مليارات يورو سنوياً يدفعونها على الرسوم الجمركية.
 
الجانبان توصلا إلى مسودة الاتفاق في ديسمبر الماضي، بعد 25 عاما من المفاوضات التي تعثرت مرارا بسبب خلافات حول الواردات الزراعية والمعايير البيئية..
 
مؤيدو الاتفاق يرون أن ميركوسور تمثل سوقا واعدة إذ  يغطي نحو 770 مليون مستهلك ويوفر سوقاً واسعة للسيارات الأوروبية، والآلات والمواد الكيميائية، مقابل فتح السوق الأوروبية أمام منتجات أمريكا الجنوبية الزراعية والمواد الخام.
 
على الجانب الآخر يقف المزارعون الأوروبيون الذين يعارضون الاتفاق بسبب مخاوف من فتح الباب أمام واردات رخيصة من لحوم الأبقار، وفول الصويا والمنتجات الزراعية الأخرى، لا تراعي المعايير البيئية الصارمة التي يطبقها الاتحاد الأوروبي..
 
وفي مواجهة الاعتراضات، طرحت المفوضية الأوروبية آلية لحماية المنتجات الزراعية المهمة وفي مقدمتها لحوم الأبقار وتنص الآلية على إمكانية تعليق الامتيازات التفضيلية لميركوسور إذا ارتفعت الواردات أو انخفضت الأسعار بأكثر من 10 في المائة في أي من الدول الأعضاء.. وتتعهد المفوضية باتخاذ إجراءات أولية خلال ثلاثة أسابيع من تلقي شكاوى؛ كما أعلنت بروكسل عن صندوق أزمة بقيمة 6.3 مليار يورو لتعويض المزارعين المتضررين من أي تقلبات ناتجة من الاتفاق.
 
تمرير الاتفاق ينتظر موافقة البرلمان الأوروبي بأغلبية الأصوات، إلى جانب تصويت مؤيد من أغلبية مؤهلة من حكومات الاتحاد 15 دولة على الأقل تمثل 65 في المائة من سكان الاتحاد.
 
الرسوم الجمركية الأمريكية حلحلت جزئيا الاتفاق إذ يبحث الاتحاد الأوروبي مسارات تصدير بديلة لمنتجاته بعيدا عن الولايات المتحدة ورسومها الجمركية وإن كان مضطرا للوفاء بالتزاماته تجاه واشنطن بموجب الاتفاق التجاري الموقع بين الجانيين.. وهو ما يجعله يبحث عن تفاهمات جديدة.. أذ تعتزم المفوضية الأوروبية طرح اتفاقية محدثة مع المكسيك، أُبرمت مطلع العام الجاري.
 
بين تأييد ورفض .. يدخل الاتفاق مرحلة الحسم .. وبينما يراهن المعارضون على إمكانية إسقاطه في البرلمان الأوروبي، تشير التقديرات إلى أن كتلة الرافضين لم تعد كافية لتعطيله.. خاصة بعد إبداء – أكبر الرافضين – مرونة حذرة بعد تقديم المفوضية حزمة من الضمانات.