الأزهر العالمي للفتوى: النبي ﷺ هو أول من صام احتفالًا بمولده

في شهر ربيع الأنوار، شهر ميلاد النبي المختار ﷺ، الذي يمثل مناسبة للفرح بسيدنا رسول الله امتثالا لقوله تعالى: ﴿قُلْ بِفضْلِ اللَّهِ وبِرحْمتِهِ فبِذَٰلِك فلْيفْرحُوا هُو خيْرٌ مِمَّا يجْمعُون﴾، سلط فضيلة الشيخ السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الضوء على أهمية الصيام في هذا الشهر المبارك، مؤكدا أن النبي ﷺ كان أول من احتفل بميلاده الشريف عبر الطاعة والعبادة لله تعالى.
استهل فضيلته حديثه بالتأكيد على أن الاحتفال بالنبي ﷺ ليس محصورا بيوم أو أسبوع أو شهر أو عام، بل هو احتفاء دائم في كل نفس من أنفاس حياتنا؛ لكونه رحمة مهداة ونعمة مسداة، وخير الأنبياء مقاما وأفصحهم كلاما، ومسك الختام، ومصباح النور لنا نحن الأنام.
وتناول الشيخ السيد عرفة سنة النبي ﷺ في الإكثار من الصيام، مبينا أن الصيام من أسمى وأجل الطاعات والقربات لله رب العالمين. وأشار إلى أن النبي ﷺ كان يحث أمته على الصيام، مستشهدا بوصيته لسيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بالإكثار من الصيام، وأن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر (وهي الأيام القمرية: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر).
وأوضح فضيلته أن الحسنة بعشر أمثالها، فصيام هذه الأيام الثلاثة يعدل صيام شهر بأكمله، فكأنك صمت الشهر كله.
كما أوضح الشيخ أن من سنن النبي ﷺ المواظبة على صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع. وعن سبب ذلك، بين ﷺ أن الأعمال تُعرض على الله في هذين اليومين، وكان يحب أن يرفع عمله وهو صائم. وفي خصوص صيام يوم الاثنين، قدم النبي ﷺ إجابة كشفت عن جانب مهم في مشروعية الاحتفال بمولده الشريف، حيث قال: “ذاك يوم ولدت فيه”.
وهذا يثبت أن النبي ﷺ هو أول من احتفل بميلاده بالصيام والطاعة لله سبحانه وتعالى.
وشدد فضيلته على أن الصيام يمثل صلة مباشرة بين العبد وربه، مستدلا بالحديث القدسي: “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”. كما ذكر أن الصيام “جنة” أي وقاية وحماية. وأفاد بأن أفضل الصيام كان صيام نبي الله داوود عليه السلام، الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما. ونوه فضيلته إلى خصوصية النبي ﷺ في الصيام، حيث كان يواصل الصيام دون إفطار عند المغرب أو سحور، قائلا: “إنما أبيت عند ربي يطعمني ربي ويسقين”، مؤكدا أن هذه خصوصية للنبي ﷺ وقد نهى الصحابة عن التشبه به في ذلك.
وفي ختام حديثه، دعا الشيخ السيد عرفة المسلمين إلى اغتنام شهر ميلاد النبي ﷺ بعدم الغفلة عن سنة الصيام، والمحافظة على صيام الاثنين والخميس. مذكرا بفضل الصيام الذي يشفع للعبد يوم القيامة مع القرآن الكريم. سائلا المولى عز وجل أن يحيينا على سنة نبينا وأن يتوفنا على ملة حبيبنا ﷺ.