بالفيديو: “أخبار مصر” تستعرض كواليس المتحف الزراعي في الدقي

مقتنيات نادرة للأميرة فاطمة اسماعيل.. نباتات أثرية وحيوانات محنطة منها حوت عمره مليون سنة وطوله 14 مترا.. تماثيل للفلاحين وأدوات زراعية قديمة مثل “المجراش ألة طحن الحبوب “، ولوحات فنية بديعة وقاعة ملكية ومكتبة تراثية وغيرها من معروضات مبهرة تخطف الأنظار وتنير العقول داخل المتحف الزراعي بالدقي الذي يفتح أبوابه للجمهور مجانا خلال فترة التشغيل التجريبي من 20 أغسطس حتى نهاية الشهر بعد انتهاء أعمال التجديد الشاملة التي حولت المتحف إلى مركز ثقافي وعلمي متكامل.

سحر الأجواء الريفية

ووسط أجواء ساحرة تحمل عبق التاريخ وتحلق بك في سماء الحياة الريفية البسيطة المفعمة بالحيوية والنشاط، سجلت عدسة “أخبار مصر” بموقع ماسبيرو لقطات ولقاءات خاصة من داخل هذا المتحف العريق الذي يشهد على ريادة وحضارة مصر الزراعية حيث يعد ثاني أقدم متاحف العالم الزراعية بعد متحف المجر والأول في افريقيا والشرق الاوسط، ويمثل جسرا ممتدا بين أصالة الماضي وبشائر المستقبل ووثيقة تاريخية عن الزراعة المصرية من العصر الفرعوني حتى الآن .

وقد تأسس المتحف الزراعي، المقام على مساحة إجمالية 30 فدانا “125 ألف متر مربع” محاطا بحديقتين علي الطراز الفرعوني عام 1930 في سراي الأميرة فاطمة إسماعيل بالدقي، لتوثيق التاريخ حيث يضم مقتنيات فريدة تشرح تطور الزراعة في مصر القديمة، من أدوات زراعية، ونباتات، وحيوانات، و مجسمات للحياة الريفية في تلك العصور.

ويقدم المتحف لزائريه معلومات قيمة عن التنوع البيولوجي في مصر، وأساليب الزراعة التقليدية، وطرق استغلال الموارد الطبيعية، ويشتمل على مساحات خضراء تضم أنواعا نادرة من الأشجار والنباتات، ويلعب المتحف دورا حيويا في التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، والتعريف بالنباتات المهددة بالانقراض، وتشجيع الزراعة المستدامة.

كما يضم المتحف الزراعي داخله 8 متاحف داخلية، من بينها متحف المقتنيات التراثية والمتحفان اليوناني والروماني، والمتحف القبطي الإسلامي ومتحف الصداقة الصينية، ومتحف المقتنيات العلمية والملكية، والمتحف الزراعي القديم ومتحف القطن ما يعكس التنوع الثقافي الواسع الذي يقدمه للزائرين، كما يحتوي أيضا على ثاني نسخة من كتاب وصف مصر.

ويزخر المتحف بمقتنيات ونباتات نادرة بعضها انقرض مثل نبات “البرساء” الذي كان مقدسا عند المصريين القدماء ونماذج لآلات زراعية تاريخية مثل المجرش أو آلة طحن الحبوب التي يعود تاريخها إلي 15 ألف سنة فضلا عن الكثير من التماثيل لكبار المعماريين والصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية الزيتية المعبرة عن مراحل تطور الأساليب الزراعية لدى الفلاح المصري وأشكال الحياة القروية عبر التاريخ ومنها لوحة عن مواسم الحصاد واخرى عن طريقة عصر زيت الزيتون وتصنيعه .

وبالمتحف أيضا مكتبة وقاعات للسينما والمحاضرات وينفرد متحف الزراعة المصرية القديمة عن متاحف العالم باقتناء مجموعة أثرية زراعية كاملة بل يضم عروضاً تجعله متحفاً فنيا للتاريخ الطبيعي.

صالون وجرامافون الأميرة فاطمة اسماعيل

وفي لقاء خاص لموقع ماسبيرو مع شيماء سيد مديرة متحفي المقتنيات التراثية والصداقة المصرية الصينية داخل المتحف الزراعي، قالت إن المتحف الزراعي يضم 8 متاحف منها متحف المقتنيات التراثية وهو قصر ضيافة الأميرة فاطمة اسماعيل ويحتوي بمدخله على ماكيت المتحف الزراعي وتمثال نصفي للأميرة فاطمة اسماعيل .

ويحتوي على مقتنيات نادرة للأميرة ومنها لوحات فنية للأميرة والخديوي اسماعيل وصور لمجوهراتها ولوحة لشجرة عائلة الخديوي اسماعيل من جريدة الوقائع المصرية و”فازات” قيمة وصالون الضيافة الخاص من الصدف والعاج وخشب الابنوس وكنب وبوفيهات وكنب من خشب الارابيسك وجرامافون ومبخرة وساعة معدن عليها ديل حديد من القرن الـ19 وصواني نحاس .

باخرة هدية من الأميرة فوزية للأمير فاروق

ولفتت الى أنه يحتوي على نموذج السفينة المهداة من الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد الأول لأخيها الأمير فاروق بمناسبة زفافه 20يناير 1938م وقطعة من كسوة الكعبة التي كانت مصر تهديها للسعودية بموسم الحج ويضم لوحات لكبار الفنانين داخل وخارج المتحف عن تاريخ الزراعة بمصر والعادات الريفية القديمة ومراحل الزراعة ولوحات لفتيات تحملن القطن وسنابل القمح ولوحة لراغب عياد عن موسم الحصاد و تماثيل عن فلاح وفلاحة من الشمال وفلاح وفلاحة من الجنوب مثل تمثال صادق محمد تعبر عن كون مصر بلد زراعية من شمالها لجنوبها وأزياء للفلاحين منها فستان تحت الترميم للفلاحة وحجرة الفرح بها صور لاحتفالات ولوحة لغازية ترقص في حفل زفاف ورقصات تحطيب وصور الحصاد والري بالراحة وفلاحة تحمل الجرة وتمثال لمهن انقرضت مثل السقا.

مدفع السلطان عبد الحميد

وأضافت أنه يضم مجموعة من حلي الفلاحات في الفرن الـ19 ومدفع من عهد السلطان عبد الحميد وقاعة العائلة المالكة لمقتنيات ولوحات محمد علي وعباس حلمي و طوسون وكمال الدين حسين و حسين كامل وبنادق ومسدسات الأمير يوسف كمال مؤسس مدرسة الفنون 1905 م وقاعات للازهار والأشجار .

وقد رصدت عدسة الموقع عددا من المعروضات المثيرة للدهشة منها ” قاعدة التواليت الخاص بالأميرة من البورسلين الأبيض الموشاة بالورود الزرقاء”.

حفل زفاف اسطوري على سور الصين العظيم

وعن متحف الصداقة المصرية الصينية، استطردت مديرة المتحف قائلة إنه يعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين خاصة في مجال الزراعة ويضم مقتنيات قيمة تعبر عن علاقات التعاون والصداقة الوطيدة بين البلدين ولوحات وتماثيل عن العادات الصينية .

منضدة بأرجل زرافة واخرى بسن الفيل

وتابعت : من أبرز المقتنيات لوحة سور الصين العظيم وهو من عجائب الدنيا السبع و أخرى لحفل زفاف صيني جماعي بجوار السور الذي يعد من أطول مباني العالم ونحتاج للسير بجواره من 5 إلى 10 أيام وهناك أيضا منضدة أرجلها من سن الفيل وأخرى تحملها أرجل زرافة ولوحات فنية تعبر عن المنطقة المحرمة وهي القصر الامبراطوري الذي تحول إلى مزار سياحي بعد أن كان منطقة ممنوع دخول الشعب إليها وحديقة القصر الصيفي من أكبر الحدائق الإمبراطوية بالعالم بمساحة 290 هكتارا فضلا عن لوحات عن الزهور والطيور والمناظر الطبيعية منها لوحة حرير مشغولة بالورود وفازات من الخزف مطعمة بديكورات من الزهور والفراشات ولوحات وصورعن أشهر الأكلات والمشروبات والرياضات الصينية وتماثيل تعبر عن عادات الصينيين وتراثهم وقاعة للهدايا وصور ووثائق لوزراء ومسؤولين .

انطباعات إيجابية ومقترحات

أما عن حجم الإقبال الجماهيري على المتحف، فقالت رضوى أشرف مرشد سياحي بالمتحف للموقع إن الإقبال كبير من المصريين والأجانب خاصة من اندونيسيا والصين وفرنسا وإن فترة التشغيل التجريبي فرصة للترويج للمتحف وتسجيل انطباعات وردود أفعال الجمهور ورفعها للإدارة لتقييمها وتنفيذها ،ومنها على سبيل المثال فتح المتحف فترة مسائية بالصيف ورفع الإضاءة وتوفير تكييفات ولافتات إرشادية ودعائية مضيئة .

وأكدت المرشدة اعجاب الزائرين بمقتنيات المتحف خلال رحلات المدارس أو زيارات الأجداد والآباء مع أطفالهم لافتة إلى أن الفضول والشغف يدفع كبار السن للصعود على السلم خطوة خطوة لمشاهدة مقتنيات الطابق الثاني رغم أن بنية المكان غيرمهيأة لتركيب أسانسير .

ولفتت إلى وجود ممر للفنون وحجرة للتصوير بها نماذج من آلات التصوير القديمة والكاميرات الضخمة وغرف التحميض وقاعة متنوعة منها قاعة السودان وبها تماثيل منها راكب الجمل ويوجد بين السلالم نموذج لثور ضخم من الحديد يرمز للقوة وبالطابق العلوي ممر للفنون وقاعة لكبار الفنانين تضم لوحات لموسم الحصاد والري بالراحة وعمال التراحيل وغيرها .

وأضافت أن بعض الزائرين خاصة من الأطفال كانوا يعتقدون أن محتويات المتحف تقتصر على النباتات لكنهم بعد زيارته اكتشفوا أنه يضم مقتنيات نادرة للأميرة فاطمة اسماعيل ولوحات فنية وتماثيل ووثائق وورش وأنشطة تخدم الطلبة والباحثين في مجال الأبحاث والدراسات الزراعية والبيطرية والتاريخية حيث يحتوي على مكتبة متخصصة تضم أصول كتب نادرة تعد مرجعا مهما للباحثين .

ملامح تطوير المتحف

وحول أبرز ملامح التطوير، صرح العميد فؤاد قمحاوي مدير عام المتحف الزراعي للموقع بأن المتحف الزراعي يضم 8 متاحف فرعية .

وأوضح أن أعمال التطوير بالمتحف بدأت منذ إغلاقه عام 2017 من حوالي 9 سنوات وتم التطويرإنشانيا وفنيا ولذلك تأخر الافتتاح للحفاظ على الحيوانات المحنطة والمقتنيات النادرة.

وأكد أنه تم تطوير كل المتاحف إنشائيا ومعالجة بعض المحنطات كيميائيا عن طريق أساتذة من وزارة الآثار وكلية الآثار بالفيوم. وشمل التطوير أيضا تجديد المباني، وتحسين البنية التحتية، وتجهيز قاعات العرض بأحدث التقنيات، وتم افتتاح المتحف للجمهور مجانا خلال فترة التشغيل التجريبي من 20اغسطس حتى نهاية أغسطس بهدف الترويج ورصد انطباعات الزائرين قبيل الافتتاح الرسمي .

حوت عمره مليون سنة

وأضاف أنه من المقتنيات المتميزة داخل متحف المجموعات العلمية مثلا حوت عمره مليون سنة وطوله 14 مترا والحيوانات المحنطة كالدب الضبع والنمر والأسد و محنطات الحيوانات التي كانت تجوب الأرض خلال مواسم الزراعة مثل الصقور والنسور والحمام وتوجد تماسيح محنطة بالمتحف الزراعي القديم ومتاحف “المجموعات العلمية والقبطي واليوناني”.

وأشار إلى وثائق قيمة بالمكتبة الزراعية التي تحتوي على كتب تراثية عمرها 120عاما وتقدم خدمات للمهندسين الزراعيين والباحثين وتوثق مراحل الزراعة وتاريخها بمصر .

موعد الافتتاح لم يحسم بعد

وأوضح المدير العام للمتحف أن مسألة موعد افتتاح المتحف لم تحسم حتى الآن وهو مبدئيا أول سبتمبر ولكنه لم يحدد بشكل قاطع والمنتظر أن يتم بعد زيارة اليونسكو بقرار من معالي وزير الزراعة .

20 جنيها لتذكرة دخول المصريين

أما عن سعر التذكرة بعد الافتتاح، فقال العميد قمحاوي إن سعرها لن يتعدى الـ 20جنيها للمصريين ويتراوح بين 100-150 جنيها للأجانب وهناك تخفيضات من 25%-50%للطلبة والباحثين وفق بروتوكولات التعاون مع وزارتي التعليم .

دراسة السماح بزيارات مسائية

وفيما يتعلق بانطباعات ومقترحات الزائرين خلال فترة التشغيل التجريبي، فجاري عرض اقتراح الافتتاح فترة مسائية على الوزير بحيث تكون المواعيد من 9 صباحا حتى 5 مساء بالشتاء وتمتد الى 7 مساء بالصيف، وبالنسبة لفعاليات تنظيم الأنشطة والورش الفنية، فهي موجودة ومفعلة وهناك معرض مثل معرض الزهور وورش فنية بالحديقة، ومن المقرر تنظيم معرض لمنتجات الألبان لعرض انواع منتجات الجبن والعسل اخر أكتوبر 2025 فضلا عن لمسات نهائية في الإضاءة والديكورات واللافتات وغيرها .

ولفت العميد فؤاد قمحاوى إلى أن فكرة المتحف جاءت عندما تبرعت الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديو إسماعيل وشقيقة الملك فؤاد الأول بالمكان ليكون متحفاً زراعياً، وكان في البداية داخل جامعة القاهرة ونظرا لعدم كفاية مساحة المكان بها تم إقامة المتحف فى هذا المكان بالدقي، مؤكدا أن المتحف هو ثانى أقدم متحف على مستوى العالم من حيث الإنشاء والأول على العالم من حيث المساحة.

نشأة وتطورالمتحف

وقد صدر قرار إنشاء المتحف الزراعي المصري في 21 من نوفمبر1929م بسراي الأميرة “فاطمة إسماعيل” التي وهبتها للجامعة المصرية وعلي أرض وقف للسيدة ذو الأفكار المكاوي وتم افتتاح المتحف في 16 يناير 1938م وأطلق عليه في البداية “متحف فؤاد الأول الزراعي” وكان الهدف منه تسجيل وعرض تطور الزراعة المصرية وتوثيق دورالفلاح المصري في تطوير الزراعة وابتكار آلاتها. وتمت الاستعانة بمصمم المتحف الزراعي في العاصمة المجرية “بودابست” ليقوم بتصميم المتحف الزراعي المصري .

ويضم آلاف المعروضات والمقتنيات التي تشكل ذاكرة تاريخية للزراعة وتطورها في مصر منذ عصر الفراعنةحتى الآن، ويعرض المتحف كل ما يتصل بالنشاط الزراعي قديماً والأدوات والآلات الزراعية مع قطع أثرية توضح أهم الصناعات الزراعية والبيئية.

قاعات متنوعة ومتخصصة

كما يضم عدة قاعات منها القاعة الملكية وقاعة التراث والأعمال اليدوية التي تحتوي علي أدوات الحرف اليدوية منذ عهد المصريين القدماء حتي الآن وفي مدخلها مجسم للافراح الشعبية يظهر محمل العروس وسط فرق الزفة وتحتوي ايضا علي مجسمات بالحجم الطبيعي لنمط حياة الفلاح المصري وأعماله اليومية و قاعة النباتات وبها مجسمات للزراعة والنباتات المختلفة، وأهم الزراعات وهي القمح والشعير بأنواعه المتعددة وأدوات حصاده والسقاية والري وأيضا قاعة الحيوانات التي تعيش في مصر والطيور والأسماك والحشرات وبها مجموعات كبيرة من المحنطات حيث يستقبلك هيكل عظمي للحوت المصري العملاق وأدوات صيدها وحيونات محنطة كالغزلان والضباع ومجسمات للاسود والطيور المصرية محنطة ومجسمة و قاعة الافات الزراعية وبها فراشات محنطة وانواع مختلفة من الحشرات .

ومن بين متاحفه الثمانية متحف القطن الذي يحتوي علي كل أنواع القطن المصري وأدوات حلجه المختلفة ومعامله واشكاله وبذوره، ويضم أيضا البهو الشامي “السوري الفلسطيني” الذي يحتوي علي مجسمات تمثل التراث الشعبي الفلسطيني والسوري والازياء التراثية والآلات الموسيقية.