سليم الذروي يكتب: “حماية قلبك بعد هزيمة السوبر”

سليم الذروي يكتب: “حماية قلبك بعد هزيمة السوبر”

 

ساعات تفصلنا عن نهائي كأس السوبر السعودي 2025، وبلا شك أن الفوز بالكأس دائمًا ما يعطي شعورًا بالمتعة والسعادة والنشوة، كما أن الخسارة تسبب نوعًا من الإحباط والضيق، وذلك لأن الإنسان عبارة عن كتلة مشاعر يتقلب حسب الظروف المصاحبة. ويختلف الناس في قوة التحمل لديهم، فليس كل البشر يملكون أعصابًا من حديد ويتعاملون مع المواقف بكل ثبات وهدوء. كما أن القبول بما كتب الله، والرضا والتسليم بقضاء الله في كل الأحوال، يعود على الفرد بالراحة النفسية والسكينة.

فلكل من يشكو من أمراض القلب أو الضغط أو السكر أو انفلات الأعصاب أن يرفق بنفسه ويحمي صحته من الضغوطات المصاحبة لمثل هذه المباريات؛ فقوة وشراسة التنافس بين الأندية قد تجعل المشجع العاطفي تحت ضغط قبل وأثناء وبعد المباريات، إلا أن ذلك ليس مبررًا لتحميل النفس ضغوطات وهمومًا لم تكن بسبب ضيق العيش أو ديون متراكمة وخسائر مالية متعددة، بل هي من أجل نشاط رياضي تنافسي للترويح والترفيه عن النفس.

للتشجيع المفرط نتائج وخيمة على صحة الإنسان لا تظهر في اليوم والليلة، بل تتضح على مدار السنين. فهذا مشجع لأحد الأندية الكبيرة أعلن اعتزاله التشجيع قبل أشهر، بعد أن مضى 45 عامًا مشجعًا، وكان ذلك بسبب تعرضه لعدد من المشاكل الصحية، حيث أجرى عملية قلب ودخل المستشفى أكثر من مرة بعد نتائج سلبية لفريقه. لربما كان يعاني من بعض المشاكل الصحية الكامنة في القلب أو في الدورة الدموية، فكانت هذه الانفعالات والغضب الذي شعر به كالقشة التي قسمت ظهر البعير.

ومع الأسف، هذا المشجع العاطفي لم يكترث بنصائح الطبيب، وفي لحظة انفعال أخرى أثناء سير إحدى المباريات سقط على الأرض مغشيًا عليه بسبب تعرضه لآلام في القلب، وسط ذهول وصدمة وبكاء من أبنائه وبناته، فقرر اعتزال التشجيع واختار الابتعاد والعيش بهدوء في كنف أبنائه، وسلّم راية التشجيع المنفعل الذي لا يأتي بخير.

عمومًا… سلامة قلبك أهم بكثير من نتيجة مباراة أو ضياع بطولة، كما أن الانفعالات الزائدة قد تعبّد لك طريقًا إلى عيادة القلب.