الرئيس السوري يستضيف وفدًا إعلاميًا عربيًا في دمشق ويشدد على وجود تقدم في المفاوضات حول اتفاق أمني محتمل مع تل أبيب، ويتحدث عن تجاوز خطأ “حزب الله” الكبير ويكشف موقفه من استغلال سوريا الجديدة لتصفية الحسابات مع الحزب.

إسطنبول/ الأناضول: التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، الأحد، وفد إعلاميا عربيا في العاصمة دمشق.
وبحسب بيان للرئاسة السورية، فإن الوفد ضم عدداً من مديري المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير صحف عربية ووزراء إعلام سابقين، دون تفاصيل عن فحوى اللقاء.
فيما نقل “تلفزيون سوريا” عن الشرع، قوله في تصريحات إعلامية إن هناك “بحثا متقدما بشأن اتفاق أمني محتمل بين دمشق وتل أبيب”.
وأشار إلى أن “أي تفاهم سيستند إلى خط الهدنة لعام 1974”.
وأضاف الشرع، أن “أي اتفاق أو قرار يخدم مصلحة سوريا والمنطقة لن أتردد في اتخاذه”.
كما أكد الشرع خلال لقائه مع الوفد إلاعلامي العربي أنه “تنازل عن الجراح التي سببها “حزب الله” لسوريا، مشيرا إلى أنه يتطلع لكتابة تاريخ جديد للعلاقات اللبنانية السورية.
الشرع يعلن تجاوزه خطأ حزب الله الكبير ويكشف موقفه من الاستقواء بسوريا الجديدة لتصفية حسابات مع الحزب
وقال الشرع في حديثه أمام وفد إعلامي زار دمشق اليوم أن “الاستثمار السوري في الاستقطاب المذهبي والسياسة في لبنان كان خطأ كبيرا بحق البلدين ولا ينبغي أن يتكرر”.
وأضاف أنه “تنازل عن الجراح التي سببها “حزب الله” لسوريا ولم يختر المضي في القتال بعد تحرير دمشق”.
وتابع: “أتطلع إلى كتابة تاريخ جديد للعلاقات اللبنانية السورية وتحرير الذاكرة من الإرث الماضي وهناك من يصورنا كإرهابيين وتهديد وجودي وهناك من يريد الاستقواء بسوريا الجديدة لتصفية حسابات مع “حزب الله” ونحن لا هذا ولا ذاك”.
وشدد الشرع على أنه يريد “علاقة مع لبنان من دولة إلى دولة تقوم على معالجات اقتصادية واستقرار ومصلحة مشتركة بعيدا عن التدخلات والسياسات التي أساءت للطرفين في السابق”.
وأضاف: “سوريا كما أراها اليوم هي فرصة كبيرة للبنان، وعلى اللبنانيين أن يستفيدوا من نهضتها، وإلا فإنهم سيخسرون الكثير”.
ونوه بأن “لبنان عانى من سياسات الأسدين، والبلدان بحاجة إلى كتابة تاريخ جديد وتحرير الذاكرة من الإرث الماضي”.
وتحدث الشرع أيضا عن أهمية التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة، مؤكدا أنه لن يتردد في اتخاذ أي قرار أو اتفاق يخدم مصلحة سوريا والمنطقة.
واستقبل الشرع في وقت سابق من اليوم وفدا إعلاميا عربيا، يضم مديري مؤسسات إعلامية ورؤساء تحرير صحف عربية ووزراء إعلام سابقين.
والثلاثاء، بحث وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، مع وفد إسرائيلي في العاصمة الفرنسية باريس، خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري، والتوصل إلى تفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” آنذاك.
وقالت “سانا” إن نقاشات الثلاثاء، مع الوفد الإسرائيلي تركزت أيضا على “التوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء (جنوب)، وإعادة تفعيل اتفاق 1974”.
وأشارت إلى أن “هذه النقاشات تجري بوساطة أمريكية، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها”.
ومنذ 19 يوليو/تموز الماضي، تشهد السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى.
لكن إسرائيل استغلت الموقف، وتذرعت بـ”حماية الدروز” لتصعيد عدوانها على سوريا وانتهاكاتها ضد البلد العربي، وهو ما اعتبرته دمشق تدخلا سافرا في شؤونها، مطالبة بإلزام إسرائيل الامتثال لاتفاقية فصل القوات الموقعة بين الجانبين عام 1974.