بعد اجتماع دام ثلاث ساعات.. بوتين يُعلن أن روسيا تسعى بجد لإنهاء النزاع في أوكرانيا.. وترامب يعبّر عن رغبته في زيارة موسكو ويؤكد أن المناقشات كانت مثمرة للغاية (صورة/فيديو)

انكوريج (الولايات المتحدة) ـ (أ ف ب) – أجرى الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين مباحثات لمدة 3 ساعات في اجتماع قمة بولاية ألاسكا الأميركية مساء الجمعة، والذي قد يكون مفصليا في مسار الحرب في أوكرانيا التي تُشدد مع حلفائها الأوروبيين على ضرورة عدم استبعادها من أي تسوية.
أعلن الكرملين الجمعة انتهاء المحادثات الأولية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون الجوية في ألاسكا.
وأفاد الكرملين عبر تليغرام أن “المحادثات بصيغتها المغلقة قد انتهت”، دون أن يكون واضحا ما إذا كانت ستتبعها محادثات موسعة بين الوفدين الاميركي والروسي. ومن المقرر أن يعقد ترامب وبوتين مؤتمرا صحفيا مشتركا في وقت لاحق.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الأناضول عقد الاجتماع، الجمعة، تحت عنوان “السعي لتحقيق السلام” واستمر قرابة ثلاث ساعات.
وبحث الزعيمان وقف إطلاق النار المحتمل بين روسيا وأوكرانيا والعلاقات الثنائية.
وعقد الاجتماع بصيغة 3+3، حيث حضر من الجانب الأمريكي ترامب، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بينما ضم الوفد الروسي بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ومستشار الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف.
وعقد الرئيسان الروسي ونظيره الأمريكي، اليوم السبت، مؤتمرا صحفيا، عقب المحادثات في ألاسكا.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب عقب اختتام محادثات ألاسكا، إن “محادثاته مع ترامب جرت في أجواء بناءة”.
وأوضح بوتين أن روسيا والولايات المتحدة جارتان قريبتان على الرغم من أن المحيط يفصل بينهما.
وقال: من المنطقي تماما أن نلتقي هنا (في ألاسكا)، لأن بلدينا، رغم أن المحيط يفصل بينهما، هما في الواقع جاران قريبان نحن (روسيا والولايات المتحدة ) جاران قريبان. هذه حقيقة”.
وأضاف بوتين: “جزء كبير من التاريخ المشترك بين روسيا والولايات المتحدة مرتبط بألاسكا، حتى يومنا هذا، لا تزال ألاسكا تحتفظ بكمية كبيرة من التراث الثقافي لـ”أمريكا الروسية”.
وأكد بوتين أن روسيا مهتمة بصدق بإنهاء الصراع الأوكراني، وأنها مهتمة بأن تكون التسوية في أوكرانيا طويلة الأمد.
بلادنا مهتمة جدًا بوضع حد لهذا الأمر. ولكن في الوقت نفسه، نحن مقتنعون بأنه لكي يكون الحل الأوكراني مستداما وطويل الأمد، يجب القضاء على جميع الأسباب الجذرية للأزمة، والتي نوقشت مرارا”.
وأضاف: “الوضع الحالي في أوكرانيا مأساة وألم كبير لروسيا، ولدى روسيا والولايات المتحدة العديد من المجالات المثيرة للاهتمام للعمل المشترك، ونتوقع أن كييف لن تعيق التقدم المحرز في التسوية”.
وتابع بوتين: “من المهم لروسيا والولايات المتحدة العودة إلى التعاون”.
وأكد بوتين أن “العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، خلال الفترة التي لم تكن فيها اتصالات مباشرة بين الزعيمين”.
لم تُعقد أي قمم روسية أمريكية منذ أكثر من أربع سنوات، وهي فترة طويلة. كانت الفترة الماضية صعبة للغاية على العلاقات الثنائية. ولنكن صادقين، لقد انحدرت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة. وهذا ليس بالأمر الجيد لبلدينا أو للعالم أجمع.
وأشار إلى أن الحوار بين زعماء روسيا والولايات المتحدة كان يجب أن يبدأ، وكان من الضروري الانتقال إلى الحوار لتجنب المواجهة.
وتابع :”لم تُعقد اجتماعات روسية أمريكية على مستوى القمة منذ أكثر من أربع سنوات، وهي فترة طويلة”.
وفي السياق ذاته، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا بأنه “مثمرا للغاية”، مؤكدًا أن الجانبين وجدا أرضية مشتركة بشأن العديد من القضايا والنقاط.
أعتقد أننا عقدنا اجتماعًا مثمرًا للغاية. اتفقنا على العديد من النقاط، معظمها، كما أعتقد.
وتابع: “سيتم تحقيق “تقدم هائل” عقب اجتماعي مع الرئيس بوتين، وعلاقتي بالرئيس بوتين رائعة”.
وأضاف: “سأجري اتصالات مع زيلينسكي وقادة حلف شمال الأطلسي وآخرين لمشاركة نتائج الاجتماع مع الرئيس بوتين”.
وتابع: “أشكر الرئيس بوتين وفريقه بأكمله على المحادثات السابقة التي جعلتنا نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم. أنا وبوتين تمكنا من الاتفاق على “العديد من النقاط” المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، لكن لم نتفق بعد بشأن عدد من الأمور”.
وتابع ترامب حول اقتراح بوتين بعقد الاجتماع المقبل في موسكو: “هذا مثير للاهتمام”.
وأضاف: “سأجري زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو”.
وأضاف: “لا يوجد اتفاق مع روسيا بشأن “النقطة الأكثر أهمية” بشأن أوكرانيا حتى الآن، لكن لدى الطرفين “فرصة جيدة” للتوصل إلى اتفاق”.
وتابع :”آمل بعقد اجتماعات مثمرة بين الولايات المتحدة وروسيا في المستقبل.نريد أن نضع حدا لعمليات القتل في الأزمة الأوكرانية والرئيس بوتين يريد ذلك أيضا”.
وأعلن الكرملين أن المؤتمر الصحفي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب سيبدأ قريبًا.
وتصافح الرئيسان الأميركي والروسي قبيل بدء قمتهما التاريخية في ألاسكا الجمعة والتي قد تكون مفصلية في مسار الحرب في أوكرانيا.
وقدّم الرئيس الأميركي لنظيره الروسي عودة إلى الساحة الدبلوماسية، بعد تواصل الغزو الروسي لأوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات مشكلا أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وصل ترامب أولا إلى قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون الجوية، وانتظر ليقترب نظيره الروسي منه على المدرج.
وتصافح الزعيمان وتبادلا الابتسامات، ثم سارا على سجادة حمراء اصطف بجانبها جنود بزيهم الرسمي، قبل التقاط الصور.
وفي خطوة نادرة، صعد بوتين على متن سيارة ترامب المدرعة للوصول إلى مكان الاجتماع.
ولن يعقد الرئيسان الاجتماع على انفراد كما كان مخططا في البداية، بل بحضور مستشارين اثنين من كل جانب.
وسيشارك إلى جانب ترامب وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص إلى روسيا ستيف ويتكوف.
ويرافق بوتين في أول زيارة له الى دولة غربية منذ غزو بلاده لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وزير الخارجية سيرغي لافروف والمستشار الرئاسي للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف.
وكان إعلان الاجتماع الثنائي بين الزعيمين عزّز مخاوف القادة الأوروبيين والأوكرانيين من احتمال جرّ بوتين للرئيس الأميركي إلى تسوية تُفرض على أوكرانيا.
في مشهد لافت… مقاتلات أمريكية وقاذفة شبحية تحلّق على ارتفاع منخفض فوق الرئيسين بوتين وترمب أثناء سيرهما على السجادة الحمراء في ألاسكا#العربية #بوتين #ترمب #ألاسكا pic.twitter.com/hqnlJGptsg
— العربية (@AlArabiya) August 15, 2025
– “خمس دقائق” –
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغائب الأبرز عن القمة أنه “يعتمد” على ترامب لإنهاء الحرب.
وشدد على أن الجنود الروس “يواصلون القتل يوم المفاوضات”، فيما أعلن الجيش الأوكراني الجمعة استعادة ست قرى سيطرت عليها قوات موسكو مع تحقيقها تقدم سريع في الأيام الأخيرة.
وأكد ترامب أنه سيعرف في غضون “خمس دقائق” أو أقل ما إذا كان أول لقاء مباشر له مع نظيره الروسي منذ العام 2019 سينتهي بالفشل.
وأكد ترامب الذي يعتبر نفسه جديرا بالحصول على جائزة نوبل للسلام، أن هذا الاجتماع “إذا كان جيدا… يؤسس لاجتماع ثان” ثلاثي مع فولوديمير زيلينسكي.
– “السعي إلى السلام” –
ويكتسب مكان انعقاد القمة أهمية رمزية، إذ باعت روسيا هذه المنطقة الشاسعة للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.
وسيتعين على الرئيس الأوكراني والقادة الأوروبيين انتظار الرئيس الأميركي لإبلاغهم بمضمون اجتماعه، كما وعد.
وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن بوتين أمام “فرصة” للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وسيعقب الاجتماع الأول بين الرئيسين غداء عمل يشارك فيه وزراء ومستشارون.
بعد ذلك، سيعقد الرئيسان الروسي والأميركي مؤتمرا صحفيا يشارك فيه صحافيون من كل أنحاء العالم، أمام خلفية زرقاء كتب عليها “السعي إلى السلام”.
– “أخذ وعطاء” –
يبدو السلام بعيد المنال نظرا إلى تباعد مواقف الطرفين المتحاربين.
وتطالب روسيا أوكرانيا بالتنازل عن أربع مناطق أعلنت ضمّها الى أراضيها على رغم عدم سيطرتها عليها بالكامل، وهي خيرسون ولوغانسك وزابوريجيا ودونيتسك، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014.
كما تطالب روسيا بوقف شحنات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا وبتخلي كييف عن طموح الانضمام الى حلف شمال الأطلسي.
وترفض أوكرانيا هذا الطرح وتطالب بوقف غير مشروط لإطلاق النار في البر والبحر والجو كشرط مسبق لبدء محادثات السلام، بالإضافة إلى ضمانات أمنية مستقبلية.
يتحدث ترامب عن “أخذ وعطاء” في موضوع التنازل عن أراض.
وفيما يجمع الرئيسان الروسي والأميركي هاجس مشترك وهو عدم الظهور بمظهر الضعيف أبدا، إلا أن نهجيهما يختلفان تماما في مقاربة علاقات القوة دوليا.
يعتمد ترامب المطور العقاري السابق الذي اشتهر من خلال برنامج لتلفزيون الواقع، على مفاوضات سريعة ومساومات مدروسة للوصول إلى “صفقة” تصب حكما في مصلحته.
أما بوتين الضابط السابق في الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) المُدرّب على الحرب النفسية، فيفكر على المدى البعيد، مُستحضرا فكرة “روسيا الكبرى” التاريخية التي يود تأسيسها.
وقال ترامب خلال رحلته إلى ألاسكا إنه “لن أكون سعيدا إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار اليوم”، مؤكدا أنه “سينسحب” من طاولة المفاوضات إذا لم يجر الاجتماع بشكل جيد.