“عبارات العزاء والرثاء لا تعبر عن فداحة المصاب” .. هل شاهدت ردود أفعال رئيس الوزراء المصري ونائبه المفعمة بالأسى تجاه حادث “كفر السنابسة”؟ هذه العبارة التي قالتها إحدى أمهات الضحايا أثرت في القلوب وأدمت العيون.. ضحايا حوادث الطرق في مصر أكبر من خسائر الحروب المستعرة.

“عبارات العزاء والرثاء لا تعبر عن فداحة المصاب” .. هل شاهدت ردود أفعال رئيس الوزراء المصري ونائبه المفعمة بالأسى تجاه حادث “كفر السنابسة”؟ هذه العبارة التي قالتها إحدى أمهات الضحايا أثرت في القلوب وأدمت العيون.. ضحايا حوادث الطرق في مصر أكبر من خسائر الحروب المستعرة.

 

القاهرة – “رأي اليوم”:
حالة من الغضب الشعبي لم تنطفئ حتى كتابة هذه السطور.
الدولة المصرية بدت متأهبة على قدم وساق بعد ردود الأفعال الشعبية الغاضبة، فأقدم رئيس الوزراء مدبولي على اتخاذ عدد من القرارات، منها:

إعفاء كامل من المصروفات الدراسية لأسر الـ 19 شهيدة اللائي فقدن حياتهن جراء هذا الحادث الأليم، وصرف معاش استثنائي لهذه الأسر المكلومة.

إطلاق أسماء الشهيدات الـ19 على المباني الحكومية والشوارع بقرية “كفر السنابسة” تخليدا لذكراهن.
⁠الفصل بين حركة وسير السيارات “الملاكي” وسيارات “النقل” في المناطق التي تشهد أعمال الصيانة والتطوير.. وتكثيف دوريات المرور وزيادة أعداد الرادارات وكاميرات المراقبة.
⁠الالتزام بإجراء كشف عن تعاطى المواد المخدرة لكل سائقي النقل بصورة دورية وفى مدد زمنية متقاربة وبصورة مفاجئة.. واتخاذ الإجراءات القانونية حيال من يثبت تعاطيه مع دراسة تغليظ العقوبات فى هذا الشأن.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مع الوزراء والمسئولين المعنيين، تنفيذ تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بشأن تعويضات حادث الطريق الدائري الإقليمي، وكذا ما يتعلق بسرعة تنفيذ أعمال الصيانة والتطوير بالطريق، والالتزام بإجراءات الأمن والسلامة.

وكلف رئيس الوزراء المسئولين المعنيين، بإنهاء مختلف الإصلاحات وأعمال الصيانة بالطريق الدائري الإقليمي، في مواعيد محددة، والالتزام بها، مع ضرورة تطبيق كل قواعد وإجراءات الأمن والسلامة فى أثناء التنفيذ، كما شدد على ضرورة الفصل بين حركة وسير السيارات “الملاكى” وسيارات “النقل” فى المناطق التى تشهد أعمال الصيانة والتطوير، وكذا تكثيف دوريات المرور، وزيادة أعداد الرادارات وكاميرات المراقبة، لضمان الالتزام بالقواعد والتعليمات المرورية، وضبط أى مخالفة من مخالفات سائقى النقل وغيرهم.

كما كلف الدكتور مصطفى مدبولى الجهات المعنية بالالتزام بإجراء كشف عن تعاطى المواد المخدرة لكل سائقى النقل بصورة دورية، وفى مدد زمنية متقاربة، وبصورة مفاجئة، خاصة على الطرق السريعة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال من يثبت تعاطيه، مع دراسة تغليظ العقوبات فى هذا الشأن.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن كلمات العزاء والرثاء لا تفي هذا المصاب الجلل الذي حدث منذ يومين، معربا عن أسفه وأسف مجلس الوزراء لهذا الحادث الذى آلم المصريين كافة.

وفي أول تعليق على الحادث قال كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل:
“واحد بيشرب مخدرات وراكب عربية ويضيع عمر فتيات في عمر الزهور، وفي الآخر يبقى احنا المسؤولين؟ فين الجريمة اللي احنا عملناها؟”.
وأضاف خلال جولة بالطريق الإقليمي إن رفع كفاءة الطريق يتطلب 50 مليار جنيه، مشيرا إلى أن الموازنة السنوية لهيئة الطرق والكباري تتضمن ما 20 و25 مليارًا لتطوير الطرق بالجمهورية.

واختتم مؤكدا أن المسؤول عن تنظيم الطرق هو الضمير والسلوك، لافتا إلى أنه لو كل الناس التزمت بآداب المرور لن يحدث حوادث.
فكيف كانت الردود على إجراءات رئيس الوزراء؟

الكاتب أنور الهواري يصف تصريحات رئيس الحكومة ونائبه وزير النقل والصناعة بأنها خليط من الضحالة والعجرفة ، ويصف الحكومة بأنها فوق الشعب .
ويضيف أن الحادثة اختصرت كل عيوب منظومة الحكم ورغم ذلك الحكومة ترى أنها غير مسؤولة ، واصفا إياها بأنها في غيبوبة سياسية.
من جهته يبدي الأكاديمي المصري د.السيد الصيفي تعجبه من كثرة عدد قتلي حوادث الطريق، لافتا إلى أنه في يوم واحد تقترب من عدد قتلي الكيان في حرب عنيفة استمرت 12 يوما.

ويحذر من أن هناك شيئا خطأ ، داعيا إلى أخذ الأمر بمنتهي الجدية .
ويتابع قائلا: “في عام 2024 ضحايا حوادث الطريق كانت 5260 شهيدا وفي 2023 كانت الضحايا 5861 شهيدا”.
في سياق الغضب الشعبي طالب الكثيرون بتشكيل لجنة تحقيق سياسية (برلمانية وحكومية وقضائية وشعبية) على أعلى مستوى، لتجيب عن الأسئلة الكبرى التي فجرتها حادثة كفر السنابسة، وهي أسئلة لا تطال وزير النقل فحسب، بل تشمل وزراء الداخلية والعمل والتضامن الاجتماعي وآخرين.

العبارة الموجعة

في سياق الحزن، أثارت عبارة قالتها إحدى الأمهات حالة من القهر والشجى، وهي: ” ما تصوتوش على بنتي..بنتي بتخاف!”. ‎<This message was edited>