عنوان مختلف: لماذا قرر تركي الفيصل عدم زيارة الولايات المتحدة وما الدوافع وراء رغبته في قصف ديمونا؟ هل ستسير الرياض على خطى والده الملك فيصل؟ تصريحات بشرى ويتكوف: “دول ستكون مفاجئة للكثيرين”!

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
يُسجّل رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق تركي الفيصل، وهو السفير السعودي السابق في واشنطن، موقفًا جديدًا مُعاديًا لحليفة بلاده الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن بلاده الرسمية قد رحّبت بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومنحته المليارات، ضمن زيارته الأخيرة التي شملت دولًا خليجية من بينها السعودية.
وبشكلٍ لافت قال الفيصل بأنه “سيمتنع” عن زيارة الولايات المتحدة “حتى يرحل ترامب عن البيت الأبيض”، ولا يشغل الفيصل منصبًا رسميًّا في بلاده، ولكنّه قد يُعبّر عن مواقف تُريد بلاده تسجيلها في سياقات غير رسمية، فهناك في المملكة لا صوت يعلو فوق الصوت الذي يُراد له الكلام.
وجاء حديث الفيصل في مقال بصحيفة ناشونال الإماراتية، أنه كان من الممكن أن نرى قاذفات “بي 2″ الأمريكية تُمطر قنابلها الخارقة على ديمونا ومواقع إسرائيلية أخرى في عالم تسود فيه العدالة والحياد، فإسرائيل تمتلك أسلحة نووية، في انتهاك صريح لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”.
وهاجم الفيصل “إسرائيل” والكيان، وقال إن “الأدهى من ذلك أن إسرائيل لم تنضم إلى تلك المعاهدة، وبقيت خارج نطاق رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يخضع أي من منشآتها النووية لأي تفتيش”.
ورغم العداء السّابق بين طهران، والرياض، سجّل الفيصل موقفًا مُدافعًا عن إيران في سياق ما بدا أنه رفض منه للهجوم الإسرائيلي الأحادي على إيران، وقال “أولئك الذين يبررون الهجوم الإسرائيلي الأحادي على إيران، بالاستناد إلى تصريحات قادة إيرانيين تدعو إلى زوال إسرائيل، يتجاهلون تصريحات بنيامين نتنياهو منذ توليه رئاسة الحكومة عام 1996، والتي يدعو فيها إلى إسقاط النظام الإيراني”.
وتابع الفيصل: لقد جلبت التهديدات الإيرانية الدمار عليها، أما الدعم الغربي المنافق لهجوم إسرائيل على إيران، فلم يكن مفاجئًا، فهم يدعمون منذ زمن اعتداء إسرائيل المستمر على فلسطين، رغم أن بعض الدول بدأت مؤخرًا في تقليص دعمها”.
ورغم التصريحات السّابقة التي جاءت على لسان القيادة السعودية بخصوص منع إيران من امتلاك نووي منذ سنوات، أشار الفيصل إلى أن ترامب أعطى الضوء الأخضر لجيش بلاده مساء السبت لقصف ثلاثة مواقع نووية في إيران، وقد فعل ذلك استنادا إلى وعود نتنياهو ومبالغاته في تصوير نجاحاته في الهجوم غير القانوني المستمر على إيران”.
وتتخوّف العربية السعودية كما غيرها من دول خليجية من تداعيات الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، وتأثيرها الوجودي على وجود دول الخليج، الأمر الذي يفسّر رغبة الفيصل بالعودة إلى الدبلوماسية، حيث خاطب ترامب قائلًا: “ينبغي على السيد ترامب ألا يسير على نهج المعايير المزدوجة، على عكس بعض القادة الغربيين، وعليه أن يصغي لأصدقائه في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، فهؤلاء، بخلاف نتنياهو، يسعون للسلام لا للحرب، تمامًا كما يفعل ترامب نفسه”.
ورغم أنّه لا يشغل منصبًا رسميًّا في بلاده، اختار الفيصل أن يستذكر مواقف والده الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز، وإعلانه الاقتداء به حيث قال: “ما يمكنني فعله هو أن أقتدي بقرار والدي الراحل الملك فيصل، عندما نكث الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان بوعود سلفه فرانكلين روزفلت وساهم في ولادة إسرائيل. لقد رفض والدي زيارة الولايات المتحدة حتى غادر ترومان منصبه، وأنا كذلك، سأمتنع عن زيارة الولايات المتحدة حتى يُغادر السيد ترامب منصبه”.
وتوصّلت إسرائيل أواخر عام 2020 إلى اتفاقيات تطبيع مع البحرين والإمارات والمغرب والسودان، عرفت بـ”الاتفاقيات الإبراهيمية”، لكن السعودية كان لها رأيٌ آخر، حيث أكدت أنها لن تطبع قبل قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، وهو ما يرفضه نتنياهو.
وقف حرب غزة، هو الثمن المطروح مقابل انضمام دول جديدة للتطبيع، كتب المحلل في هذا السياق بصحيفة “يديعوت أحرونوت” إيتمار آيخنر أن “نتنياهو يريد أن يشمل اتفاق غزة اتفاقيات إقليمية موسعة”.