اشتباكات دامية في حي الزيتون تسفر عن سقوط عشرات القتلى نتيجة قصف إسرائيلي

اشتباكات دامية في حي الزيتون تسفر عن سقوط عشرات القتلى نتيجة قصف إسرائيلي

شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية ومدفعية عنيفة استهدفت حي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث أفادت مصادر فلسطينية بأن العشرات من الصواريخ والقذائف أُطلقت عقب اندلاع اشتباكات ضارية بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، استمرت نحو ساعتين.

دمار واسع وخسائر بشرية

أسفرت الاشتباكات عن دمار واسع وتصاعد كثيف لأعمدة اللهب والدخان، دون إعلان رسمي من الطرفين بشأن حجم الخسائر. وفي الجهة الشرقية لمخيم جباليا شمال القطاع، تجددت المواجهات الميدانية بالتزامن مع التقدم البري الإسرائيلي، ما دفع الجيش إلى تعزيز قواته بآليات عسكرية إضافية، وتكثيف الغطاء الجوي.

حملة تدمير واسعة

يأتي ذلك في ظل استمرار عمليات النسف والتدمير الواسعة للمربعات السكنية في حي الصفطاوي شمال المدينة، وحيي الزيتون والصبرة جنوب غزة، ضمن أوسع حملة تدمير تشهدها الأحياء السكنية منذ بدء التصعيد. ومن جهة أخرى، استهدف القصف الإسرائيلي منزلاً يعود لعائلة الحافي في مخيم النصيرات وسط القطاع، وأكدت مصادر طبية مقتل خمسة من العائلة.

عشرات القتلى والجرحى بقصف إسرائيلي على غزة

كثّف الجيش الإسرائيلي، الليلة وفجر اليوم، ضرباته على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وتحديداً مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات بينهم نساء وأطفال. وألقى الجيش الإسرائيلي، الليلة، قنابل دخانية كثيفة على مدينة غزة، خصوصاً في جهتها الغربية، ما أدى إلى انتشار رائحة البارود في أجواء الخيام ومراكز الإيواء والمنازل، وتسبب بحالات غثيان بين المواطنين، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع بأنواعها كافة. كما شنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات عنيفة على حي الصبرة جنوب مدينة غزة، وتزامن ذلك مع إطلاق نار من طائرات مسيرة في منطقة الشارع الثالث بحي الشيخ رضوان شمال غربي المدينة. ونفذت القوات الإسرائيلية حزاماً نارياً في حي الزيتون شرق غزة.

وواصلت القوات الإسرائيلية عمليات نسف مبانٍ سكنية في جباليا النزلة شمال القطاع، مستخدمةً الروبوتات المفخخة لتدمير منازل المواطنين.

فقدان 4 جنود إسرائيليين

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل عدد من الجنود وإصابة 11 بجروح خطرة، مع فقدان أثر 4 جنود يخشى الجيش الإسرائيلي وقوعهم أسرى في يد المقاومة، في ما وصفته بأكبر حدث منذ بدء الحرب. فيما أفادت مصادر إسرائيلية فجر السبت، بمقتل جندي من الجيش الإسرائيلي وإصابة 11 آخرين، في كمين تعرضوا له بحي الزيتون في غزة. وذكرت المصادر العبرية في نبأ أولي أن جندياً قتل وأصيب 11 آخرون بجروح ما بين حرجة وخطرة، لكن مصادر أخرى قالت إن عدد القتلى أكبر. وتزامن ذلك مع إعلان مصادر عبرية فقدان أثر 4 جنود إسرائيليين خلال المعارك وسط عمليات بحث عنهم ومخاوف من تعرضهم للأسر.

تفاصيل كمائن غزة

قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن مقاتلين من «حماس» شنوا هجمات متزامنة ونفذوا كمائن مرعبة ضد قوات إسرائيلية في حيي الزيتون والصبرة بمدينة غزة، ومدينة خان يونس جنوبي القطاع. في حين أشارت تقارير أولية إلى أن قوات إسرائيلية تابعة للفرقة (162) واللواء (401) هي التي وقعت في كمين حي الزيتون الجديد الليلة. وبحسب منصة «حدشوت للو تسنزورا» العبرية، وقع اشتباك مسلح خلال محاولة إنقاذ مصابين في الحدث الأمني الجاري في غزة، لافتة إلى أنه تم إجلاء ما لا يقل عن 11 جندياً وضباط مصابين. وزعمت منصة «حدشوت لفني كولام» الإسرائيلية أن «حماس حاولت أسر جنود، والجيش يحقق في نتائج الحادثة التي ما زالت مستمرة». ولفت الموقع إلى هبوط مروحية عسكرية في مستشفى «إيخيلوف»، في إشارة معتادة إلى نقل جنود مصابين. وفرضت الرقابة العسكرية حظر النشر بشأن ما جرى مع الجنود الأربعة في حي الزيتون، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

تفعيل «هانيبال»

تزامن ذلك مع تأكيد مصادر عبرية أن الجيش الإسرائيلي فعّل بروتوكول «هانيبال» لمنع أسر أي من جنوده على يد حماس أثناء هجوم حي الزيتون.

من جهتها، قالت منصة «حدشوت عخشاف» العبرية إن «مسلحين من حماس نصبوا كميناً للقوات في حي الزيتون بغزة، والحدث صعب ولا يزال مستمراً حتى هذه اللحظات». وأشارت تقارير إسرائيلية بعد الحادث الأمني الصعب، إلى بدء الجيش عملية سحب قوّاته من حي الزيتون وإعادتهم إلى مواقعهم، في ضوء حجم الخسائر والاشتباكات.

ماذا قالت حماس؟

تتوالى الأنباء عن تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر في الأرواح بعد ساعات من إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن سلسلة عمليات عسكرية نفذتها ضد قوات الجيش الإسرائيلي وآلياتها خلال الأيام الماضية. كما تأتي بعد تحذير أبو عبيدة (الناطق باسم كتائب عز الدين القسام) من أن قوات الاحتلال ستدفع ثمناً باهظاً إذا حاولت اجتياح مدينة غزة. وفي وقت لاحق نشرت كتائب القسام صورة كُتب عليها عبارة «نذكّر من ينسى.. الموت أو الأسر».

«منطقة قتال خطرة»

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، مدينة غزة «منطقة قتال خطيرة» من دون أن يدعو إلى إخلائها، في وقت تهدد إسرائيل بشن هجوم عسكري كبير على المدينة التي تعتبرها آخر معاقل حركة حماس. وفي وقت لاحق، أفاد الجيش بأنه نفذ عملية «تم خلالها انتشال جثة إيلان فايس ورفات مرتبط برهينة آخر قتل لم يتم نشر اسمه بعد، من قطاع غزة»، حيث أفاد الدفاع المدني بمقتل 55 فلسطينياً منذ فجر الجمعة في حصيلة جديدة.