أوكرانيا تطلب مساعدة ترامب.. والاتحاد الأوروبي يعلن عن تدريب القوات المسلحة

أوكرانيا تطلب مساعدة ترامب.. والاتحاد الأوروبي يعلن عن تدريب القوات المسلحة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة، إلى رفع مستوى المشاورات بشأن الضمانات الأمنية «بشكل عاجل» إلى مستوى القادة، مؤكداً ضرورة إشراك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذه المحادثات، ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه أوكرانيا اعتراضات روسية حادة تحذّر من أي تصعيد استراتيجي. في الأثناء، أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لتدريب الجيش الأوكراني، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدراته الدفاعية بعد توقف العمليات القتالية.
وأكد زيلينسكي، في تصريحات للصحفيين في كييف، أنه يتوقع استمرار المشاورات مع القادة الأوروبيين الأسبوع المقبل بشأن ما وصفه بالتزامات «تشبه التزامات حلف شمال الأطلسي». وقال: «نحتاج إلى أن تكون البنية واضحة للجميع. ثم نريد التواصل مع الرئيس ترامب خلال اجتماع… لنشرح له وجهة نظرنا».
وأضاف زيلينسكي أنه يرغب أيضاً في أن يصادق الحلفاء على أي ضمانات أمنية عبر برلماناتهم، موضحاً: «نريد ضمانات أمنية ملزمة قانوناً. لا نريد تكرار مذكرة بودابست»، في إشارة إلى الاتفاق المبرم عام 1994 الذي تنازلت بموجبه أوكرانيا عن ترسانتها النووية مقابل ضمانات لم تتحقق.
وشدد الرئيس الأوكراني على أن بلاده بحاجة إلى إجابات محددة من شركائها بشأن الدور الذي يمكن أن يضطلعوا به في حال تجدد الهجوم الروسي.
وقال: «عندما نتحدث عن الضمانات الأمنية، نحتاج إلى إجابات واضحة – من الذي سيساعدنا في الدفاع براً وجواً وبحراً في حال عودة روسيا؟ وكيف يمكنكم المشاركة تحديداً؟ أطلب منكم تحديد دوركم».
من جانبها، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أمس الجمعة، أن التكتل مستعد لتدريب الجيش الأوكراني في أوكرانيا، بعد وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام يُنهي الحرب مع روسيا.
وقالت أمام الصحفيين عقب اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن «لقد دربنا أكثر من 80 ألف جندي حتى الآن، وعلينا الاستعداد لبذل المزيد. وقد يشمل ذلك نشر مدربين من الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا».
وفي السياق، أعلنت الولايات المتحدة عن صفقة سلاح جديدة بقيمة 825 مليون دولار لتعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا، منها 3350 صاروخ جو-أرض بعيد المدى ومعدات ذات صلة.
وقالت «الوكالة الأمريكية للتعاون الدفاعي والأمني» في بيان إن الصفقة «ستعزز قدرة أوكرانيا على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال تزويدها بوسائل إضافية لأداء مهام الدفاع عن النفس والأمن الإقليمي».
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية أمس الجمعة، إن المقترحات الغربية بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا من شأنها أن تزيد من خطر الصراع بين موسكو والغرب من خلال تحويل كييف إلى «مصدر استفزازات استراتيجي» على حدود روسيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «الضمانات الأمنية يجب أن تقوم على تفاهم مشترك يراعي المصالح الأمنية لروسيا».
واعتبرت أن المقترحات الحالية «أحادية الجانب ومصممة بوضوح لتحجيم روسيا»، مضيفة: «هذا المسار ينتهك مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، ويضع كييف في موقع مصدر للاستفزازات الاستراتيجية على حدود روسيا، ما يزيد من خطر انزلاق الناتو إلى صراع مسلح مع بلادنا».
ميدانياً، أعلن زيلينسكي أمس الجمعة، أن موسكو حشدت حوالي 100 ألف جندي قرب بوكروفسك، المدينة الرئيسية في شرق أوكرانيا، وقال إن الوضع هناك «الأكثر إثارة للقلق»، مشيراً إلى أن القوات الروسية تستعد لعمليات هجومية جديدة.
وأوضح أن القوات الأوكرانية تعمل في الوقت نفسه على التصدي لهجمات روسية في منطقة سومي شمال شرقي البلاد. وتعد بوكروفسك، التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 60 ألف نسمة، مركزاً لوجستياً أساسياً وتقع عند تقاطع طرق حيوية، فيما تقترب القوات الروسية منها من ثلاث جهات، على بعد أقل من خمسة كيلومترات.
وأكد زيلينسكي أن موسكو تواصل حشد القوات أيضاً في مناطق أخرى، خصوصاً زابوريجيا جنوباً، استعداداً لهجمات محتملة. (وكالات)