أوكرانيا تعترف ولأول مرة بوجود القوات الروسية في دنيبروبيتروفسك.

أوكرانيا تعترف ولأول مرة بوجود القوات الروسية في دنيبروبيتروفسك.

أقرت أوكرانيا للمرة الأولى، أمس الثلاثاء، بأن القوات الروسية دخلت منطقة دنيبروبيتروفسك في وسط أوكرانيا، التي كانت حتى الآن بعيدة عن المواجهات العنيفة، بينما دمرت الدفاعات الروسية 43 طائرة مسيّرة أوكرانية الليلة قبل الماضية، في وقت تتواصل فيه المعارك على جبهات عدة داخل أوكرانيا. وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد القتال في شرق ووسط البلاد، حيث بدأت موسكو تحقيق مكاسب محدودة على الأرض على الرغم من التكاليف العسكرية الكبيرة.
وقال الناطق باسم «مجموعة قوات دنيبرو العملياتية الاستراتيجية» التابعة للجيش، فيكتور بريغوبوف: «نعم، لقد دخلوا، والقتال متواصل»، نافياً في الوقت نفسه مزاعم موسكو بالسيطرة الكاملة على قريتي زابوريزكه ونوفوجورجييفكا.
وسبق أن أعلن الجيش الروسي في تموز/يوليو، تقدمه في المنطقة من دون إعلان رسمي بالسيطرة على بلدات محددة، بينما أشار مرصد المعارك «ديب ستيت» إلى أن موسكو تعزز مواقعها وتجنّد المشاة لمزيد من التقدم.
وفي شرق أوكرانيا، أفادت شركة «ديتيك» للطاقة بأن هجوماً روسياً استهدف منجم فحم قرب خطوط التماس في مدينة دونيتسك، ما أسفر عن مقتل عامل وإصابة ثلاثة آخرين، إضافة إلى أضرار بالمباني والمعدات وانقطاع الكهرباء. وأضافت الشركة أن 146 عاملاً كانوا عالقين تحت الأرض قبل بدء عمليات الإنقاذ، من دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية حول الموقع أو طبيعة الهجوم. ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الهجمات الروسية المكثفة على مناجم الفحم في شرق البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.
وأشارت المعلومات إلى أن مجموعات صغيرة من المشاة الروسية تقدمت نحو عشرة كيلومترات قرب مدينة دوبروبيليا، ما يثير مخاوف من اختراق أوسع يهدد مدناً رئيسية شرقي البلاد. وتستمر العمليات المكلفة للسيطرة على مناطق مدمرة غالباً ما تكون مهجورة جزئياً، وسط تعثر جهود التوصل إلى اتفاق سلام محتمل.
ويأتي هذا الاعتراف الروسي والأوكراني بالتقدم على الأرض بالتزامن مع استمرار الجهود الدبلوماسية الدولية، حيث سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى لقاء قادة روسيا وأوكرانيا لتعزيز فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار، إلا أن موسكو استبعدت حدوث لقاء قريب بين الزعيمين الروسي والأوكراني.
في السياق، ذكرت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» في تقرير من منطقة دونباس الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية، أن الطائرات المسيّرة التي تتلقاها القوات الأوكرانية من دول حلف الناتو باتت قديمة وغير فعّالة.
ونقلت الصحيفة عن أحد قادة كتائب القوات الخاصة قوله إن وحدته تركز على إعادة تجهيز الطائرات المسيّرة الأوكرانية المتاحة للبيع الحر لتتناسب مع «المهام القتالية»، من خلال تركيب بطاقات أكثر قوة وأجهزة لتثبيت الذخائر. وأضاف: «نعم، نحصل على طائرات مسيّرة من الناتو، لكنها غير مجدية، لأنها قديمة. الآن نحن قادرون على تدريب الحلفاء في أوروبا والولايات المتحدة على تقنيات خوض الحرب في السماء».
واعترف القائد الأوكراني بأن التقنيات الروسية أكثر تطوراً، لا سيما في مجال تعطيل آليات توجيه الطائرات المسيّرة عن بُعد، وأن ترسانة روسيا أكبر بعشرات المرات مقارنة بما تمتلكه أوكرانيا.
وفي سياق متصل، أوضح رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو، جوزيبي كافو دراغون، أن حجم المساعدات العسكرية لأوكرانيا من دول الحلف بلغ 50 مليار دولار في عام 2024، وقد تم إرسال 33 مليار دولار منها منذ بداية العام، ومن المتوقع أن تصل الأرقام إلى مستوى العام الماضي بحلول نهاية العام. (وكالات)