أمريكا تقدم مساعدة جوية واستخباراتية لأوكرانيا بعد الصراع.. هل ستساهم في تحقيق السلام؟

على وقع الاجتماعات التاريخية التي عُقدت في البيت الأبيض هذا الشهر، أكد مسؤولون أوروبيين وأوكرانيون مطلعون على كواليس الأحداث لصحيفة فاينانشال تايمز، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة الأمريكية عرضت توفير أصول مخابراتية وإشرافاً ميدانياً على أي غطاء أمني غربي لأوكرانيا بعد الحرب والمشاركة في منظومة دفاع جوي بقيادة أوروبية للبلاد.
وبحسب الصحيفة، فإن الدعم الأمريكي المقترح يشمل توفير مراقبة جوية مستمرة عبر طائرات استطلاع ومسيّرات متطورة، إمداد أوكرانيا بقدرات استخباراتية متقدمة، تشمل صور الأقمار الصناعية واعتراض الاتصالات، تعزيز التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأوكرانية لتفادي أي خروق مستقبلية من الجانب الروسي.
التزام أمريكي أمام أوكرانيا بعد الحرب
المصادر أشارت إلى أن هذه الخطوة تعكس رغبة إدارة الرئيس دونالد ترامب في ضمان عدم ترك أوكرانيا وحيدة بعد انتهاء القتال، على غرار التجربة الأمريكية في دعم بعض الحلفاء بعد النزاعات، بما يحافظ على النفوذ الغربي في المنطقة.
عرض مشروط
وأكد المسؤولون أن العرض الأمريكي مشروط بموافقة الدول الأوروبية على نشر عشرات الآلاف من القوات في أوكرانيا كجزء من «تحالف الراغبين».
وحددت الحكومات الغربية إطاراً أمنياً من ثلاثة مستويات: منطقة منزوعة السلاح تحرسها قوات حفظ سلام محايدة، وخط محصن تسيطر عليه القوات الأوكرانية المدربة من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقوة ردع أوروبية متمركزة في عمق البلاد كخط دفاع ثالث، مع دعم من القدرات الأمريكية من الخلف.
ولكن حتى مع الدعم الأمريكي المحتمل، لا يزال الرأي العام والسياسيون في العديد من الدول الأوروبية قلقين بشأن احتمال نشر قوات في أوكرانيا.
دعم استراتيجي
وفي وقت سابق أكد ترامب أن المساهمة الأمريكية في أوكرانيا ستركز على الدعم الجوي، حيث صرّح لشبكة فوكس نيوز: «نحن على استعداد لمساعدة قوة أوروبية، وخاصة جواً»
وفي حين استبعد مسؤولون أمريكيون كبار وجود قوات أمريكية في أوكرانيا، قالوا للصحيفة إن واشنطن مستعدة لتقديم «عوامل تمكينية استراتيجية» بما في ذلك القيادة والسيطرة والمراقبة عبر الأقمار الصناعية والإشراف على ساحة المعركة.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة يمكن أن تسهم أيضاً في درع دفاع جوي تديره أوروبا من خلال الطائرات والرادار واللوجستيات.
وتشكل هذه الخطوة تحولاً في موقف إدارة دونالد ترامب، التي قالت في وقت سابق إنها لن تشارك في الضمانات بعد الحرب.
في غضون ذلك، صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن قادته ينسقون بالفعل مع شركائهم. وقال: «يجب تسريع وتيرة العمل. ويجب تفصيل الجانب الدفاعي من الضمانات الأمنية في المستقبل القريب».
قوة طمأنة
العديد من الخبراء العسكريين قالوا إن أي «قوة طمأنة» مستقبلية سيوفرها تحالف الراغبين يجب أن تحظى بتدخل من الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي لطالما رفض دونالد ترامب، الالتزام به، إلى أن جاءت قمة ألاسكا الأسبوع الماضي؛ إذ يصرّح ترامب الآن بأن الولايات المتحدة ستكون مشاركة في هذه البادرة، لكن من دون إرسال قوات برية إلى أوكرانيا.
وفي عالم مثالي، فإن ما تريده أوكرانيا وحلفاؤها من واشنطن هو دعم فكرة هذه القوة المستقبلية، لكنها تريد كذلك، وبصورة أكبر، التزاماً قوياً من الولايات المتحدة بأنه إذا انتهكت روسيا اتفاق السلام وبدا أنها على وشك تجديد هجومها على أوكرانيا، فإن القوة العسكرية الأمريكية، وخاصة القوة الجوية، ستكون جاهزة لدعم الأوروبيين.
وأكد ترامب، أن أوكرانيا «ستحصل على شكل من أشكال الأمن»، لكنه شدد على أن ذلك «لن يكون عبر انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي». وأوضح ترامب في تصريحات صحفية أن مستقبل الحرب في أوكرانيا ما زال مرتبطاً بموقف موسكو والرئيس فلاديمير بوتين.