زيلينسكي يكرر دعوته لإجراء مفاوضات مع بوتين وسط تعثر جهود السلام

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أن لقاءً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيكون «الطريقة الأكثر فاعلية لإحراز تقدم» في مسار إنهاء الحرب، في الوقت الذي احتفلت فيه بلاده بيوم الاستقلال، وتبادلت أسرى حرب مع الجانب الروسي.
وأعلن الجيش الأوكراني، أن قواته استعادت ثلاث قرى في منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، إضافة إلى شن غارات بطائرات مسيرة على مناطق روسية تسببت إحداها باندلاع حريق في محطة للطاقة النووية قرب مدينة كورسك.
وبعد جهود دبلوماسية حثيثة وضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوسط في قمة بين نظيريه الروسي والأوكراني، بدت آفاق السلام متعثرة الجمعة، عندما استبعدت روسيا أي لقاء وشيك بين بوتين وزيلينسكي.
غير أنّ زيلينسكي أكد، الأحد، أنّ «محادثات بين الرؤساء هي الطريقة الأكثر فاعلية لإحراز تقدّم»، مجدداً الدعوة لعقد قمة ثنائية مع بوتين.
وخلال احتفالات عيد الاستقلال التي حضرها المبعوث الأمريكي كيث كيلوغ ومسؤولون غربيون آخرون، قال زيلينسكي: «معاً، نحن الأوكرانيين وشركاءنا، نعمل على دفع روسيا نحو السلام. وهذا ممكن».
ومُنح المبعوث الأمريكي وسام الاستحقاق الأوكراني خلال الاحتفال.
– «أوكرانيا مقاتلة»
ومع إحياء أوكرانيا ذكرى استقلالها عام 1991، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، قال زيلينسكي في خطاب بهذه المناسبة: «هكذا تضرب أوكرانيا عندما يتم تجاهل دعواتها للسلام».
وأضاف: «اليوم، تتفق الولايات المتحدة وأوروبا على أن أوكرانيا لم تنتصر بالكامل بعد، لكنها بالتأكيد لن تخسر. أوكرانيا نالت استقلالها. أوكرانيا ليست ضحية، إنها مقاتلة».
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الذي زار كييف: «لا يعود إلى روسيا أن تقرر كيفية ضمان سيادة أوكرانيا واستقلالها وحريتها مستقبلاً. إنه خيار أوكرانيا ويتصل بقرارات الشركاء».
وشكر زيلينسكي قادة العالم الآخرين، ومن بينهم ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ والملك تشارلز الثالث والبابا لاوون الرابع عشر، على رسائلهم لهذه المناسبة.
وفي الولايات المتحدة، أكد نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، أن روسيا قدمت «تنازلات مهمة» بشأن أوكرانيا وأظهرت مرونة حيال التوصل إلى تسوية تنهي الحرب.
في الأثناء، أعلنت النرويج أنها ستسهم بمبلغ 700 مليون دولار كجزء من تعهّدها، بالاشتراك مع ألمانيا، تزويد أوكرانيا بمنظومتين كاملتين من طراز باتريوت الأمريكيتين تملكهما ألمانيا. وتسيطر روسيا الآن على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.
وأرغمت المعارك ملايين الأشخاص على الفرار من منازلهم، ودمرت مدناً، وقرى في شرق وجنوب أوكرانيا.
ورفض بوتين مراراً دعوات أوكرانيا والغرب لوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط.
-تعطيل المفاوضات
وفي موسكو، اتّهم وزير الخارجية سيرغي لافروف الدول الغربية بالسعي إلى «تعطيل» المفاوضات، مندّداً بموقف زيلينسكي الذي «يتعنّت ويضع شروطاً، ويطالب باجتماع فوري بأي ثمن مع بوتين». وكان لافروف قال الجمعة، إنّه «لا يوجد لقاء» مُخطط له بين بوتين وزيلينسكي.
وأعلنت أوكرانيا وروسيا الأحد، أيضاً، استعادة 146 أسير حرب ومدنياً، في أحدث عملية تبادل بين الطرفين.
ورحبت منظمة «مراسلون بلا حدود» بالإفراج عن الصحفيين الأوكرانيين دميتري خيليوك ومارك كاليوش، منددة بـ«اختطافهما، وتعرضهما للاساءة أثناء احتجازهما».
– استعادة قرى
ووصلت الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، والتي أودت بعشرات الآلاف إلى طريق شبه مسدود، علماً بأن روسيا أحرزت مؤخراً تقدماً بطيئاً، وسيطرت السبت على قريتين في منطقة دونيتسك (شرق).
في المقابل، أعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي الأحد، أنّ قواته استعادت ثلاث قرى في منطقة دونيتسك.
وقال سيرسكي في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «نجحت قواتنا في شنّ هجوم مضاد، ودحرت العدو من قرى ميخايليفكا وزيليني غاي وفولوديميريفكا في منطقة دونيتسك».
والأحد أيضاً، أطلقت أوكرانيا مسيرات على الأراضي الروسية أسقطت إحداها فوق محطة كورسك للطاقة النووية في غرب روسيا، وتسبب انفجارها في اشتعال حريق بحسب المنشأة. وأعلنت إدارة المحطة إخماد الحريق مؤكدة عدم وقوع إصابات.
وكثيراً ما حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مخاطر القتال حول محطات الطاقة النووية منذ اندلاع الحرب في فبراير/ شباط 2022.
هجمات مسيرات
وأعلنت السلطات الروسية، إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية أيضاً فوق مناطق بعيدة أحياناً من خط المواجهة، بما فيها سان بطرسبرغ بشمال غرب روسيا.
وكتب حاكم المنطقة ألكسندر درودجينكو على تيليغرام: «أُسقطت عشر طائرات مسيرة فوق ميناء أوست لوغا على خليج فنلندا، ما أدى إلى اندلاع حريق في محطة وقود مملوكة لمجموعة نوفاتيك الروسية للطاقة».
ويعتمد جيش أوكرانيا بشكل كبير على الطائرات المسيرة للرد على الهجمات الروسية، مستهدفاً بنى تحتية نفطية لضرب مصدر رئيسي لإيرادات موسكو لتمويل الحرب. وشهدت روسيا ارتفاعاً حاداً في أسعار الوقود منذ بدء الهجمات.
من ناحيتها، أعلنت أوكرانيا أن روسيا هاجمتها خلال الليل بصاروخ بالستي و72 مسيرة من طراز «شاهد»، أُسقط 48 منها بحسب سلاح الجو.
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ موسكو وكييف تبادلتا 146 أسير حرب من كل من الطرفين، في عملية تضاف إلى سلسلة عمليات شهدت إطلاق سراح مئات أسرى الحرب هذه السنة.
وقالت الوزارة في منشور عبر تطبيق تيليغرام: «في 24 أغسطس/آب، عاد 146 عسكرياً روسياً من الأراضي التي تسيطر عليها كييف»، مضيفة: «في المقابل، تمّ نقل 146 أسير حرب من القوات المسلّحة الأوكرانية» إلى أوكرانيا.