لافروف ينبه إلى أن أي ضمانات أمنية لأوكرانيا لن تكون فعالة دون مشاركة موسكو.

حذّرت موسكو، أمس الأربعاء، من أن أي مناقشات أمنية مرتبطة بأوكرانيا ستبوء بالفشل إذا جرت من دون مشاركتها، مؤكدة أن تجاهل مصالحها «غير مجدٍ». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن البحث الجدي للضمانات الأمنية دون إشراك روسيا «طريق إلى المجهول»، مشدداً على أن أي تسوية سلمية يجب أن تضمن أمن موسكو وأمن الناطقين بالروسية في أوكرانيا، الذريعة التي استخدمتها روسيا لشن الحرب في فبراير 2022.
وأكد لافروف استعداد موسكو لمناقشة الجوانب السياسية لتسوية النزاع، مع التأكيد على أن أي قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجب أن تكون ثمرة مفاوضات جدية ومتكاملة، وأن يتم التحضير لها بعناية فائقة لتفادي «تدهور» الوضع.
وانتقد لافروف القادة الأوروبيين الذين زار بعضهم البيت الأبيض، واصفاً محاولاتهم ب«الخرقاء» لتغيير موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال أوكرانيا، قائلاً إنه لم يسمع «أفكاراً بنّاءة».
إلى ذلك، عقد رؤساء أركان دول حلف شمال الأطلسي اجتماعاً عبر الفيديو لمناقشة الضمانات الأمنية الممكنة لكييف في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو.
وكان ترامب أعرب عن استعداد واشنطن لتقديم دعم جوي كضمانة أمنية لأوكرانيا دون إرسال قوات برية، في حين تقع المسؤولية البرية على الحلفاء الأوروبيين.
وقال لشبكة «فوكس نيوز»: «عندما يتعلّق الأمر بالأمن، إنهم مستعدون لنشر أشخاص على الأرض»، في إشارة إلى القادة الأوروبيين.
وأكدت الناطقة باسم ترامب، كارولاين ليفيت، أن واشنطن لن ترسل قوات برية إلى أوكرانيا. كما عقد «تحالف الراغبين»، الذي يضم نحو ثلاثين دولة معظمها أوروبية، مؤتمراً عبر الفيديو لتقديم تقرير عن محادثات اليوم السابق في واشنطن، بهدف تنسيق خطوات الدعم والتحضير لإرسال قوات لضمان تنفيذ أي تسوية محتملة، وذلك لطمأنة كييف.
وتطرق الحديث إلى قمة مرتقبة بين بوتين وزيلينسكي، بعد أن رفض الأخير عقدها في موسكو، واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انعقادها في جنيف، مع احتمال عقد اجتماع ثلاثي يضم ترامب لاحقاً.
وأكد قادة أوروبيون، بينهم ميرتس وماكرون، ضرورة عدم إجبار كييف على تقديم تنازلات أراضٍ، محذرين من استمرار التهديد الروسي، فيما دعا ترامب زيلينسكي إلى إظهار «مرونة» خصوصاً في ما يتعلق بمنطقة دونباس.
ميدانياً، أعلنت أوكرانيا عن استمرار الهجمات الروسية على مناطق مختلفة، حيث سيطرت موسكو على ثلاث بلدات في شرق البلاد، وهي سوخيتسكي وبانكيفكا في منطقة دونيتسك، ونوفوغيورغييفكا في منطقة دنيبروبيتروفسك، مواصلة تقدمها على خط الجبهة.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 93 طائرة مسيرة وصاروخين خلال الليل، وأسقطت الدفاعات الأوكرانية 62 طائرة مسيرة وصاروخاً واحداً، بينما استهدفت 20 موقعاً.
وفي أوديسا، تسبب هجوم بطائرات مسيرة في اندلاع حريق كبير في منشأة للوقود والطاقة، وتعرضت بنية تحتية لميناء المدينة لأضرار، وفق ما أعلن مسؤولون محليون.
وتعرضت منشآت الطاقة الأوكرانية للهجوم نحو 2900 مرة منذ مارس 2025، بحسب وزارة الطاقة، ما يعكس تصعيد روسيا في ضرب البنية التحتية المدنية.
ويأتي كل ذلك في ظل جهود دبلوماسية مكثفة منذ اللقاء الذي جمع ترامب وبوتين في ألاسكا، وتسعى واشنطن وأوروبا إلى ضمان سلام دائم مع مراعاة مصالح موسكو وأمن أوكرانيا.
وتستمر التحضيرات لتسوية محتملة تشمل دعم القوات الأوروبية والأمريكية، مع متابعة دقيقة لأي اجتماع بين القادة الرئيسيين لضمان عدم تفاقم الوضع العسكري والسياسي على الأرض. (وكالات)