هل هو أسلوب تكتيكي أم استسلام لترامب؟.. ماسك يتخذ خطوة للوراء عن إنشاء «حزب أمريكا»

هل هو أسلوب تكتيكي أم استسلام لترامب؟.. ماسك يتخذ خطوة للوراء عن إنشاء «حزب أمريكا»

عبدالحفيظ جمال: «الخليج»

في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعاً في العالم، تراجع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عن مشروعه السياسي بإطلاق حزب جديد كان يُفترض أن يُعرف باسم «حزب أمريكا»، وذلك بعد أسابيع فقط من إعلان نيته دخول المعترك السياسي بشكل مستقل عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وهنا تدور تساؤلات كثيرة عن هذه الخطوة وهل هي تكتيك أم استسلام لترامب؟

ماسك يتحدى ترامب

كان الإعلان الأول عن الحزب في يوليو 2025، قد أثار جدلاً واسعاً، خاصة أنه جاء في سياق رفض ماسك لخطط إنفاق ضخمة مدعومة من الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس. حيث اعتبر ماسك حينها أن تلك السياسات تهدد الاقتصاد وتزيد من التضخم، ما دفعه إلى اقتراح بديل سياسي يمثل توجهات اقتصادية أكثر انفتاحاً.

ماسك جمد فكرة الحزب

لكن في أغسطس من العام نفسه، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مقربة من ماسك أنه قرر «تجميد فكرة» إطلاق حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة، وأبلغ حلفاءه بأنه يريد التركيز على شركاته. وأشارت المصادر إلى مخاوف من انقسام سياسي قد يصب في مصلحة الديمقراطيين في الانتخابات القادمة.

تكتيك أم استسلام لترامب

ورغم أن البعض وصف هذا التراجع بأنه استسلام غير مباشر لنفوذ ترامب، إلا أن مراقبين يرون أن ماسك أدار الموقف بحنكة سياسية، حيث لا يزال يحتفظ بنفوذ إعلامي وجماهيري هائل يمكن أن يعيد استخدامه في وقت لاحق، ربما في انتخابات 2028. بذلك، يُظهر ماسك أنه حتى في السياسة، كما في ريادة الأعمال، يختار التوقيت المناسب بدقة، ويعرف متى يتقدم ومتى يتراجع — لا خوفاً، بل تخطيطاً بعيد المدى.

تحذير لماسك

وأكد جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، الذي دعا لهدنة بعد الخلاف العلني بين ماسك وترامب، موقفه هذا الشهر وقال إنه طلب من ماسك العودة إلى عباءة الحزب الجمهوري. وحذر ماسك أيضاً من مواجهة شركة تيسلا لفترة عصيبة على مدى الفصول المالية المقبلة بعد انتهاء دعم إدارة ترامب للسيارات الكهربائية. ويشعر المستثمرون بالقلق حول ما إذا كان ماسك سيتمكن من تخصيص ما يكفي من وقت واهتمام لشركة تيسلا بعد خلافه الحاد مع ترامب حول طموحاته لتشكيل حزب سياسي جديد.

تحضير لسيناريو سياسي طويل الأمد

بحسب محللين سياسيين، فإن ماسك لم يستسلم لترامب بعد التراجع عن «حزب أمريكا»، ما حصل هو إما خطوة تكتيكية تهدف إلى حماية مصالحه العملية، أو تجنّب لإحداث انقسام داخل المعسكر الجمهوري، أوتحضير لسيناريو سياسي طويل الأمد، بدل مواجهة مفتوحة.