بعد تدخلات عصا موسى وتصريحات ترامب.. خبير سياسي يشرح موقف الحرب

بعد تدخلات عصا موسى وتصريحات ترامب.. خبير سياسي يشرح موقف الحرب

تشهد ساحة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي تصعيداً خطيراً مع إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إطلاق سلسلة عمليات عصا موسى، في رد مباشر على العملية العسكرية التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي تحت اسم “عربات جدعون 2”.

 هذا التطور الميداني يفتح الباب أمام مرحلة أكثر سخونة في الحرب الدائرة على قطاع غزة، ويعيد النقاش حول موازين القوى، وأبعاد الصراع السياسي والعسكري والإعلامي بين الطرفين.

عمليات عصا موسى

باكورة عمليات عصا موسى 

بحسب البيان الصادر عن كتائب القسام، فإن باكورة عمليات عصا موسى نُفذت في حي الزيتون ومخيم جباليا، بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق عمليته العسكرية.

الكتائب أكدت أن هذه العمليات جاءت لتؤكد “أن المقاومة لا تزال قادرة على الفعل والرد، رغم كل الضغوط العسكرية والحصار”.

ووصفت الحركة هذه العمليات بأنها امتداد طبيعي لمعركة الدفاع عن غزة، مشبهة إياها بمعجزات النبي موسى، في إشارة رمزية إلى القوة والإرادة في مواجهة ما وصفوه بـ”الطغيان الصهيوني”.

الاحتلال يزعم تحقيق إنجازات ميدانية 

من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر وزير دفاعه يسرائيل كاتس أن قواته نجحت في اغتيال المتحدث العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، وهو ما اعتبرته إسرائيل ضربة كبيرة لحركة حماس من الناحية المعنوية والإعلامية.

وكتب كاتس في منشور رسمي: “تم القضاء على أبو عبيدة، المتحدث باسم حماس الإرهابي، في غزة، وأُرسل للقاء جميع أعضاء محور الشر من إيران ولبنان واليمن”.

كما وجه الوزير الإسرائيلي تهنئة إلى الجيش والشاباك على “الإعدام المتقن” بحسب وصفه.

غير أن حركة حماس لم تؤكد رسمياً هذا الإعلان حتى الآن، بينما يرى محللون أن الإعلان يدخل في إطار الحرب النفسية، خاصة أن الاحتلال سبق أن أعلن أكثر من مرة استهداف شخصيات بارزة في حماس، ثم تبيّن لاحقاً أنها لا تزال على قيد الحياة.

عمليات عصا موسى
عمليات عصا موسى

بين “عربات جدعون” و”عصا موسى”: صراع الروايات 

اللافت في هذه الجولة من المواجهة هو استخدام أسماء رمزية ودينية في تسمية العمليات العسكرية، فبينما أطلق الاحتلال على عمليته اسم “عربات جدعون 2″، استعارت حماس اسم عمليات عصا موسى في إشارة إلى المعجزة الدينية.

هذا التلاعب بالرموز يعكس أهمية البعد النفسي والمعنوي في الصراع، حيث يسعى كل طرف لتثبيت روايته لدى جمهوره المحلي والرأي العام العالمي.

إقرأ أيضًا.. ترامب: سأتحدث مع بوتين خلال أيام.. وواشنطن باقية في بولندا

ترامب يدخل على خط الأزمة 

لم تقتصر التفاعلات على ساحة الميدان فحسب، بل امتدت إلى الساحة الدولية، حيث علّق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على التطورات الأخيرة.

فقد دعا ترامب حركة حماس إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الـ20 المحتجزين في قطاع غزة، مؤكداً أن “الأمور ستتغير بسرعة وسينتهي الأمر إذا أفرجت الحركة عنهم فوراً”.

وفي تصريحات أخرى لترامب نقلتها صحيفة “ديلي كولر”، أشار إلى أن الحرب على غزة يجب أن تتوقف لأنها تضرّ بإسرائيل نفسها، موضحاً أن اللوبي الإسرائيلي في واشنطن لم يعد بالقوة والنفوذ ذاته كما كان قبل عقدين.

وأضاف: “رغم أن إسرائيل قد تكسب الحرب عسكرياً، فإنها تخسر معركة الرأي العام، وهو ما يضر بها كثيراً على المدى الطويل”.

عمليات عصا موسى
ترامب

الأبعاد الإنسانية للأزمة 

وقال علي الأعور الخبير السياسي الفلسطيني في تصريح خاص لموقع الحرية، أن مع كل جولة من التصعيد، يدفع المدنيون في قطاع غزة الثمن الأكبر.

وأضاف: ىعمليات القصف والاشتباكات أدت إلى مئات الضحايا والجرحى، إضافة إلى نزوح آلاف الأسر من منازلها، وتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود”.

ويؤكد الخبير أن الإعلان عن عمليات عصا موسى، رغم أهميته الرمزية والعسكرية، لن يُغير من حقيقة أن المدنيين هم الخاسر الأكبر، المجتمع الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، غير أن الميدان يشير إلى أن جولة التصعيد ستستمر في الأيام المقبلة.

مستقبل الصراع: إلى أين؟ 

يرى على الأعور أن الإعلان عن عمليات عصا موسى ليس سوى بداية مرحلة جديدة من التصعيد في غزة، فالمعادلة الميدانية ما زالت مفتوحة، والاحتلال يسعى لتوجيه ضربات قاسية لحماس، بينما تراهن الحركة على قدرتها في الصمود وكسب الحرب المعنوية.

في المقابل، يظل الموقف الدولي متردداً بين دعم إسرائيل أمنياً من جهة، والدعوة إلى التهدئة بسبب الأزمة الإنسانية من جهة أخرى.

الولايات المتحدة، رغم تصريحات ترامب، لا تزال تساند إسرائيل عسكرياً، في حين تصاعدت الأصوات الأوروبية المطالبة بوقف إطلاق النار.

نرشح لك: محمد عبود: إسرائيل تدعي أن مفاعل ديمونا ليس نوويا بل مصنعا للنسيج