غيرة قاتلة: زوجة الأب المشتبه بها في مقتل “أطفال دلجا” تمثل أمام القضاء وسط إجراءات أمنية مشددة.

تشهد قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا، حالة من الاستنفار الأمني والجدل المجتمعي، عقب الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها أسرة كاملة، بعد ما أقدمت زوجة الأب على دس مادة سامة داخل الخبز، ما أسفر عن مصرع الأب وأطفاله في واقعة صادمة أثارت الرأي العام.
وأجرت النيابة العامة بالتعاون مع رجال المباحث، تمثيل الجريمة داخل منزل الأسرة بقرية دلجا، بحضور المتهمة التي تقوم بشرح كيفية ارتكابها للواقعة خطوة بخطوة، بدءًا من إعداد الخبز وحتى وضع المبيد الحشري بداخله، وذلك وسط تشديدات أمنية مكثفة، ومنع المواطنين من الاقتراب من محيط المنزل حفاظًا على سير التحقيقات.
اقرأ أيضا: الداخلية: زوجة الأب وراء تسمم 6 أطفال ووالدهم بدلجا
خلفية الواقعة
كشفت وزارة الداخلية في بيان رسمي عن تفاصيل فك لغز الحادث الغامض، مؤكدة أن التحريات أثبتت تورط زوجة الأب الثانية في الجريمة، حيث تبين أنها أقدمت على التخلص من الزوجة الأولى وأبنائها بدافع الغيرة والرغبة في الانفراد بالزوج، فقامت بوضع مبيد حشري قاتل في الطعام الذي أعدّته لهم، ولكن الأم لم تأكل من الطعام وأكل الأطفال ووالدهم وبعدها انتقلوا إلى الدار الآخرة.
وبحسب أقوال المتهمة الأولية أمام النيابة، فقد خططت للجريمة مسبقًا، ظنًا منها أنها ستتمكن من إخفاء فعلتها وإبعاد الشبهات عنها، إلا أن نتائج الفحص والتحقيقات الجنائية قادت إلى كشف تورطها بشكل مباشر.
صدمة مجتمعية واسعة
أهالي قرية دلجا يعيشون حالة من الذهول والصدمة جراء الواقعة، خاصة وأن المتهمة كانت محل ثقة داخل الأسرة، ولم يكن يتخيل أحد أن تنتهي الخلافات الأسرية بجريمة بهذه القسوة.
وأكد شهود من القرية أن العلاقات بين الزوجتين شهدت توترات متكررة خلال الفترة الماضية، وهو ما دفع المتهمة إلى التفكير في التخلص من ضرتها وأبنائها.
أبعاد اجتماعية
أثارت الجريمة نقاشًا واسعًا حول ظاهرة الخلافات الأسرية والزواج الثاني وما قد يترتب عليها من توترات داخل البيوت المصرية، وسط دعوات لتكثيف التوعية المجتمعية بأهمية الحوار الأسري واحتواء الخلافات بعيدًا عن العنف أو التصرفات المأساوية.
وتبقى جريمة دلجا واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة المنيا مؤخرًا، حيث جمعت بين الخيانة الأسرية وقسوة التنفيذ، لتترك أثرًا بالغًا في نفوس الأهالي والرأي العام على حد سواء.