روسيا تعزز حرب الشكوك: هجوم غير معلن يسبق دخول الدبابات

روسيا تعزز حرب الشكوك: هجوم غير معلن يسبق دخول الدبابات

كشف تقرير حديث للمعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) أن روسيا باتت تخوض حربًا غير تقليدية ضد الغرب تُعرف بـ”المنطقة الرمادية”، وهي ساحة صراع تعتمد على التحركات الخفية والخداع الاستراتيجي دون الوصول إلى مواجهة عسكرية مباشرة.

منطقة رمادية تسبق الدبابات

أوضح التقرير أن موسكو، على مدى السنوات الأخيرة، باتت أكثر عدوانية في استغلال أدوات الحرب الرمادية، مثل التضليل الإعلامي، والهجمات السيبرانية، والتحركات الاستخباراتية، بهدف إضعاف تماسك الغرب وزرع الشكوك داخل تحالف الناتو. ويقول خبراء “روسي” إن هذه الاستراتيجية تهدف إلى فرض أمر واقع سياسي ونفسي قبل أن تُطلق رصاصة واحدة.

أرض الفحم والدم.. لماذا تتمسك روسيا بإقليم دونباس؟ 

قلق متصاعد داخل حلف الناتو

يتزامن هذا التصعيد مع تصاعد الشكوك بشأن التزام الولايات المتحدة، خاصة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، تجاه الحلفاء الأوروبيين. وقد أشار التقرير إلى أن موسكو تستغل أي تردد أو انقسام داخل الناتو لتعزيز نفوذها، وهو ما ظهر جلياً خلال لقاء ترامب الأخير مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي زاد من المخاوف الأوروبية.

حتى لو انتهت الحرب.. الخطر مستمر

ويرجّح معدو التقرير أن تتوسع تحركات روسيا الرمادية حتى بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا، بل قد تستهدف دولًا أوروبية أصغر مثل دول البلطيق، لاختبار قوة الردع لدى الحلف. ويحذر التقرير من أن ضعف رد الفعل قد يشجع موسكو على اتخاذ خطوات أكثر جرأة.

التحضير هو خط الدفاع الأول

في ظل هذا التهديد، شدد التقرير على أهمية التعاون الدولي، معتبرًا أنه الرد الأكثر فاعلية على التهديد الرمادي. ودعا إلى تنسيق وثيق بين أجهزة الاستخبارات، والجيوش، والمجتمع المدني، والصحافة، خاصة في الدول المتضررة مثل أوكرانيا، وكذلك داخل الناتو.كما نَبَّه إلى أن الاستعداد يجب ألا يقتصر على الغرب، بل يمتد إلى دول الجنوب العالمي، التي تعمل روسيا على كسبها دبلوماسيًا واقتصاديًا، مما يمنحها هامش مناورة أوسع على الساحة الدولية.

درس من التاريخ

واختتم التقرير باقتباس من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت قاله عام 1940: “للتصدي لهذا الهجوم، يجب أن نستعد مسبقًا، لأن التحضير بعد وقوع الهجوم سيكون متأخرًا جدًا.”