قرار اعتقال لاهور شيخ جنكي يثير استنفارًا أمنيًا كبيرًا في السليمانية (فيديو)

قرار اعتقال لاهور شيخ جنكي يثير استنفارًا أمنيًا كبيرًا في السليمانية (فيديو)

شهدت مدينة السليمانية شمال العراق، فجر الجمعة، حالة من التوتر والاستنفار الأمني، بعد صدور أمر قضائي باعتقال لاهور شيخ جنكي طالباني، الرئيس السابق لجهاز مكافحة الإرهاب وزعيم حزب “جبهة الشعب”، وفقًا لمصادر كردية محلية.

انتشار مكثف للقوات وتعميم على السيطرات

وبحسب المصادر، فإن الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان عممت مذكرة الاعتقال الصادرة عن محكمة التحقيق على كافة السيطرات الأمنية داخل وخارج السليمانية. وتسبب هذا الإجراء بحالة من الازدحام المروري الحاد عند مداخل المدينة ونقاط التفتيش، وسط توجس شعبي من تطورات محتملة على الأرض.وتوجهت تعزيزات أمنية كبيرة نحو فندق “لالة زار”، حيث يُعتقد أن لاهور شيخ جنكي يتواجد حاليًا، بحسب ما أفاد به ناشطون وشهود عيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتداولت صفحات عراقية مقاطع فيديو وصورًا توثق وصول العربات العسكرية وفرق مكافحة الشغب إلى محيط الفندق.

اعتقالات تطال مقربين من جنكي

ولم يقتصر الأمر على لاهور شيخ جنكي وحده، إذ أشارت المصادر إلى صدور مذكرات اعتقال بحق عدد من عناصر قوته الخاصة، والذين كانوا – بحسب المعلومات – يخططون لمغادرة السليمانية قبيل تنفيذ المداهمة، ما دفع السلطات إلى تعزيز وجودها الأمني وإغلاق بعض المحاور الرئيسية لمنع أي تحرك مفاجئ.

مذكرة رسمية ومادة قانونية مثيرة للجدل

وفي أول تعليق رسمي، قال العميد آرام محمد صالح، مدير شرطة السليمانية، إن “مذكرة اعتقال صدرت بحق لاهور جنكي برهان، من قبل محكمة التحقيق”، مشيرًا إلى أن المذكرة استندت إلى المادة 56 من قانون العقوبات العراقي، دون أن يكشف عن طبيعة التهم أو أسباب الملاحقة القضائية.يُشار إلى أن المادة 56 تنص على صلاحيات التوقيف المؤقت للأشخاص المشتبه بارتكابهم جريمة، وتُستخدم غالبًا في قضايا أمنية أو جنائية حساسة.

خلفية الصراع الداخلي

ويُعد لاهور شيخ جنكي أحد أبرز الشخصيات الكردية المثيرة للجدل في السنوات الأخيرة، وهو ابن شقيق الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني، وكان قد شغل منصب الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني قبل أن يتم عزله في يوليو 2021 إثر خلافات حادة مع جناح بافل طالباني، شريكه السابق في القيادة.ورغم عزله رسميًا، احتفظ لاهور بشبكة نفوذ داخل بعض الوحدات الأمنية وفي مناطق معينة من السليمانية، وواصل نشاطه السياسي بتأسيس “جبهة الشعب”، ما اعتبره البعض محاولة لإعادة التموضع في الساحة الكردية عبر كيان مستقل.

ترقب شعبي وتحذيرات من التصعيد

وأثارت التطورات قلق الأوساط السياسية والشعبية في السليمانية، وسط تحذيرات من اندلاع مواجهات مسلحة في حال فشل المسار القضائي في احتواء الموقف دون عنف.
فيما التزمت الأحزاب السياسية الكردية الكبرى، حتى لحظة إعداد التقرير، الصمت تجاه الأحداث المتسارعة، ما يترك الباب مفتوحًا أمام جميع الاحتمالات في الساعات المقبلة.