ماكرون: انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار يعد “الأسوأ من بين السيناريوهات”

ماكرون: انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار يعد “الأسوأ من بين السيناريوهات”

أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيراً صريحاً، الخميس، بشأن تداعيات الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية، معتبراً أن أخطر ما يمكن أن يترتب على هذه الضربات هو انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، ما من شأنه أن يضع المنطقة والعالم على حافة تصعيد نووي غير مسبوق.

تحذير فرنسي من “انحراف جماعي”

وفي ختام قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وصف ماكرون احتمال انسحاب طهران من المعاهدة الدولية بأنه “السيناريو الأسوأ”، مؤكداً أن مثل هذا القرار سيُعدّ “انحرافاً خطيراً وإضعافاً جماعياً لنظام الحد من انتشار الأسلحة النووية”.وقال ماكرون للصحفيين: “علينا أن نمنع هذا التدهور بأي ثمن، لأن خروج إيران من معاهدة حظر الانتشار سيبعث بإشارة مقلقة إلى بقية دول العالم، ويقوّض ركائز الأمن الدولي”.

تحركات دبلوماسية عاجلة

وكشف الرئيس الفرنسي عن نيته إطلاق سلسلة اتصالات دبلوماسية خلال الأيام المقبلة مع قادة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، من أجل احتواء الموقف. وذكر أنه بدأ بالفعل بالتواصل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معبراً عن قلقه من أن تؤدي الضربة الأميركية إلى نتائج عكسية.وأضاف ماكرون: “سأتحدث أيضاً مع نظرائي في روسيا والصين وبريطانيا، فهذه مسؤولية دولية جماعية”.

قلق أوروبي من التصعيد

وتأتي تصريحات ماكرون في وقت تشهد فيه أوروبا قلقاً متزايداً من تداعيات التصعيد الأميركي-الإيراني على الأمن الإقليمي والدولي، وسط تحذيرات من أن انهيار الاتفاقيات النووية القائمة قد يؤدي إلى سباق تسلّح جديد في الشرق الأوسط، ويضعف القدرة على الرقابة الدولية على البرامج النووية حول العالم.يحاول ماكرون، من موقعه كأحد أبرز القادة الأوروبيين، الدفع نحو مسار دبلوماسي بديل للحفاظ على استقرار الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالنووي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من خروج الصراع الأميركي-الإيراني عن السيطرة، وتحوله إلى أزمة تتجاوز حدود الإقليم. وفي ظل استمرار حالة الترقب، تبقى الأنظار متجهة نحو طهران وردّ فعلها الرسمي، الذي قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة، سواء نحو التهدئة… أو المواجهة المفتوحة.