نمو غير متوقع يتجاوز التوقعات.. هل تلاشت الأزمة في الصين؟

نمو غير متوقع يتجاوز التوقعات.. هل تلاشت الأزمة في الصين؟

بيانات صينية مفاجئة، أيقظت الآمال وأججت التوقعات بشأن اقتراب نهاية أزمة تباطؤ التصنيع في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، بعدما أظهرت نتائج المسح الأحدث  لمؤشر مديري المشتريات الصناعي من «ريتنغ دوغ» Rating Dog أو «كايكسن» سابقاً خروج القطاع من نفق الانكماش إلى منطقة النمو على غير المتوقع. 

مسح الذي صدر صباح اليوم الاثنين أظهر أن نشاط التصنيع في الصين عاد إلى النمو بشكل غير متوقع في أغسطس على خلفية التعافي في الطلبات الجديدة وأعمال التصدير، بمساعدة هدنة الحرب التجارية الممتدة مع الولايات المتحدة.

وسجل مؤشر مديري المشتريات الصناعي مستويات 50.5 نقطة متجاوزا تقديرات الاسواق والمحللين بتسجيل 49.7 نقطة، واعلى من قراءة الشهر السابق حينما سجل 49.5 نقطة.

أسرع نمو

سجل المؤشر أسرع معدل توسع منذ مارس، وكتب شون هوانغ، الخبير الاقتصادي الصيني لدى «كابيتال إيكونوميكس»، في مذكرة: «إن هذا التحسن يُعزى جزئياً إلى انتعاش طلبات التصدير الجديدة».

هوانغ قال: «يشير  التحسن الأخير إلى صمود الطلب الخارجي في مواجهة الرسوم الجمركية التي أقرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أبريل الماضي».

أضاف الخبير الاقتصادي الصيني في «كابيتال إيكونوميكس» أن المكاسب في إجمالي الإنتاج والطلبات الجديدة كانت أقل حدة، ما يشير إلى تحسن طفيف في الطلب المحلي.

ارتفاع التكاليف

ارتفعت تكاليف المواد الخام المتوسطة بأسرع وتيرة لها في تسعة أشهر، ما دفع بعض الشركات إلى تحميل المستهلكين تكاليفها المرتفعة. 

أظهر المسح استقرار متوسط ​​أسعار البيع بعد ثمانية أشهر من الانخفاض، في وقت تسعى بكين إلى الحد من الطاقة الفائضة وحروب الأسعار التي تجتاح القطاعات الصناعية والتي أثرت سلباً على نتائج الشركات.

انتعاش طفيف

قاله ياو يو، مؤسس «ريتنغ دوغ» Rating Dog، في بيان: «اتجاهات الأرباح التي تم تفسيرها من بيانات مؤشر مديري المشتريات أظهرت انتعاشا طفيفا فقط وتظل تحت الضغط بشكل عام».

رغم تحسن ثقة الأعمال بشكل عام، فإن التوظيف في قطاع التصنيع ظل قاتما، وفقا للمسح، حيث ظل أصحاب الأعمال حذرين بشأن التوظيف، ما أدى إلى تقليص الوظائف للشهر الخامس على التوالي.

قال يو «الارتفاع الأخير كان بمثابة نسمة من الراحة وليس ارتفاعا مستداما، محذرا من استمرار ضعف الطلب المحلي، واحتمال إرهاق الطلبات الخارجية، والتعافي البطيء للأرباح».

سؤال مهم

أوضح يو أن استدامة التحسن تعتمد على ما إذا كانت الصادرات تستقر حقا وما إذا كان الطلب المحلي قادرا على التعافي.

كانت نتائج المسح الخاص أكثر تفاؤلا من القراءة الرسمية التي صدرت يوم الأحد، والتي أظهرت انكماش نشاط التصنيع للشهر الخامس على التوالي في أغسطس، ليصل إلى 49.4 مقارنة مع 49.3 في يوليو.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي، الذي يغطي الخدمات والبناء، إلى 50.3 في أغسطس من 50.1 في الشهر السابق.

نمو الصادرات

فاق نمو صادرات الصين التوقعات في الأشهر الأخيرة، مدفوعاً إلى حد كبير بارتفاع الشحنات إلى جنوب شرق آسيا والدول الأوروبية، في حين انخفضت الشحنات إلى الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر متتالية.

في وقت سابق من هذا الشهر، مددت بكين وواشنطن هدنة الرسوم الجمركية بينهما لمدة 90 يوما أخرى، ما أدى إلى إبقاء الرسوم الجمركية الباهظة تحت السيطرة، وتثبيت الرسوم الجمركية بنحو 57.6% على السلع الصينية و32.6% على السلع الأميركية، وفقا لتقديرات معهد بيترسون للاقتصاد الدولي.

صورة أفضل

تميل المسوحات الخاصة إلى رسم صورة أفضل من المسوحات الرسمية خلال السنوات السابقة، وذلك بفضل قوة الصادرات.

يغطي المسح الخاص مجموعة أصغر تضم أكثر من 500 شركة، معظمها موجهة نحو التصدير، بينما يستطلع مؤشر مديري المشتريات الرسمي عينة أكبر تضم أكثر من 3000 شركة في قطاعات المنبع.

مؤشر مديري المشتريات الصناعي هو مؤشر رئيسي يقيس نشاط قطاع التصنيع في الصين، حيث تشير قراءة فوق 50 إلى التوسع الاقتصادي، بينما تشير القراءة تحت 50 إلى التراجع.

ويتم تجميع المؤشر بناءً على استطلاع شهري لمديري المشتريات ويشمل بيانات عن الإنتاج، الطلبات الجديدة، التوظيف، مخزونات المشتريات، ومواعيد تسليم الموردين.