الديون الأسرية في كوريا تثير المخاوف.. كيف أثرت على أسعار الفائدة؟

أبقى البنك المركزي في كوريا الجنوبية، على أسعار الفائدة دون تغيير عند 2.5% لاجتماعه الثاني على التوالي، وسط تقييم مستمر لديون الأسر المثيرة للقلق، وأسعار المساكن في العاصمة بعد أن سجلت قفزة في وقت سابق من العام.

جاءت هذه الخطوة متماشية أيضاً مع التوقعات، إلا أن البنك المركزي الكوري أشار إلى أن الزيادة في قروض الأسر تراجعت بشكل كبير، لكن التوقعات بارتفاع أسعار المساكن تظل مرتفعة.

انعكس قرار المركزي الكوري سريعاً على سوق الأسهم، ليرتفع مؤشر «كوسبي» الرئيسي في البلاد بنسبة 0.6% عند مستويات 3206 نقطة.

مراقبة أكثر

قال بنك كوريا إن التضخم مستقر وإن النمو الاقتصادي أظهر تحسناً متواضعاً، لكنه حذر من أن أسعار المساكن في سيول والمناطق المحيطة بها، إلى جانب ديون الأسر، تحتاج إلى مراقبة أكثر دقة.

وأضاف في بيان أن نمو القروض المنزلية تباطأ بشكل حاد، خاصة في العاصمة سيوول، لكن التوقعات بارتفاع أسعار المساكن لا تزال قوية.

رفع توقعات التضخم

 رفع بنك كوريا توقعاته للتضخم لعام 2025 إلى 2% من توقعاته في مايو البالغة 1.9%، كما عدّل أيضاً توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي لهذا العام إلى 0.9% من 0.8% سابقاً.

تتوقع الحكومة في سيوول أن يحقق الطلب المحلي انتعاشاً متواضعاً، وذلك بفضل الميزانية التكميلية وتحسن ثقة المستهلكين.

وقال البنك المركزي إنه من المرجح أن تظهر الصادرات تحركات إيجابية لبعض الوقت، ولكن من المرجح أن تتباطأ تدريجياً مع اتساع تأثيرات الرسوم الجمركية الأميركية.

لقاء ترامب

جاء قرار البنك المركزي بعد أيام قليلة من لقاء الرئيس الكوري الجنوبي، لي جاي ميونغ، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو ما أدى إلى سلسلة من الاتفاقيات بين الجانبين.

تشمل هذه الاتفاقيات تعهدات باستثمارات بمليارات الدولارات من جانب شركات كورية جنوبية، وعمليات شراء قياسية في مجال الطيران بقيمة 50 مليار دولار من جانب الخطوط الجوية الكورية، والتعاون في مجالات مثل بناء السفن والطاقة.

بموجب اتفاق تجاري أُبرم في يوليو ستستثمر سيوول 350 مليار دولار في الولايات المتحدة، منها 150 مليار دولار لبناء السفن.

 شهدت سيوول تخفيض ما يُسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة على صادراتها إلى الولايات المتحدة من 25% إلى 15%، بما في ذلك السيارات.

نمو الصادرات

وشهدت البلاد نمواً بفضل الصادرات الصافية في الفترة من أبريل إلى يونيو، وهو ما جاء أفضل من المتوقع، حيث توسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.6% على أساس ربع سنوي و0.5% عن العام الماضي.

تمثل صادرات السلع والخدمات نحو 44% من الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الجنوبية في عام 2023، وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن البنك الدولي، مع كون الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق لصادراتها بعد الصين.

توقعات الفائدة

كتب محللون في «بنك أوف أميركا» في مذكرة أن بنك كوريا سيكون منفتحاً على خفض أسعار الفائدة في الأشهر الثلاثة المقبلة، مع احتمال خفض أسعار الفائدة في أكتوبر.

في الوقت ذاته توقع محللو «بنك أوف أميركا» خفضاً آخر في النصف الأول من عام 2026 للحفاظ على استقرار أسعار الفائدة عند 2%.

في غضون ذلك يبدو أن التضخم في كوريا الجنوبية يدعم أيضاً خفض أسعار الفائدة، حيث بلغ 2.1% في يوليو، وهو أعلى قليلاً من هدف بنك كوريا المركزي البالغ 2%.