آمال العقارية تستهدف استثمار 1.4 مليار دولار في القطاع العقاري الفاخر في دبي.

في حوار مع موقع «إرم بزنس»، كشف عبدالله بن لاحج، الرئيس التنفيذي لشركة آمال للتطوير العقاري، أن الشركة تخطط لاستثمار نحو 5 مليارات درهم (حوالي 1.4 مليار دولار) في مشروعات عقارية جديدة في دبي خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.
وقال إن هذه الخطط الاستثمارية تعكس طموح الشركة التي تأسست حديثاً في عام 2024، لكنها تسعى سريعاً لترسيخ حضورها بين كبار المطورين في دبي.
وأوضح بن لاحج أن الزخم الكبير الذي يشهده سوق العقارات الفاخرة في دبي، يشجع على الاستثمار ويعزز من ثقة المستثمرين في السوق، حيث بلغت قيمة المعاملات في قطاع الشقق فائقة الفخامة في دبي خلال الربع الأخير وحده نحو 2.5 مليار دولار، وهو رقم يعكس – بحسب ما يؤكده بن لاحج، تحولات لافتة في طبيعة السوق ومستوى الطلب. ففي العام الماضي ارتفعت نسبة الاستحواذ على هذا النوع من الشقق بأكثر من 63%، ما يعكس رغبة شريحة واسعة من المستثمرين في الجمع بين الاستثمار والعثور على أسلوب حياة مختلف وفاخر.
وأوضح أن مشروع «آمال 8» الذي أطلقته الشركة في «مدينة محمد بن راشد»، صُمم لتلبية هذا الطلب، متضمناً ميزات وتجربة استثنائية مثل مصاعد للسيارات، تراسات خاصة، وتصاميم داخلية مصممة حسب الطلب، لتلبية احتياجات المشترين الباحثين عن التميز والخصوصية.
«يعكس المشروع سوقاً يتطور حيث يسعى المستثمرون وأصحاب المنازل إلى إقامة فريدة تتجاوز حدود الفخامة التقليدية»، على حد قوله.
وأكد أن طرح مرحلة المبيعات الأولى حقق نجاح باهر، وتم بيع جميع الوحدات المطروحة، ومن المقرر إطلاق المرحلة الثانية من مبيعات «آمال» في الربع الثالث من 2025.
ويقول بن لاحج إن الشركة، رغم حداثة اسمها في السوق، إلا أنها ترتكز على خبرة تتجاوز 20 عاماً، انطلقت من خلال «أيانا القابضة» (Ayana Holding) التي شكّلت أصلاً أساسياً وقدمت خدمات للمستثمرين والمطورين، قبل أن تنتقل إلى مرحلة التطوير العقاري الخاص. «نحن لسنا جدداً على التجربة، لدينا أساس قوي ومجموعة شركات متخصصة رافقتنا في مسيرة الدخول إلى القطاع بثقة»، يوضح بن لاحج.
ويرى أن التميّز في الخدمات والأفكار والتصميم هو العامل الحاسم في منافسة مطورين آخرين، «فنحن لا نبحث عن خفض الأسعار بقدر ما نركز على القيمة والجودة. الأسعار مرتبطة بالموقع ونوعية البناء والتجهيزات، بينما نحن نطرح خدمات استثنائية لا يقدمها الآخرون». ومن هنا جاء التركيز على الشقق الفاخرة والمشاريع ذات الطابع الخاص.
واحدة من أبرز الخطوات التي قامت بها آمال للتطوير العقاري كانت الشراكة مع علامة «منصوري» (Mansouri)، المتخصصة بتصاميم السيارات الفاخرة، في تجربة وصفها بن لاحج بأنها «جريئة» لدمج عالم السيارات الفاخرة مع التطوير العقاري.
ويضيف: «منصوري يمنحنا انتشاراً دولياً واسعاً، ونحن نمنحه منصة عقارية مميزة. النتيجة ولادة علامة جديدة تمزج بين الفخامة في الضيافة والعقار تحت اسم Mansouri Residences».
ويشير إلى أن هذه التجربة انعكست مباشرة على ثقة المستثمرين، حيث اشترى أحد المستثمرين اليابانيين بنتهاوس فقط لأنه مرتبط بالعلامة، فيما قرر آخر شراء بنتهاوس وخمس سيارات منصوري معدلة لتكون جزءاً من التجربة ذاتها. «القيمة المضافة هنا خلقت تجربة مختلفة جذبت شريحة خاصة من العملاء، وهذا ما نبحث عنه في التميز»، يقول بن لاحج.
كما يلفت إلى أن مركز المبيعات أصبح جزءاً أساسياً من التجربة: «لا نريده مكتباً تقليدياً، بل مساحة لعرض جودة المنتج ورؤية الفريق خلفه، ولمعايشة كيف تم دمج العلامة في المشروع. هذا ما يعزز الثقة، خصوصاً ونحن مطورون جدد. أنا وشركائي موجودون بأنفسنا مع العملاء، لا نتركهم لطرف ثالث، بل نؤكد على بناء علاقة مباشرة قائمة على الثقة».
وحول واقع السوق، يشير الرئيس التنفيذي لشركة آمال إلى أن دبي أصبحت وجهة استقرار لكثير من المستثمرين: «ففي 2024 وحده دخل الإمارات أكثر من 7,600 مليونير، ومن المتوقع أن يتجاوز العدد 10 آلاف في 2025. وهذا دليل على أن الناس لا يأتون فقط للاستثمار قصير الأمد، بل ليستقروا ويجلبوا عائلاتهم».
رؤية طويلة المدى ومشاريع مبتكرة
ويؤكد بن لاحج أن رؤية إمارة دبي، والبنية التحتية المتطورة التي تتميز بها، إضافة إلى مرونة المؤسسات الحكومية مثل بلدية دبي ودائرة الأراضي والتنظيم العقاري وهيئة الكهرباء والمياه، جعلت الإمارات البيئة الأكثر ملاءمة للتطوير العقاري عالمياً. «لقد زرنا أسواقاً عالمية عدة، لكننا دائماً نعود إلى الإمارات لما توفره من سرعة في إنجاز الأعمال وحلول عملية للمستثمرين»، يضيف بن لاحج.
وفي ما يتعلق بالمستقبل، يكشف أن آمال لا تقتصر على استهداف الأثرياء وحدهم، بل تسعى إلى استقطاب شرائح جديدة عبر دراسة نماذج التجزئة أو الترميز العقاري (Tokenization)، بحيث يتمكن أكثر من مستثمر من امتلاك حصص في وحدة واحدة. «بهذا الأسلوب، نفتح المجال أمام مختلف الفئات لتكون جزءاً من السوق العقاري الفاخر».
الأرقام بدورها تدعم هذه الرؤية، إذ بلغت قيمة الصفقات العقارية في الإمارات عام 2024 نحو 760 مليار درهم، فيما سجّل الربع الثاني من 2025 وحده معاملات بقيمة 2.6 مليار دولار في قطاع الشقق فائقة الفخامة. «هذه الأرقام تؤكد أن الطلب لا يزال مستمراً، وأن دبي أصبحت الخيار الأول أو الثاني للكثير من المستثمرين وعائلاتهم».