تزايد التقلبات الهوائية في الرحلات الجوية بفعل التغير المناخي

تشكّل الاضطرابات الجوية، التي تُعكّر صفوَ رحلات الطيران، مصدر خوف وانزعاج لكثير من المسافرين، وسط توقعات بأن يؤدي الاحترار الناجم عن التغيّر المناخي إلى زيادة تواترها.
وتمثّل المطبات الهوائية التي تواجهها الطائرات السبب الرئيسي للحوادث المسجّلة بسبب الطقس خلال الرحلات الجوية، وفق وكالة «فرانس برس».
وأوضح أستاذ الميكانيكا في جامعة سانت توماس، جون أبراهام: «الذين يتعرضون لإصابات بسبب المطبات الهوائية التي تواجهها الطائرات يكونون عادة من الركاب الذين لم يلتزموا بارتداء أحزمة الأمان أو من أفراد طاقم الطائرة».
وأضاف: «الطائرات الحديثة مقاومة للاضطرابات الجوية، لذا فإن الخطر الرئيسي يكمن في إصابة الركاب، وليس في سقوط الطائرة».
– تايوان ترصد «عددا قياسيا» من الطائرات الصينية حول الجزيرة
– الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران: مخاطر كبيرة على الطائرات عند تحليقها في أجواء روسيا
من جهته، أكد الخبير في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، روبرت شارمان، ضرروة أن «تخضع الطائرات للفحص بعد تعرضها لاضطرابات جوية شديدة»، مشيرا إلى تسجيل نحو خمسة آلاف حادث من هذا النوع كل سنة فوق الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال.
ثلاثة أنواع من الاضطرابات
أشار الأستاذ بجامعة ريدينغ، محمد فؤاد، إلى أن هناك ثلاثة أنواع من الاضطرابات، وهي المطبات الحرارية والاضطرابات الميكانيكية ومطبات الهواء الصافي.
وترتبط المطبات الحرارية بالتيارات الصادرة عن السحب والعواصف الرعدية، التي يمكن رصدها بصريا أو بالرادار، بينما تحدث الاضطرابات الميكانيكية فوق السلاسل الجبلية. أما اضطرابات الهواء الصافي فلا تكون ظاهرة، ما يجعلها الأكثر خطورة.
الاحترار المناخي
تنشأ هذه الاضطرابات غالبا من الرياح الغربية السريعة الموجودة في الغلاف الجوي العلوي، وتقع على ارتفاع يتراوح ما بين 10 و12 كيلومترا.
ويؤدي الاحترار المناخي إلى زيادة سرعة هذه الرياح الغربية وامتدادها، ما يُنتِج تغيرات مفاجئة في التيارات الهوائية العمودية، ويؤدي كل هذا إلى نشوء مطبات الهواء الصافي.
وفي العام الماضي، نشر فؤاد وزملاؤه دراسة بمجلة «جيوفيزيكل ريسيرتش»، حللوا فيها بيانات الاضطرابات الجوية من العام 1980 حتى 2021.
وبيّن فؤاد: «نلاحظ زيادة واضحة في وتيرة المطبات الهوائية في مناطق عدة، من بينها شمال الأطلسي، وأميركا الشمالية، وشرق آسيا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، بزيادات تتراوح بين 60 و155%».
مزيد من العواصف الرعدية
أفاد شارمان: «قد يُفاقم التغير المناخي أيضا تواتر وشدة العواصف الرعدية في السيناريوهات المستقبلية، وتُعدّ الاضطرابات الجوية التي تُصادف بالقرب من العواصف الرعدية عاملا رئيسيا في الحوادث المرتبطة بالاضطرابات».
وتتجه بعض شركات الطيران نحو استراتيجيات تتضمن زيادة استخدام أحزمة الأمان، واختبار تقنيات واعدة، من بينها استخدام الرادارات التي تصدر أشعة ليزر في الغلاف الجوي، لرصد التغيرات الطفيفة في كثافة الهواء وسرعة الرياح، بالإضافة إلى العمل على خفض انبعاثات غازات الدفيئة، بوصفه أمرا بالغ الأهمية.