تألق الذهب في مصر مع انخفاض أسعار الفائدة.. ما هو مستقبل الأسعار؟

أثار قرار البنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة 200 نقطة أساس، في اجتماع لجنة السياسات النقدية، الخميس الماضي، تساؤلات حول مستقبل أسعار الذهب ومعدلات الطلب عليه في مصر خلال الفترة المقبلة.
قرار البنك المركزي المصري هبط بأسعار الفائدة في الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم العربي إلى 22% للإيداع و23% للإقراض، بحسب بيان صادر عن البنك.
تجاوبت أسعار الذهب في مصر بشكل استباقي مع زيادة التكهنات بخفض أسعار الفائدة في البلاد، إذ ارتفعت بنحو 105 جنيهات (2.2 دولار) خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر غرام الذهب عيار 21 تعاملات الأسبوع عند مستوى 4585 جنيهاً (94.4 دولار) وأغلق عند مستوى 4690 جنيهاً (96.6 دولار)، كما شهدت تعاملات بداية الأسبوع (الاثنين) زيادة بقيمة 25 جنيهاً للغرام، ووصلت في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء إلى مستويات 4725 جنيهاً (97.3 دولار) لغرام الذهب «عيار 21»، بحسب بيانات منصة «آي صاغة» المصرية لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
عالمياً أيضاً، ارتفع سعر الأوقية بنحو 76 دولاراً خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3371 دولاراً وأغلقت عند 3447 دولاراً، كما شهدت زيادة جديدة بقيمة 24 دولاراً خلال تعاملات أمس الاثنين، ووصلت الأسعار اليوم الثلاثاء إلى 3477 في بداية التعاملات.
انتعاش متوقع للطلب على المعدن الأصفر
توقّع رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية المصرية، هاني ميلاد، انتعاش الطلب على الذهب في مصر خلال الأشهر المقبلة، بالتزامن مع اتجاه البنك المركزي المصري لمواصلة عمليات خفض معدلات الفائدة بشكل تدريجي حتى نهاية العام.
أوضح ميلاد لـ«إرم بزنس» أن تأثير خفض الفائدة على المعدن الأصفر لن يظهر بشكل فوري، لكنه رجّح أن يبلغ الطلب ذروته في الربع الأول من العام المقبل.
اعتبر رئيس الشعبة الذهب أهم الملاذات الآمنة المرشحة لاقتناص السيولة الخارجة من الشهادات البنكية خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تزايد التوقعات بارتفاع أسعار الذهب عالمياً ومحلياً خلال المرحلة المقبلة.
اتفق معه المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» المصرية لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، سعيد إمبابي، والذي قال إن الذهب يصبح أكثر جاذبية للمستثمرين مع انخفاض أسعار الفائدة، وتراجع العائد على الشهادات البنكية وأدوات الدين.
إمبابي أضاف لـ«إرم بزنس»: المواطنون والمستثمرون يبحثون دائماً عن وسيلة تحفظ قيمة مدخراتهم، وتكون سهلة التسييل (تحويل الأصل إلى سيولة مادية)، لذا شهدنا في الفترة الأخيرة إقبالاً أكبر على الذهب في مصر مع تزايد التوقعات بخفض معدلات الفائدة.
اعتبر إمبابي أن الذهب لديه فرصة قوية لاقتناص نسبة جيدة من السيولة الناتجة عن انتهاء أجل الشهادات البنكية خلال الفترة المقبلة، خصوصاً من المستثمرين الباحثين عن وسيلة استثمار آمنة وسهلة في الوقت نفسه.
توقع إمبابي ارتفاع الطلب على شراء الذهب بنسبة تتراوح بين 5 و10% خلال الفترة المقبلة مع اقتناص شريحة جديدة من عملاء الشهادات البنكية.
ورأى أن فرصة الذهب أفضل من العقار في اقتناص سيولة الشهادات البنكية، خصوصاً أن الأول أكثر مرونة، وهو الأمر الذي يتيح للمستثمر بيعه وتسييله في أي وقت بسهولة.
كيف تتأثر الأسعار؟
توقع إمبابي ارتفاع أسعار الذهب في مصر خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع تزايد التوقعات بارتفاع سعر أوقية الذهب عالمياً من مستوى 3470 دولاراً حالياً إلى ما يتراوح بين 3600 و3675 دولاراً قبل نهاية العام، وفي السيناريو المتفائل قد تتخطى 4000 دولار للأونصة.
أشار إلى أن زيادة أسعار الذهب عالمياً خلال الفترة الماضية كان لها انعكاس ملحوظ على أسعار الذهب المحلية، حيث دفعت سعر الغرام عيار 24 إلى مستوى 5390 جنيهاً.
بدوره، توقّع ميلاد ارتفاع أسعار الذهب في مصر بنسبة 10% حال ارتفاع أسعار الذهب العالمية بالمعدلات الطبيعية وتحرك سعر الدولار في اتجاه صعودي.
وقال ميلاد: «بشكل عام أسعار الذهب المحلية متوازنة مع الأسعار العالمية حالياً، لذا فلن نتوقع زيادات كبيرة إلا في حالة حدوث قفزات على المستوى العالمي».
أشار إلى أن تأثير قرار خفض أسعار الفائدة في مصر على أسعار الذهب المحلية ليس بقوة خفض الفيدرالي الأميركي لمعدلات الفائدة، خاصة مع ارتباط أسعار الذهب المحلية بالأسعار العالمية وحركة الدولار بجانب معدلات العرض والطلب.
وربط رئيس شعبة الذهب سعر المعدن الأصفر في مصر خلال الأشهر المقبلة باتجاهات سعر العملة الخضراء، وهل ستواصل التراجع أم ستستقر عند المستوى الحالي (48.5 جنيه)، أم ستعاود الارتفاع مرة أخرى.