ترامب يقدم البيتزا والهمبرغر لقوات الحرس الوطني في واشنطن – فيديو

أمد/ واشنطن: في مشهد غير مألوف، قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس، وجبات سريعة من البيتزا والهامبرغر لعناصر من قوات الشرطة والحرس الوطني الذين يشاركون في حملة أمنية واسعة ضد ما وصفه بـ”الجريمة المتفشية والتشرد” في العاصمة واشنطن.
وظهر ترامب خلال جولة قصيرة في مركز عمليات شرطة الحدائق الأمريكية على نهر أناكوستيا، حيث التقى بضباط الأمن ووجه لهم الشكر على جهودهم.
وقال ترامب أمام منشأة للشرطة في حي “أناكوستيا” بالعاصمة واشنطن: “سنجعلها آمنة، ثم سننتقل إلى أماكن أخرى، لكننا سنبقى هنا لفترة من الوقت. نريد أن نجعل هذا مثاليا تماما”، و “سمعت أن الناس آمنون للغاية، لكنني أعلم أنه في غضون أسبوعين سيكون الأمر عند مستوى أعلى بكثير”، في إشارة إلى توقعه تحسن الوضع الأمني نتيجة الحملة.
وأحاطت بترامب، خلال زيارته، قوات من مختلف الوكالات الأمنية المحلية والفدرالية بالإضافة إلى الحرس الوطني.
فيديو – ظاهرة فريدية..ترامب يوزّع البيتزا والهامبرغر على قوات الأمن في واشنطن#أمد_للإعلام pic.twitter.com/OioKPyGQVH
— amad أمد للإعلام (@MediaAmad) August 22, 2025
حملة أمنية مثيرة للجدل
وكان ترامب قد لمح في تصريحات سابقة إلى أنه سيشارك في دورية ميدانية مع الشرطة والجيش، إلا أن ظهوره اقتصر على زيارة المركز الأمني وتوزيع الوجبات. وتأتي هذه الخطوة ضمن حملة رفيعة المستوى أطلقها الرئيس الجمهوري في الأسابيع الماضية، حيث حاول استخدام سلطات الطوارئ للسيطرة على شرطة العاصمة، وأمر بنشر وحدات من الحرس الوطني إلى جانب مئات من عناصر إنفاذ القانون الفيدراليين.
وبحسب بيان للبيت الأبيض، أسفرت الحملة حتى الآن عن اعتقال أكثر من 600 شخص بتهم متنوعة، فضلاً عن إخلاء عشرات المخيمات التي كان يتجمع فيها المشردون في مناطق مختلفة من العاصمة.
انتقادات داخلية وتراجع في معدلات الجريمة
ورغم الحملة المكثفة، أظهرت تقارير محلية وإحصائيات رسمية أن معدل الجرائم العنيفة في واشنطن تراجع في عام 2024، ويواصل الانخفاض خلال العام الجاري 2025، وهو ما دفع العديد من النقاد للتشكيك في مبررات الخطوة، معتبرين أنها تعكس “توظيفًا سياسيًا” أكثر من كونها استجابة لواقع أمني متدهور.
عدد من سكان العاصمة أبدوا استياءهم من تمركز ضباط فيدراليين داخل أحيائهم، معتبرين أن ذلك يخلق أجواء توتر بدلاً من تعزيز الشعور بالأمان.
استطلاع رأي: معارضة واسعة
وفي سياق متصل، كشف استطلاع رأي حديث أجرته صحيفة واشنطن بوست بالتعاون مع مدرسة شار وشمل 604 من سكان العاصمة، أن الأغلبية الساحقة (79%) تعارض منح الرئيس سلطة السيطرة المباشرة على شرطة المدينة، إضافة إلى رفضهم لانتشار الحرس الوطني ومكتب التحقيقات الفيدرالي في شوارع واشنطن.
ويرى محللون أن هذه الأرقام تعكس فجوة واضحة بين رؤية ترامب الأمنية وبين تطلعات سكان العاصمة الذين يخشون أن تؤدي المقاربة الصارمة إلى تقويض الثقة بين الشرطة والمجتمع المحلي.
بين الأمن والسياسة
خطوة ترامب بتوزيع البيتزا والهامبرغر على قوات الأمن، وإن حملت طابعًا وديًا، لم تخفف من حدة الجدل الدائر حول حملته الأمنية المثيرة للجدل.
ففي حين يؤكد مؤيدوه أن “الحزم ضروري لإعادة الانضباط إلى المدينة”، يرى معارضوه أن الإجراءات مبالغ فيها ولا تستند إلى مؤشرات واقعية للجريمة، بل قد تزيد من الانقسام بين السلطات والسكان.