خزائن القديسة تريزيا الطفلة يسوع في الصور: زهرة أمل تتفتح بين الجراح

خزائن القديسة تريزيا الطفلة يسوع في الصور: زهرة أمل تتفتح بين الجراح

في مساءٍ لا يشبه سواه، عَبَقَت مدينة صور بنسمةٍ سماويّة، واستقبلت ذخائر القدّيسة تريزيا الطفل يسوع، في محطّتها الأخيرة ضمن جولتها على أبرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك، بعد أن جالت على بلدات رميش، القليعة، اليونيفيل، وقانا. لقاءٌ كان أشبه بعرسٍ روحيٍّ في مدينةٍ متألمة، تتلمّس في قدّيسةٍ صغيرةٍ زهرَةً من السماء.

من على رصيف مرفأ صور، حيث يلتقي البحر بخشوع مع تراب المدينة الجريحة، انطلقت مراسم الاستقبال: أطفالٌ بلباسٍ أبيض كأنهم ملائكة، شبابٌ بأيدٍ مرفوعة إلى السماء، أخوياتٌ بأعلامها، كهنة وراهبات، مخاتير وأعضاء من البلدية، وجموعٌ مؤمنة تسير على ضفاف الرجاء. ومع قرع الأجراس وتعالي الترانيم، وصلت الذخائر محمولة على أكتاف شبيبة كاريتاس لبنان، متقدّمة موكبًا شعبيًّا مهيبًا نحو كاتدرائية القديس توما الرسول.

هناك، في قلب الكاتدرائية التي احتضنت هذا الحدث الإيماني، ترأّس سيادة المتروبوليت جورج إسكندر، رئيس أساقفة صور، القدّاس الإلهي، يعاونه الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى، والإيكونومس بشارة كتورة، والأب ريشار فرعون، والأب جورج وهبه، وبحضور النائب العام الاب كامل إيليا، والارشمندريت الياس مايو، ورئيس دير ما أنطونيوس للآباء الفرنسيسكان الاب توفيق أبو مرعي، وخادم كاتدرائية سيدة البحار الأب يعقوب صعب، وخادمي رعيتي برعشيت وصفد البطيخ الاب سعيد أنطونيوس، كما شاركت الأخت ابتسام مطر مديرة مدرسة سان جورج – تبنين، وعدد من الراهبات، وأعضاء من اللجنة البطريركية للمرأة برئاسة الآنسة سنتيا غريب، إلى جانب فعاليات بلدية واختيارية.

في عظةٍ مؤثّرةٍ من القلب، خاطب سيادته المؤمنين قائلاً:

“نلتقي اليوم، لا كأفراد، بل كجماعةِ إيمانٍ تستقبل نعمةً من السماء. ذخائر القديسة تريزيا، التي ما أحبّت شيئًا بقدر ما أحبّت الله في صمت الخفاء، تأتي إلينا لا كزائرة من الماضي، بل كقوّةٍ حيّةٍ تحاكي جراحنا وتُشعل فينا من جديد نور الرجاء.”

وأضاف: “صور، هذه المدينة الجريحة الواقفة عند حدود الأمل، تستقبل اليوم زهرةً نبتت في تربة الألم، وازدهرت بالبساطة والطاعة. ونحن في جنوبٍ يتأرجح بين الحرب والصلاة، نسمع صوتها يهمس فينا: لا شيء يضيع إن قُدّم بمحبة. لا دمعة، لا صلاة، لا صمت، لا ألم.”

وأضاف: “فلنكن نحن التربة الجديدة التي تنبت فيها زهرة الطفولة الروحيّة، زهرة الإيمان الذي لا يتراجع، مهما اشتدّت العواصف.”

وقد أقيمت سهرة روحية وسجود واعترافات وشارك المؤمنون بالتبريك وطلب الشفاعة، في مشهدٍ اختلطت فيه الدموع بالتراتيل، والرجاء بخشوع الأرواح. وباتت الذخائر ليلتها في الكاتدرائية.

وفي اليوم التالي، احتفل أبناء صور بقدّاس الشكر، قبل أن تُتابع الذخائر مسيرتها إلى بلدة مغدوشة، حاملةً معها عطر الصلاة، وحنان القدّيسة الصغيرة، التي قالت يومًا: “أريد أن أكون الحبّ في قلب الكنيسة.”

IMG_9611

IMG_9612

IMG_9613

IMG_9615

IMG_9617

IMG_9619

IMG_9621

IMG_9627

IMG_9631

IMG_9632

IMG_9634

IMG_9637

IMG_9638

IMG_9639

IMG_9641

IMG_9643

IMG_9646

IMG_9647

IMG_9648

IMG_9649

IMG_9651

IMG_9654

IMG_9657

IMG_9661

IMG_9667

IMG_9671

IMG_9673

IMG_9675

IMG_9676

IMG_9679

IMG_9681

IMG_9685

IMG_9686

IMG_9688

IMG_9690

IMG_9692

IMG_9694

IMG_9695

IMG_9697

IMG_9699

IMG_9701

IMG_9703

IMG_9704

IMG_9706

IMG_9707

IMG_9710

IMG_9713

IMG_9715

IMG_9718

IMG_9719

IMG_9720

IMG_9722

IMG_9724

IMG_9726

IMG_9733

IMG_9734