جورج سيدهم صعيدي، ولد في جرجا بسوهاج، ولد صامتًا لا يصرخ كبقية الأطفال، لدرجة جعلت أسرته تعتقد أنه ولد ميتا، فوضعوه تحت الفراش، حتى أنقذته إحدى الجارات التي دخلت إلى الغرفة، وشقت بصلة، ومررتها تحت أنفه، فصرخ صرخته الأولى. 

في طفولته كان جورج سيدهم يقلد العديد من الشخصيات، وفي المرحلة الثانية ظهرت موهبته، وترأس فرقة التمثيل بالمدرسة، أما بدايته الاحترافية فقد جاءت من خلال التلفزيون، وهو يقدم فقرة صامتة بعنوان "دش بارد" في برنامج بعنوان "تسالي" مع رفيقي دربه  الضيف أحمد وسمير غانم، ليقوموا بعدها بتقديم حلقة بعنوان "الشحاتين حول العالم"، ليكتشفهم  المخرج محمد سالم، ويقدم الثلاثي في فوازير رمضان.

جورج سيدهم و"معبودة الجماهير"

شارك جورج سيدهم في أكثر من 40 فيلما سينمائيا، في مقدمتها  "معبودة الجماهير" و"أضواء المدينة" و"البحث عن فضيحة" و"غريب في بيتي" و"الشقة من حق الزوجة"، كما شارك في مسلسلات تلفزيونية منها "بوابة الحلواني" و"رأفت الهجان".

وأثناء تصوير "معبودة الجماهير"، خرج جورج سيدهم عن النص أثناء تصويره المشهد الوحيد الذي جمعه بشادية، وقال لها من اسكتش "كوتوموتو": "الواد خلي بالك منه طبطب على كتفه كوتوموتو يا حلوة يا بطة"، فوجئت شادية  بما تسمع، وضحك كل من في الاستوديو، وصرخ مخرج الفيلم حلمي رفلة، وظل يجري وراء رفلة لينتقم منه ويضربه، وذلك لأنه كان يخشى تكرار المشهد واستهلاك أفلام خام لعدم توافرها في ذلك الوقت.

جورج سيدهم وأطول فترة عزوبية 

ظل جورج سيدهم عازبا حتى سن الـ53، في شقته التي تطل على المتحف المصري، تزوج عام 1991، وبعدها بست سنوات فقط من الزواج، وبالتحديد في عام 1997 فوجئ جورج سيدهم بأن شقيقه أمير استولى على كافة أمواله وباع المسرح الخاص به، وهرب إلى الخارج، ليصاب جورج سيدهم بجلطة في المخ ، أدت إلى شلل تام في الشق الأيمن من جسده، كما أثرت على مركز الكلام ، مما أدى إلى ابتعاده عن الفن.

شهادة زوجة جورج سيدهم 

بعد وفاة زوجها الفنان جورج سيدهم، تحدثت د. ليندا مكرم عنه قائلة: "كان يملك ابتسامة كبيرة نعمة من الله ومرسومة على وجهه".

وحكت عن علاقتهما  في مداخلة هاتفية مع برنامج "القاهرة الآن" على فضائية "العربية الحدث" قائلة: "لما كنا في لندن في رحلة علاجه كانت الممرضات يسألونه دائماً ما سر هذه الابتسامة  الدائمة على وجهه رغم المرض.. فكان رجل مليء بالسلام".

قالت إن رحلة زواجهما  استمرت  24 عامًا منها 20 عاماً شهد فيها جورج وعكات صحية متتابعة، وقالت: "كانت يد الله هي التي تعمل وتساعده في هذه الرحلة حيث كان زوجها سعيداً شاكراً لله رغم كل شيء مشيرة إلى أنه قبل مرضه كان رجل متحرك جداً وسريع الحركة بشكل عبقري"، وتابعت: "اتجوزت جورج وهو سليم أربع سنوات فقط وبعدها إصابته أولى الجلطات واستمر في وعكاته 20 عامًا ومع ذلك سعيدة وشاكرة ربنا".

واختتمت ليندا: "لا يشكرني أحد على رحلتي مع زوجي الراحل لكن الشكر كله لله طيلة هذه السنوات.. أكتر حاجة كنت بحبها فيه أنه إنسان لأقصى درجات الإنسانية وكريم جداً ومن داخله طفل أبيض القلب لا يحمل لأي إنسان أي ضغينة".