خطف تياجو ألمادا الأضواء من الجميع في قائمة منتخب الأرجنتين الأول لكرة القدم، خلال تصفيات قارة أمريكا الجنوبية، خاصة بعد تألقه في المباريات الأخيرة، ونجاحه في تعويض غياب النجم الكبير ليونيل ميسي، الذي ابتعد عن القائمة بسبب الإصابات.
وُلد تياجو إيزيكييل ألمادا في 26 أبريل 2001، في سيوداديلا، بوينس آيرس، لأسرة بسيطة جدًا، كانت تسعى لتوفير احتياجات المعيشة بشكل يومي مع تحمل صعوبات الحياة بصفة مستمرة ودائمة.
ولم تكن طفولة تياجو ألمادا سهلة أو بسيطة كما يعتقد البعض، فالفتى الصغير نشأ في حي فويرتي أباتشي، المعروف بارتفاع معدلات الجريمة، وانتشار تعاطي المخدرات.
وعلى الرغم من معدلات الفقر الكبيرة في فويرتي أباتشي، إلا أن هذا الحي اشتهر أيضًا بملاعب كرة القدم المنتشرة في معظم شوارعه الضيقة والصغيرة، ليخرج من هذه الأزقة أكثر من نجم أرجنتيني كبير، على رأسهم بلا شك كارلوس تيفيز، نجم بوكا جونيورز، واللاعب الذي احترف في أكثر من فريق أوروبي، مثل مانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي، ويوفنتوس.
ولم يكن تيفيز النجم الوحيد من منطقة أباتشي، إذ ظهر أخيرًا الفتى الذهبي الجديد في كرة القدم الأرجنتينية، تياجو ألمادا، الذي سجل هدف الفوز أمام أوروجواي، ثم أسهم في فوز راقصي التانجو على السيلساو البرازيلي بنتيجة 4ـ1، في قمة تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وعاش تياجو ألمادا طفولة فقيرة للغاية، وعمل في بيع الفاكهة والخضروات، والتنقل من شارع لآخر من أجل توصيل بضاعته إلى المنازل في بوينس آيرس، جنبًا لجنب مع تعلم كرة القدم.
ومثل غالبية الأطفال في الأرجنتين، قررت عائلة ألمادا التحاق نجلها الصغير بإحدى الأكاديميات والفرق منذ طفولته، خاصة أنه تمتع بموهبة واضحة، لذلك التحق سريعًا بفريق سانتا كلارا المحلي عند بلوغه الرابعة.
وعندما بلغ 5 أعوام فقط، ذهب تياجو مع والده إلى اختبارات الناشئين في نادي فيليز سارسفيلد، ليتم قبوله سريعًا بسبب موهبته، ويستمر في صفوف أكاديمية النادي حتى 2018، حين أصبح عمره 17 عامًا، ليصعد سريعًا إلى الفريق الأول بسبب شخصيته القوية ومهارته الواضحة.
وكانت موهبة تياجو ألمادا واضحة منذ نعومة أظفاره، لذلك قررت صحيفة «جارديان» البريطانية وضع اسمه ضمن قائمة أبرز المواهب الشابة حول العالم خلال عام 2018، لتصدق توقعات الصحيفة ويصبح اللاعب الصغير بعد أعوام أحد أبرز نجوم الأرجنتين في الحقبة الجديدة.
وخلال الفترة من 2018 وحتى 2022، أصبح تياجو أحد أبرز لاعبي سارسفيلد، ليسجل 10 أهداف خلال 45 مباراة، وينضم لقائمة المنتخب الأرجنتيني في نهائيات مونديال قطر 2022.
وشارك ألمادا لمدة 6 دقائق فقط، خلال مباراة الأرجنتين وبولندا، التي انتهت بفوز فريقه بنتيجة 2ـ0 ضمن مرحلة المجموعات، لتكون هذه الدقائق كفيلة بوضع اسمه بحروف من ذهب في قائمة المجد الأرجنتينية، التي توجت بكأس العالم 2022، على الرغم من وجوده على دكة البدلاء طوال الأدوار الإقصائية في البطولة.
وبسبب تميزه في الأرجنتين، تعاقدت إدارة نادي أتالانتا الأمريكي مع ألمادا عام 2022 مقابل نحو 16 مليون يورو، ليصبح أحد أهم نجوم الفريق الأمريكي بتسجيله 23 هدفًا في 77 مباراة حتى عام 2024.
وعلى الرغم من تألقه الكبير في أمريكا، إلا أن تياجو ألمادا اتخذ خطوة غير متوقعة بالمرة، عندما وافق على الانتقال إلى الدوري البرازيلي عبر بوابة فريق بوتافوجو، مقابل نحو 21 مليون يورو، إلا أن المفاجأة حدثت بعدم تألقه وتأقلمه في الملاعب البرازيلية، ليسجل 3 أهداف ويصنع هدفين فقط في 26 مباراة، ويقرر سريعًا الرحيل نحو فرنسا، بعد أن جاءت الفرصة بالانتقال إلى ليون على سبيل الإعارة، مطلع عام 2025.
وكأن ليون لعب دور بطاقة الخروج نحو المجد بالنسبة للشاب ألمادا، إذ استعاد اللاعب بريقه المفقود في الملاعب الفرنسية، ليشارك في 10 مباريات حتى الآن في النصف الثاني من الموسم، ويكسب ثقة المدرب ليونيل سكالوني، الذي راهن على خدماته خلال التصفيات القارية الجارية.
وحقق تياجو ألمادا المطلوب في التصفيات، بتسجيله هدف الفوز في شباك الأوروجواي، ثم تقديمه مباراة كبيرة ضد البرازيل، ليؤكد بأنه قادر على حمل لواء الأرجنتين في قادم المواعيد الدولية، خاصة مع تقدم القائد الأسطوري ليونيل ميسي في العمر وكثرة إصاباته، ما جعله ضمن قائمة المستبعدين من المشاركة مع بطل كأس العالم في المباريات الأخيرة.
0 تعليق