“مشكلة الجاهات الكبيرة” .. مسؤول اعتمد على أقاربه فقط .. وآخر تواجد ابنه في مراسم زواجه

“مشكلة الجاهات الكبيرة” .. مسؤول اعتمد على أقاربه فقط .. وآخر تواجد ابنه في مراسم زواجه

جفرا نيوز –
محرر الشؤون المحلية 

أصبحت “الجاهات” في الأردن مقياسًا لحجم الدار والمقدار، ولا تكتمل مناسبات الزواج والفرح دون وجود جمع كبير من رؤساء وزراء ونواب ومسؤولين من مختلف الدرجات وشيوخ، حتى أصبح الأمر وكأنه “برستيج” اجتماعي، ولا يتم دون توثيق اللحظة بكاميرات المصورين من مختلف وسائل الإعلام، مع أن الأمر يكون بالاتفاق المسبق والقبول سلفًا، والجاهة في هذه الحالة عبارة عن شكليات وبذخ، ولا تقدم أو تؤخر.  

سابقًا كانت الجاهات لطلب يد العروس تقتصر على حضور الأهل والأقارب أي الدائرة الضيقة، دون تفرع أو تكلف وبهرجة لا داعي لها، بينما البعض في يومنا هذا يتعاملون مع الأمر كأنه صيحة العصر ، ويعتبرون أن إقامة مراسم الفرح دون جاهة يعني أن هناك لومًا وعتبًا على أهل العروسين بالتقصير، ولا يبارك البعض زواج ابنته إذا لم تأتِ جاهة طويلة عريضة تغلق الشوارع، وبكلفة مرتفعة على العريس وذويه، وغيرها من المشاهدات. 

بالمقابل وكمثال عن مسؤول، محافظ العاصمة ياسر العدوان أقام جاهة لنجله اقتصر فيها الحضور فقط على الأقارب مع العلم أن باستطاعته جمع قبيلة بأكملها، وحضور من مختلف طبقات ودرجات المجتمع، وأمس أيضا كانت جاهة ابنته وطبق أيضًا الأمر ذاته بجعل الحضور يقتصر فقط على المقربين من ذوي العروسين، وهذا مثال حي على مسؤول يمكن لأي شخص الاقتداء به فيما يتعلق بالجاهة ، وما يرافقها من مظاهر أصبحت مبالغة ، وخرجت عن مفهومها. 

ومن المواقف التي أثارت جدلًا وتعتبر طريفة إلى حد ما، هو أن إحدى الشخصيات قام بتنظيم 3 جاهات له أي تزوج 3 مرات ، وطلب له رؤساء وزراء وبحضور كبير جدًا من المسؤولين في كل مرة ، إلا أن النصيب لم يتم ووقع الطلاق مرتين، اللافت أنه في الجاهة الثالثة كان ابن هذا الشخص من زيجات سابقة بجانبه ، فكيف له الاستمرار بالبهرجة بهذا الشكل الذي لا يمثل عاداتنا البعيدة عن الإسراف وغيره، في وقت هناك شباب لا يستطيعون أصلا التفكير بالزواج؛ بسبب الظروف المالية الصعبة، وإقامة جاهات كبيرة يكلف آلاف الدنانير، فما الحاجة لها، ولماذا لا يكتفي البعض بالأقارب فقط؟