الروخ يطرح “البراني” في 15 حلقة

يعود المخرج المغربي إدريس الروخ إلى الدراما من خلال مسلسل جديد يحمل عنوان “البراني”، وهو عمل من إنتاج القناة الثانية، يرتقب أن يعرض خلال الموسم المقبل، ويعد بتقديم تجربة فنية مختلفة، تجمع بين عمق الطرح وجمالية الصورة.
المسلسل الجديد، الذي أشرفت على إنتاجه شركة “ديسكونيكتد برود” لصاحبها المنتج خالد النقري، يتكون من 15 حلقة، تبلغ مدة كل واحدة منها 52 دقيقة، ويصور في فضاءات طبيعية خلابة بين مدينتي إفران وأزرو وسط جبال الأطلس المتوسط، حيث الطبيعة تسهم بدورها في تشكيل المشهد الدرامي، وتمنح العمل بعدا بصريا مميزا.
تدور أحداث “البراني” داخل قرية نائية تبدو ساكنة للوهلة الأولى، غير أن مجريات الأمور تنقلب رأسا على عقب بعد ظهور رجل غريب، لا يعرف أحد من أين أتى ولا هدفه الحقيقي، لكنه سرعان ما يحدث ارتباكا داخل المجتمع المحلي، بعدما يبدأ في كشف أسرار الماضي وفتح ملفات طويت لسنوات. ومع تصاعد الأحداث، تنفجر الصراعات وتطفو على السطح أسئلة وجودية حول العدالة، الهوية، والانتماء.
المسلسل يغوص في أعماق النفس البشرية، ويسلط الضوء على مصائر شخصيات تعيش على حافة الأسئلة المؤجلة، وتسكنها الجراح القديمة، في حكاية تتقاطع فيها الأقدار، ويتداخل فيها الماضي بالحاضر، داخل حبكة مشوقة لا تخلو من المفاجآت واللحظات المؤثرة.
وبالإضافة إلى عنصر التشويق، يراهن الروخ من خلال “البراني” على الاشتغال البصري والتقني؛ إذ يقدم رؤية إخراجية تراعي التفاصيل وتستثمر في جمالية المكان، ما يخلق توازنا بين مضمون القصة وقوة الصورة، في نهج يجسد تطور الإنتاجات المغربية في السنوات الأخيرة وسعيها إلى منافسة الأعمال العربية والدولية.
يضم العمل نخبة من الوجوه الفنية المعروفة، من بينهم هند السعديدي، حسناء مومني، مراد حميمو، عبد الإله رشيد، حميد باسكيط، كمال حيمود، سعاد حسن، رباب كويد، كريم بولمال، صوفيا بن كيران، ومنصور بدري، في توليفة تمزج بين أجيال فنية، ما ينتظر أن يضفي على المسلسل دينامية في الأداء وتنوعا في الشخصيات.
ويأتي هذا العمل الجديد ليكرس مسار إدريس الروخ، الذي يعد من الأسماء البارزة في مجال الإخراج، حيث راكم تجربة فنية غنية امتدت بين التلفزيون والمسرح والسينما، ويواصل من خلالها تقديم رؤى درامية تحاكي الواقع وتلامس العمق الإنساني.